حماية آثار مصر وتراثها.. القصة الكاملة لإحالة 6 موظفين سابقين وحاليين بالآثار بسبب "التقرير الكاذب" بحرم مسجد "محمد سعيد جقمق" الأثري.. عبدالبصير: حماية الآثار واجب وطني ومسؤولية جماعية تتطلب تطبيق القانون بحزم

الأربعاء، 27 نوفمبر 2024 02:42 م
حماية آثار مصر وتراثها.. القصة الكاملة لإحالة 6 موظفين سابقين وحاليين بالآثار بسبب "التقرير الكاذب" بحرم مسجد "محمد سعيد جقمق" الأثري.. عبدالبصير: حماية الآثار واجب وطني ومسؤولية جماعية تتطلب تطبيق القانون بحزم مسجد محمد سعيد جقمق
كتب محمد أسعد – أحمد عبد الهادي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت هيئة النيابة الإدارية تفاصيل واقعة تورط 6 من موظفي المجلس الأعلى للآثار السابقين والحاليين بإعداد تقرير مخالف للحقيقة حال تكليفهم من جهة عملهم بفحص واقعة تعدي أحد المحال التجارية على ممر يقع ضمن نطاق حرم أثر مسجد "محمد سعيد جقمق" والكائن بناحية "درب السعادة بالدرب الأحمر"، وذلك بأن أثبتوا - على خلاف الواقع - أن تاريخ بناء هذا المحل يعود لتاريخ سابق على إدراج الممر ضمن حرم الأثر وخط التجميل؛ مما ترتب عليه استخدام المواطن - مالك المحل - لهذا التقرير بتقديمه للمحكمة المختصة والحصول على حكم قضائي بإلغاء قرار الإزالة الصادر للمحل.

المتورطون هم؛ مدير عام الآثار القبطية السابق، ومدير التسجيل المساحي والأملاك السابق، ومدير منطقة آثار درب السعادة، ومفتش آثار بالمكتب الفني لرئيس قطاع المتاحف، ومدير المتابعة بالقاهرة التاريخية السابق.

وكان المكتب الفني لرئيس الهيئة للتحقيقات برئاسة المستشار الدكتور عبدالله قنديل – عضو المجلس الأعلى للنيابة الإدارية ومدير المكتب الفني لرئيس الهيئة للتحقيقات، قد تلقى شكوى مقدمة من أحد المواطنين عبر منظومة الشكاوى ومكافحة الفساد بشأن قيام بعض العاملين بالمجلس الأعلى للآثار بتمكين أحد المواطنين الاستيلاء على قطعة أرض تقع ضمن نطاق حرم آثر "مسجد سعيد جقمق" وبناء محل تجاري عليها، وكشفت التحقيقات التي باشرها المستشار الدكتور خالد أبو الوفا، تحت إشراف المستشار محمد الشناوي، والتي استمع فيها لأقوال الشاكي، ولشهادة العضو الفني بالإدارة العامة للتفتيش الفني والهندسي بمحافظة القاهرة،  عن أن التقرير المعد من قبل الإدارة عن الواقعة قد خَلُصَ إلى إثبات تعدي المحل التجاري آنف البيان على الممر الصادر له قرار وزاري باعتباره  ضمن حرم أثر مسجد "محمد سعيد جقمق"، وبناءً على ذلك صدر قرار إزالة للمحل آنف البيان لبناءه في تاريخ لاحق على صدور القرار الوزاري، وقدم المالك - المتعدي على حرم الأثر - تظلماً على قرار الإزالة بزعم أن المحل قد تم بناؤه قبل صدور القرار الوزاري.

وتم تكليف لجنة ضمت المتهمين بالإضافة إلى أحد العاملين بالمجلس الآعلي للآثار وبالاشتراك مع عضوين من الإدارة القانونية بفحص الواقعة، وتبين أن المتهم الأول قد أثبت بمحضر المعاينة أن المحل قد بُنِي منذ فترة زمنية بعيدة دون أن يتبع الإجراءات المقررة في هذا الشأن بأخذ عينه من البناء وتحليلها، وأن باقي المتهمين من الثاني وحتى السادس وبالاشتراك مع عضوي الإدارة القانونية - كلٍ فيما يخصه - قد أثبتوا تقديم المواطن - المتعدي على حرم الأثر - المستندات الخاصة بالمحل التجاري والتي تثبت تشغيله في تاريخ سابق على صدور القرار الوزراي بالمخالفة للحقيقة، وخلال التحقيقات الموسعة التي أجرتها النيابة ومن واقع فحص ملف المحل بكافة الجهات الإدارية ذات الصلة، والاستماع لشهادة عدد كبير من المختصين، تبين أن المستندات المقدمة للجنة تخص محل تجاري آخر، وجرى تقديمها بغرض التحايل على قرار الإزالة؛ مما مَكّنْ المواطن المتعدي من استخدام هذا التقرير بتقديمه للمحكمة المختصة بنظر تظلمه من قرار الإزالة والحصول على حكم قضائي بإلغاء قرار الإزالة الصادر للمحل.

وأمرت النيابة الإدارية بإبلاغ النيابة العامة ضد كافة المتهمين لما تشكله الواقعة من جرائم جنائية، وضد آخر من العاملين السابقين بالمجلس الأعلى للآثار الذي خرج عن ولاية النيابة الإدارية لتركه الخدمة، وضد المواطن المتعدي على حرم الأثر، وإحالة عضوي الإدارة القانونية بالمجلس الأعلى للآثار لقطاع التفتيش على الإدارات القانونية بوزارة العدل لإعمال شئونه قبلهما، في ضوء ما كشفته التحقيقات.

ومن منطلق أداء النيابة الإدارية لرسالتها إنفاذًا للالتزام الدستوري بحماية آثار مصر وتراثها الثقافي والحضاري والحفاظ على سلامة المواقع الأثرية، وحظر الاعتداء عليها؛ فقد كلفت النيابة الإدارية رئيس المجلس الأعلى للآثار باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية حيال تعدي المَحَل آنف البيان على حرم أثر "مسجد سعيد جقمق".  

من جانبه علق الدكتور حسين عبدالبصير، عالم الآثار بقوله إن التعدي على حرم مسجد محمد سعيد جقمق انتهاك خطير لتراثنا الوطني وهويتنا الثقافية، مؤكدا على أن حماية الآثار واجب وطني ومسؤولية جماعية تتطلب تطبيق القانون بحزم، ورفع الوعي المجتمعي بأهميتها.

وناشد عبدالبصير الجهات المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية هذا الإرث الإنساني من أي تعديات مستقبلية، فالتفريط في الآثار هو تفريط في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.

وقال الدكتور حسين عبدالبصير، عالم الآثار، إن مسجد محمد سعيد جقمق هو أحد الآثار الإسلامية البارزة في منطقة درب السعادة بالدرب الأحمر في القاهرة التاريخية، ويعود إلى العصر المملوكي.

وشُيّد المسجد في عهد الأمير محمد سعيد جقمق، الذي كان أحد الأمراء المملوكيين البارزين في القرن الخامس عشر الميلادي. ويعتبر المسجد مثالاً مميزًا على العمارة المملوكية التي تميزت بالزخارف الدقيقة والتصميمات الهندسية الفريدة.

ويقع المسجد ضمن منطقة الدرب الأحمر، التي تضم العديد من الآثار الإسلامية الأخرى، مثل مسجد السلطان حسن وجامع الأزهر. تُعد هذه المنطقة مركزًا للحضارة الإسلامية في مصر وموقعًا مهمًا للسياحة الثقافية.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة