حنان التتر.. مريضة سرطان منعها الاحتلال من الحصول على العلاج فى غزة.. 16 عاما من الألم وحصار إسرائيل للمستشفيات فى القطاع وتدمير أتوبيس نقل المرضى زاد من معاناتها.. وتؤكد: لا أجد طبيبا مختصا ولا أدوية فى الشمال

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 07:00 م
حنان التتر.. مريضة سرطان منعها الاحتلال من الحصول على العلاج فى غزة.. 16 عاما من الألم وحصار إسرائيل للمستشفيات فى القطاع وتدمير أتوبيس نقل المرضى زاد من معاناتها.. وتؤكد: لا أجد طبيبا مختصا ولا أدوية فى الشمال غزة - أرشيفية
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عانت مدرسة فلسطينية متقاعدة لمدة 16 عاما من الألم بعد اكتشاف إصابتها بمرض خطير عام 2008، وهو نفس العام الذي شهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن هنا كانت الصدمة، حيث الإصابة بمرض السرطان بجانب القصف المدمر من قبل الاحتلال على القطاع والذي استمرت لـ 23 يوما، منذ نهاية ديسمبر وحتى 18 يناير 2008، لكن لم تكن تعلم أن هذا المشهد سيتكرر بطريقة أصعب وأشد بشكل كبير بعد مرور 16 عامًا في ظل ارتكاب الاحتلال جريمة إبادة جماعية في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، وهي الحرب الأطول على غزة، بينما لا زالت تعاني من نفس المرض، وهذا هو ملخص المأساة الصعبة التى تعيشها المدرسة الفلسطينية حنان التتر، مريضة السرطان المقيمة في شمال غزة.

تحكى حنان التتر، بداية الإصابة بالمرض، قائلة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن رحلة المعاناة بدأت في شهر فبراير عام 2008 حينما شعرت في مغص شديد في بطنها، وحينها وصف لها الطبيب علاج مؤقت، لكن دون جدوى، بينما الألم يزداد يوما بعد يوم، متابعة: "مع الأيام ذهبت لطبيب باطني مختص ووجد أن الأدوية لا لزوم لها، وأجريت الفحوصات واكتشفت أنني مريضة سرطان وحولوني لعملية منظار في الأمعاء للتأكد، ومن ثم اجريت عملية في القولون وتم إزالة جزء منه".

التقرير الطبي للمريضة حنان التتر
التقرير الطبي للمريضة حنان التتر

اقرأ أيضا:

القاهرة الإخبارية: طيران الاحتلال يقصف منزلا شمال غرب مدينة غزة

قالت التتر: "بعد إجراء العملية الجراحية، استكملت العلاج بجرعات كيماوية في مستشفى الشفاء الطبي، حتى عام 2014، حيث اكتشفت أن المرض انتشر في الغدة الدرقية وتم إزالة الغدة الدرقية نهائيا"، هنا تكشف حنان التتر، التداعيات الصعبة لصحتها بعد انتشار المرض، مضيفة: "تم تحويلي إلى مستشفى الأهلي في الخليل لأخذ جرعة اليود وكنت اتابع باستمرار لأخذ الأدوية العلاج في الضفة الغربية".

اقرأ أيضا:

أستاذ علوم سياسية: أمريكا تعطى شيكا على بياض لإسرائيل لاستخدام وافر قوتها فى غزة

كما تكشف المدرسة المقيمة في شمال غزة، تأثير العدوان الإسرائيلي الأخير عليها وزيادة معانتها مع المرض بسبب الحصار المفروض على القطاع وانهيار المنظومة الطبية والنقص الشديد في الأدوية، قائلة: "قبل العدوان الأخير كنت أتابع في الضفة الغربية بمستشفى الأهلي في الخليل مع زوجي الذي كان يرافقني في كل مرة أذهب فيها للضفة، وفي إحدى المرات لم يسمح الاحتلال بذهاب زوجي معي وأعادوه فذهبت وحدي دون مرافق، وظللت 11 يوما وحيدة خلال حصولى على العلاج، بعدها تم نقلي لاستكمال العلاج في مستشفى هداسا في القدس، بعد ذلك تمت المتابعة في مستشفى الرنتيسي في غزة، إلا أن نُقلت المتابعة في مستشفى الصداقة التركي، في خان يونس، وحينها كنت أعاني من بعد المكان لتلقي العلاج حيث يستغرق الأمر مدة طويلة من الصباح لبعد الظهر، وأحياناً كثيرة لا يتوفر العلاج بسبب نقص في الدعم، بينما هم يقررون التحويل للعلاج خارج البلد".

أتوبيس ينقل مرضى السرطان لمستشفى الصداقة التركي دمره الاحتلال - صورة حصرية
أتوبيس ينقل مرضى السرطان لمستشفى الصداقة التركي دمره الاحتلال - صورة حصرية

اقرأ أيضا:

الرئيس الصيني يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة

وتتابع: "بعد الحرب هدم الاحتلال مستشفى الصداقة التركي، وأصبح هناك خط فاصل وهو محور نيتساريم بين الجنوب والشمال، وبالتالى لم أستطع الذهاب لجنوب القطاع، لأنني لا استطيع السير على قدمى لمسافات طويلة، وأصبح من الصعب الحصول على العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة، وتغير الوضع كثيرا وأصبحت لا أعرف أين ألجأ وماذا أفعل؟".

وبشأن طريقة تعاملها مع مرضها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تقول حنان التتر: "في البداية كنت أتناول العلاج المتوفر لدي، ثم لجأت للعلاج البديل في مستشفى خاصة، واشترى العلاج من حسابي الخاص، ثم علمت بوجود عيادة في حي الدرج توفر العلاج لمرضى السرطان، لكن لم تكن جميع الأدوية متوفرة، فكنت أطلب نفس العلاج الذي كنت أتناوله في السابق دون متابعة طبيب خاص لتحديد كمية العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة".

وحول تأثير استمرار النزوح من مكان لآخر في شمال غزة على زيادة معاناتها من مرض السرطان، تقول: "تسبب استمرار النزوح في تزايد الألم والوجع، لأن هذا المرض معروف إذا لم يسيطر عليه سينتشر في أماكن أخرى، والآن أعاني من آلام في المرارة والمعدة دون السيطرة على هذا الألم من قبل الأطباء المختصين، والمكان الذي كنت أنزح له لا يوجد فيه عيادات متخصصة، وهناك نقص شديد في العلاجات الخاصة بالسرطان في الشمال".

اقرأ ايضا: 

صندوق النقد: حرب غزة واللاجئون وتراجع إيرادات قناة السويس أثرت على اقتصاد مصر

وتحكى المدرسة الفلسطينية وضع المستشفيات في شمال غزة، خاصة بعد تعمد الاحتلال استهدافها واقتحامها عدة مرات، قائلة: "لا توجد مستشفيات خاصة لمرضى السرطان في شمال القطاع، لكن أذهب إلى مستشفى المعمداني، والطبيب الموجود ليس الطبيب المتابع لي ولا يفهم ما هي حالتي، لذلك يقوم بإعطائي علاج مؤقت، وكل ما أحتاجه طبيب مختص يعلم حالتي، وكيف يعالجني، ويعطيني التحاليل والأدوية اللازمة".

وبخصوص تواصلها مع منظمة الصحة العالمية في القطاع للحصول على تحويلة للعلاج خارج القطاع، أوضحت: "لم أتواصل مع المنظمة لأنه لا يوجد لدي تحويلة من طبيبي المختص، وأنا لم أنزح إلى جنوب غزة لتسهيل سفري، ولا يوجد أطباء مختصين في الشمال لأن الاحتلال أسر بعضهم والبعض الأخر سافر خارج البلاد".

واختتمت حنان التتر حديثها بتوضيح الصورة المأساوية للأتوبيس الذي كان ينقل مرضى السرطان في شمال غزة من بيوتهم إلى مستشفى الصداقة التركي في القطاع، وقد دمره الاحتلال بشكل كامل، ليحول بين مرضى السرطان ووصولهم إلى أطباء المستشفى للكشف والحصول على العلاج، ومن هنا أصبحت رحلة الذهاب إلى أي مستشفى لمحاولة تخفيف الآلام محفوفة بالمخاطر، لأن المريض قد يذهب ولا يستطيع العودة لمنزله، أو قد تقصفه طائرات الاحتلال وتصيبه رصاص جنوده قبل أن يصل للمستشفى.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة