ساعات قليلة تفصلنا عن قرار مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلي ( الكابينيت الإسرائيلى )بخصوص اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان ، المقرر التصويت عليه اليوم الثلاثاء، وسط معارضة من اليمين المتطرف ، تترافق مع أنباء بدخول الاتفاق حيز التنفيذ فى تمام السادسة صباح غد الأربعاء، وفق إعلام عبرى.
وأوضح مسؤلون إسرائيليون أن الاتفاق لن يكون نهاية للحرب بل هو وقف لإطلاق النار وسيتم تقييمه يوميا، وفق هيئة البث الإسرائيلية .
ويواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاوراته منذ الساعات الأولى من صباح اليوم مع حكومته والقادة العسكريين حول بنود الاتفاق، وفق ما نقلت شبكة أي بي سي عن مسؤولين إسرائيليين.
وفى الجنوب اللبنانى، تنفذ قوات الجيش الإسرائيلي عمليات إعادة التموضع في البلدات الحدودية التي احتلتها، تمهيدا للانسحاب منها وفق الاتفاق المرتقب.
وساد هدوء حذر بالجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع ، بعد ليلة شهدت سلسلة غارات نفذها جيش الاحتلال على محيط بلدات الخيام وعيناتا وكونين وبنت جبيل والطيري وحانين ورشاف.
فيما يسود التفاؤل بين سكان الجنوب الذين أجبروا على ترك منازلهم تحت نيران القصف وبدأت آمال العودة تلوح فى الأفق.
وتبلغت طهران أمس بأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكًا ، وقد أعطى المرشد الإيرانى على خامنئي الضوء الأخضر لحزب الله لوقف النار، وفق ما نقلت نيويورك تايمز نقلا عن عضوين في الحرس الثوري الإيراني.
فيما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر مطلع إن "الاتفاق مع لبنان سيمكننا من فصل جبهتي غزة ولبنان وإبقاء حماس وحيدة".
معارضة داخل إسرائيل
من جهة أخرى، علت منذ أمس أصوات المعارضين لقرار وقف الحرب وغالبيتهم من اليمين المتطرف في إسرائيل، وقد أظهر استطلاع رأي أجرته القناة 14 الإسرائيلية أن 55 % من الإسرائيليين يعارضون وقف إطلاق النار مع حزب الله في الوقت الحالي حتى وإن كان مؤقت.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، سأصوت اليوم ضد اتفاق وقف النار في لبنان، مضيفًا لقد فشلنا في تحقيق هدف الحرب بعودة سكان الشمال لمنازلهم، وأضاف أننا نضيع فرصة تاريخية لتركيع حزب الله وبإمكاننا الاستمرار في سحقه.
كما قال زعيم معسكر حزب الدولة الإسرائيلي إن من المستحيل التحدث عن وقف إطلاق نار مؤقت في لبنان.
ومن جانبه قال جانتس للعمل بشكل مدروس وألا نفوت الفرصة للتوصل إلى اتفاق قوي لتغيير الوضع في الشمال جذريًا.
بينما ألمح وزراء في الحكومة الإسرائيلية وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" أن ثمة أسباب معقدة وسرية تدفع إسرائيل لاختيار الاتفاق رغم عيوبه.
ومن جانبها، دعت الأمم المتحدة الأطراف المعنية إلى إتمام الموافقة على وقف النار في لبنان.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبنانى الياس صعب إن الهدنة التي ترعاها الولايات المتحدة ستراقبها لجنة من 5 دول ترأسها واشنطن".
وفى هذا السياق كشف مسؤول أمريكى أنه من المتوقع أن يُوافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان اليوم الثلاثاء، وفق موقع أكسيوس الأمريكي، وقال المسؤول الأمريكى : "نحن على خط النهاية ولكننا لم نتجاوزه بعد. يجب أن يوافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على الصفقة يوم الثلاثاء، ودائماً ما يمكن أن يحدث شيء خطأ حتى ذلك الحين".
وأشارت القناة الـ12 الإسرائيلية أن انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان سيتم بموجب مدى جدية عمل الجيش اللبناني، وفى السياق نفسه قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن أي اتفاق لوقف النار في لبنان يتوقف على نزع سلاح حزب الله وإبعاده عن الحدود؛ محذرًا إن أي خرق للاتفاق في لبنان سيُواجه فورًا ودون تردد.
ونقلت رويترز عن مسؤول لبناني ودبلوماسي غربي أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن وقف إطلاق النار قد يعلن في غضون ساعات .
ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية الألمانية قولها إن "التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في لبنان يبدو قريبا عما كانت عليه الأمر قبل أيام أو أسابيع قليلة".
بنود أثارت الجدل
وكانت مشاورات أمنية متتالية قد بدأت منذ أيام فى إسرائيل لدراسة الاتفاق وإعداد ورقة الملاحظات التى سترسلها إلى واشنطن، بينما قالت "القناة 14" الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ واشنطن أن الشرط الأساسي في هذا الاتفاق هو أن إسرائيل ستقرر ما يعتبر انتهاكا وخرقًا للاتفاق وما يقتضى الرد من الجيش الإسرائيلى.
ومن الأهداف التي ذكرها نتنياهو في مناقشاته المتعلقة بالتسوية مع حزب الله في لبنان، وفق القناة الإسرائيلية، مسألة "فصل الساحات"، حيث قال: "بمجرد أن نوقع اتفاقا لوقف إطلاق النار مع حزب الله، على الرغم من أنهم دائما ما ربطوه بهدنة مماثلة في غزة، فإننا سنخضعهم ونقطع الروابط فيما بينهم (مع حماس)".
ومن جهة ثانية، كشف نتياهو في مناقشات مغلقة، عن مخاوفه وأهدافه المتعلقة بالتسوية الخاصة بوقف إطلاق النار مع "حزب الله" في لبنان.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو حذر في المناقشات التي جرت في الأيام الماضية، من خطر في الوقت المتبقي لإدارة الرئيس جو بايدن، يتمثل بإمكانية اتخاذ خطوات أمريكية أحادية الجانب بشأن أي تسوية.
وأضافت القناة أن نتنياهو أكد أنه يفضل الذهاب إلى تسوية مع لبنان مع التزام أمريكى بالسماح لإسرائيل بالرد على أي خروقات أو انتهاكات.
وأوضح نتنياهو أنه "بهذه الطريقة سيبقون معزولين (حماس)، وسيزداد الضغط عليهم للذهاب إلى صفقة لتبادل الرهائن".
بينما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكى عن مسؤول إسرائيلي "كبير"، إن إسرائيل تتجه صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مع حزب الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة