اختتمت الدكتورة حنان بلخي المديرة الإقليمية لـ منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، مؤخراً زيارة إلى أفغانستان استمرت 3 أيام، والتقت بمسؤولي الصحة والشركاء الإنسانيين لمناقشة الأولويات الصحية الحرجة.
وكان محور المناقشات هو جهود أفغانستان للقضاء على شلل الأطفال، وتعزيز الوصول العادل إلى الرعاية الصحية الجيدة، ومعالجة اضطرابات تعاطي المخدرات، والاستثمار في قوة عاملة صحية مستدامة.
وقالت المنظمة فى بيان لها، سافرت الدكتورة بلخي إلى مزار شريف في المنطقة الشمالية من البلاد، حيث افتتحت مركز بلخ لعلاج ادمان المخدرات للنساء والأطفال والذي يضم 50 سريراً، وهو واحد من 12 مركزاً لعلاج إدمان المخدرات تتلقى دعماً حيوياً من منظمة الصحة العالمية والشركاء. كما زارت مستشفى الأمراض المعدية الذي يضم 50 سريراً، وتفاعلت مع المرضى والعاملين الصحيين، حيث أكدت على الأهمية الحاسمة لتعزيز قدرات الطاقم الطبي وتحسين إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية للسكان المعرضين للخطر في جميع أنحاء أفغانستان.
وأوضحت، إن تعاطي المواد المخدرة يشكل تحديًا متزايدًا للصحة العامة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وفي أفغانستان على وجه الخصوص، ومع معاناة أكثر من 4 ملايين شخص في البلاد من اضطرابات تعاطي المواد، هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات محددة وتقديم الدعم العالمي. ولمعالجة هذه القضية العاجلة، تهدف منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركائها، إلى الحد من معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات والتكاليف الاجتماعية المرتبطة باضطرابات تعاطي المواد من خلال تدخلات الصحة العامة القائمة على الأدلة والمرتبطة بالسياق.
وأكدت الدكتور بلخي، التزام منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، وضمان اندماجهم الكامل في المجتمع.
وقالت الدكتورة بلخي، "إن قضية الإدمان في أفغانستان قضية كبيرة جدًا، وتماشياً مع أولوياتي الإقليمية، سنواصل العمل مع شركائنا لضمان قدرتنا على تقديم المساعدة والدعم اللازمين لضمان عودة هؤلاء المرضى إلى الحياة الطبيعية بشكل آمن واندماجهم بشكل كامل في مجتمعاتهم".
وأضافت، إنه بالتعاون مع السلطات الصحية في البلاد وشركائنا، يمكننا تحقيق ذلك وضمان حياة أفضل وأكثر صحة للشعب الأفغاني".
وأشارت الدكتورة بلخي إلى أن معظم المرضى الذين زارتهم في مستشفى الأمراض المعدية في بلخ يعانون من أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل الكزاز والتهاب السحايا مع السل والفشل الكبدي وتليف الكبد بسبب التهاب الكبد الوبائي ب، مما يبذل جهودًا أكبر لضمان زيادة تناول اللقاح وتغطية برنامج التحصين الموسع (EPI) بشكل أساسي. وتحقيقًا لهذه الغاية، دعت إلى زيادة الدعوة والتوعية بين المرضى الذين يزورون المستشفى ومجتمعاتهم الأوسع حول أهمية برنامج التحصين الموسع الروتيني.
خلال مشاركتها في جهود القضاء على شلل الأطفال، أكدت الدكتورة بلخي وممثلون آخرون من المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال على الالتزام العالمي بإنهاء شلل الأطفال وشددوا على الحاجة إلى التزامات سياسية وإدارية متجددة وتعاون أقوى لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال البري في النهاية.
وأكدت الدكتور بلخي: "إن هذه الزيارات القطرية المهمة توفر فرصة فريدة للقادة العالميين والإقليميين لتعزيز الشراكات مع برامج شلل الأطفال الوطنية، وتعزيز المساءلة وإظهار أن القضاء على المرض على مستوى العالم في متناول اليد. إن التزام أفغانستان بوقف تفشي شلل الأطفال الحالي في الجنوب وتحسين التطعيم أمر حيوي لتحقيق هذا الهدف".
وإدراكاً لأهمية التنسيق الوثيق بشأن القضاء على شلل الأطفال بين أفغانستان وباكستان، اللتين تشكلان كتلة وبائية واحدة، والحاجة إلى تعاون ثنائي أوسع نطاقاً بشأن أولويات الصحة الأخرى، يعمل الدكتور بلخي على تسهيل الحوار الصحي بين البلدين بمشاركة ودعم القيادات الوطنية الحاسمة في كلا البلدين.
وفي اجتماعها مع ممثلي وكالات الأمم المتحدة في أفغانستان، أكدت الدكتورة بلخي على أهمية "الصحة في جميع الوكالات" والتكامل الاستراتيجي للصحة في جهود التنمية، مسلطة الضوء على الحاجة إلى عمل موحد لمعالجة التحديات الصحية الحرجة في أفغانستان. ويشكل هذا الالتزام جزءًا من التزام منظمة الصحة العالمية بتعزيز الشراكات التي تدفع إلى تحقيق نتائج صحية مؤثرة ومستدامة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.
وإدراكًا منها للمخاوف الخطيرة بشأن تأثير القيود المفروضة على الوصول إلى التعليم الرسمي للعاملات الصحيات على القدرة على الحفاظ على تقديم الخدمات الصحية، جددت الدكتورة بلخي تصميمها النشط على الدعوة إلى تعليم النساء وحقوقهن كجزء من الجهود الشاملة الرامية إلى تعزيز أجندة الصحة في أفغانستان.
إن الأزمة الإنسانية في أفغانستان هي واحدة من أشد الأزمات في العالم، حيث تشهد البلاد أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم. ولا يزال الجفاف والنزوح والفقر مستمر، في حين تؤدي الكوارث الطبيعية إلى تفاقم الوضع. وقد ارتفعت الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المحتاجين من 18.4 مليون شخص في منتصف عام 2021 إلى ما يقرب من 23.7 مليون شخص في عام 2024. ومن بين هؤلاء، يحتاج حوالي 17.9 مليون شخص إلى مساعدة صحية عاجلة.