مع نهاية نوفمبر من كل عام، يبدأ المزارعون بمحافظة أسوان فى نثر بذور القمح لزراعة هذا المحصول الاستراتيجى "مصدر الغذاء" ويراعون أفضل الطرق والأساليب المتبعة لنمو هذا المحصول وزيادة إنتاجه، حتى يعود بالنفع على الصالح العام ويعم الخير على الجميع.
"اليوم السابع" التقى عدد من مزارعى القمح بمحافظة أسوان، ويعدون من أفضل مزارعو القمح بالمحافظة وتم وصفهم بـ"مزارعين خبراء" بحسب مشروع تعزيز الأعمال الزراعية فى الريف المصرى الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، لوضع روشتة لزراعة القمح بأفضل الطرق والسبل التى تحقق أعلى إنتاجية.
وقال على صلاح، من قرية المنشية بحرى التابعة لمركز كوم أمبو محافظة أسوان، إن أفضل توقيت لزراعة القمح بالنسبة لأسوان هو بعد يوم 25 نوفمبر من كل عام، ويتم حرث الأرض ومساواتها بالليزر وعمل "مساطب" لرمى البذور، لأنها الطريقة الأفضل التى تساعد على نمو المحصول وزيادة إنتاجه، وقبل رمى البذور يتم "تنعيم" الأرض وتسويتها وتركها فترة حتى تجف.
وأضاف رمضان محمد، من أهالى قرية المنشية بحرى، أن المزارع عليه أن يتابع الأرض جيداً ويعمل على رش المبيدات المخصصة للوقاية من الحشائش ذات جودة عالية، قبل رمى البذور، وبعد استخدام طريقة "المساطب" فى حرث الأرض، يزيد إنتاجية الفدان، موضحاً أنه كان فى البداية ينتج من الفدان 10:15 إردب، وارتفع الإنتاج بعد اتباع هذه الطريقة إلى 20:25 أردب فى الفدان.
وتابع سعيد محمدين، من أهالى القرية أيضاً، أن زيادة الإنتاج فى الفدان يعود بالنفع على المزارع أولاً والذى يحصل على 2200 جنيهاً فى الأردب الواحد، وكلما زاد إنتاج الفدان كلما زادت القيمة، وبالتالى عاد الخير على المزارع وأسرته والجميع، وهناك بعض المزارعين ينتجون 30 إردباً فى الفدان الواحد، وعلق قائلاً: "كل حسب رزقه".
وأشار عبد الرحمن حسان، من مزارعي القمح، إلى أنه كان يتبع أساليب الزراعة التقليدية فى القمح والتى توارثوها عن الآباء والأجداد، وكانت الإنتاجية ضعيفة للفدان، حتى تعرف على القائمين على مشروع تعزيز الأعمال الزراعية فى الريف المصرى، وهناك حصل على تدريبات لتأهيل المزارعين لزيادة الإنتاج وتوفير فى استهلاك المياه والمبيدات.
ومن جانبه، أكد وليد سلام مدير مشروع تعزيز الأعمال الزراعية فى الريف المصرى المُمول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية " الغذاء للمستقبل " أن المشروع نجح فى تطبيق الممارسات الذكية مناخيا مع المزارعين ومساعدتهم لزيادة إنتاجيتهم وجعلهم أكثر تكيفا مع التغيرات المناخية خاصة ما يتعلق منها بندرة المياه ودرجات الحرارة والأمطار وتغير طبيعة المواسم وانتشار الآفات والأمراض وبالتالى تقليل الانبعاثات الكربونية.
وأشار، إلى تمكن العديد من المزارعين نتيجة لتطبيق توصيات برنامج الزراعة الذكية مناخيا لمحصول القمح من مضاعفة الانتاجية بنسبة زيادة 48.8% فى صعيد مصر ومنطقة الدلتا منذ بداية المشروع على مدار الموسم الزراعى الثانى 2023/2024.
وتابع سلام، أن المزارع الخبير للقمح هو مزارع القمح الذى قام بتطبيق برنامج الزراعة الذكية مناخيا لمحصول القمح الذى قدمه المشروع من خلال الدعم الفنى والزيارات الحقلية على مدار موسمين زراعيين متتالين واستطاع ان يضاعف انتاجيته من القمح وكذلك دخل أسرته.
وأوضح، أن المشروع قام بالتوقيع على اتفاقية تعاون مع الشركة القابضة للصوامع والتخزين لإنشاء 5 صوامع لتخزين القمح منها صومعة بسعة 60 ألف طن فى ملوى بالمنيا ، وصومعة بسعة 60 ألف طن فى جرجا بسوهاج وصومعة بسعة 10 آلاف طن فى زفتى بالغربية وصومعتين فى الشرقية سعة كل منها 10 آلاف طن .
من جانبها، أشارت الدكتورة مي شوقي مدير الاتصالات بالمشروع، إلى حملات التوعية التي تم تنظيمها خلال السنوات الماضية والنجاح الذى حققته فى الوصول إلى المستفيدين، مضيفةً أن المشروع لديه العديد من الحملات و العمل مع المدارس الزراعية التكنولوجية، موضحةً أن خطة عمل المشروع حتى 2026، تهدف الوصول إلى مليون مزارع، وأن المشروع نجح في الوصول إلى 31363 مزارعاً فيما تم تقديم الدعم الفني لحالي 25215 مزارعاً لمحصول القمح، لافتةً إلى أن المشروع استخدم تقنية جديدة لمساعدة المزارعين فى تخزين حبوب القمح من خلال أجولة محكمة الغلق لمنع وصول التعرض للهواء والحشرات مما قلل نسبة الفاقد إلى 40%.
أراضى القمح_1
القمح
المزارعون
تخزين القمح
حصاد القمح فى الزراعات
زراعات القمح
صوامع القمح_2
قمح توشكى فى أسوان
مزارع القمح_3
مزارعو أسوان_1
مزارعو القمح فى اسوان
ندوات لمزارعى القمح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة