تمر اليوم الذكرى الـ 929 على خطاب البابا أوربان الثاني في فرنسا، والذي بدأت على أثره الحروب الصليبية على المشرق الإسلامي، وذلك في مثل هذا اليوم 27 نوفمبر عام 1095، وهي الخطبة التي فتحت الطريق إلى الغزوات الصليبية لشق طريقها إلى الشرق لسنوات متعددة.
وللحروب الصليبية مجموعة من الدوافع المختلفة بداخل البابا أروبان الثاني، والذي تولي البابوية وجلس على كرسي الفاتيكان خلال الفترة من "1088" حتى "1099"، وأشعل شرارة الحملات الصليبية بإطلاقه الحملة الصليبية الأولى (1095م–1099م)، بل إن الظروف ربما لن تسعفه مرة أخرى إذا ما تأخر قليلا، فإلى جانب استعادة سلطة الكنيسة العسكرية والسياسية على كامل أوروبا، سيكون بمقدورها ضمان الأموال لها ولأوروبا الفقيرة عبر ثروات الشرق، كما أن البابا لا يريد أن تتمكن بعض الدول الإسلامية الناشئة مثل السلاجقة فى العراق والشام، والمرابطين فى المغرب فى تكوين قوى جديدة تنقض على أوروبا.
ورأى البابا، أن الفرصة سانحة لضم الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية إلى كنيسته الكاثوليكية تحت كرسيه، بالإضافة إلى أنه لن يضره شيئا إذا ما تعرضت الجيوش الأوروبية للهزيمة، وقتل الآلاف من شعبه نظير تلك الأهداف النبيلة التى سيعلنها فى خطابه.
وقد سهل استنجاد إمبراطور الدولة البيزنطية الكسيوس كومنين بالبابا من هجوم السلاجقة على القسطنطينية خاصة بعد أن أوقعوا بالدولة البيزنطية هزيمة مروعة فى موقعة "ملاذ كرد" عام 463هـ / 1071 بقيادة السلطان ألب أرسلان، كادت أن تفضى بزوال الإمبراطورية، وهنا أدرك أوربان، أن بيزنطة لم تعد قادرة على حماية المسيحية والصليب، وبالتالى لابد من تدخل الكنيسة لحماية أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة