يترقب لبنان والعالم العربى موعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار؛ والذي تم تغييره ليصبح فجر اليوم، الأربعاء، بعد نقاشات دارت بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد صدر بيان مشترك لفرنسا والولايات المتحدة الامريكية بعد إعلان وقف النار بين إسرائيل و"حزب الله"، حيث قال الرئيس الأمريكى جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "فرنسا وأمريكا ستعملان معاً لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية ومساعدة اقتصاد لبنان".
وذكر الرئيسان في البيان المشترك، أن "اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيوجد الظروف اللازمة للعودة إلى الهدوء".
بايدن يحذر
ومن جانبه قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن إسرائيل ستنسحب من الجنوب تدريجيا خلال 60 يوما؛ محذرا من أن أى خرق من قبل حزب الله لهذا الاتفاق فإن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها.
وأضاف: "حزب الله شن هجومًا على إسرائيل والشعب اللبناني لم يسع لهذه الحرب"، مؤكداً أن أكثر من 70 ألف إسرائيلي اضطروا للنزوح منذ بدء حزب الله الحرب".
ميقاتى وبايدن
وفى أول اتصال هاتفي جرى بين بايدن وميقاتي عقب إعلان الاتفاق، ثمن ميقاتي جهود واشنطن والمساعي التي قام بها آموس هوكشتاين للتوصل الى وقف اطلاق النار.
وأعرب ميقاتى عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
وقال: إن هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قرارهم ومدنهم. كما انه يساعد على ارساء الاستقرار الإقليمي.
وأضاف ميقاتى : أجدد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد.
وطالب ميقاتى بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف إطلاق النار ، والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملا .
انتقادات داخل إسرائيل
وعلى الصعيد الداخلى بإسرائيل ، هناك جملة من الانتقادات تشهدها الأوساط السياسية في إسرائيل عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان؛ مبدين شكوكًا حول جدوى هذا الاتفاق، وأنه لا يحقق أهداف الحرب.
وفى هذا السياق قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إنه معارض لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن الاتفاق لا يحقق أهداف الحرب التي خاضتها إسرائيل.
وكتب بن غفير عبر حسابه في موقع "إكس":" لماذا أعارض اتفاق إطلاق النار؟" وتابع:" هذا ليس وقف إطلاق النار. إنها عودة إلى مفهوم التهدئة مقابل التهدئة.. وهذا الاتفاق لا يلبي هدف الحرب المتمثل في إعادة سكان الشمال إلى ديارهم سالمين".
وأضاف: "الاتفاق مع الجيش اللبناني هو اتفاق غير مضمون، فالجيش اللبناني لا يملك السلطة إطلاقا، وبالتأكيد ليس لديه القدرة على التغلب على حزب الله" وأوضح أن الخروج من لبنان يتطلب حزاماً أمنياً خاصاً بإسرائيل أى منطقة عازلة".
وقال: "لقد رأينا بالفعل أنه لا ينبغي لنا أن نثق بأحد سوى أنفسنا، وإلا سيتم إطلاق الصواريخ على المنارة وأفيفيم وكريات شمونة والشمال بأكمله وعلى دولة إسرائيل بأكملها، وفي النهاية سنضطر إلى العودة إلى لبنان مجددا".
وقال زعيم حزب "يسرائيل بيتنا"، أفيجدور ليبرمان، ساخرًا ، عبر منصة "إكس": "نتنياهو قال إن الحرب ستستمر حتى النصر المطلق، لكنه لم يحدد من الذي سينتصر!".
وفى الإطار نفسه، انتقد عضو الكنيست غادي آيزنكوت من معسكر الدولة سلوك إسرائيل فيما يتعلق بترتيبات وقف إطلاق النار مع حزب الله في الشمال، كما أن المعلومات المحدودة حول تفاصيل الاتفاق تتضمن أسئلة صعبة.وفق موقع "واي نت" .
ومن جانبه قال رئيس الحزب الديمقراطي ونائب رئيس الأركان السابق، اللواء يائير جولان : "إذا كان من الممكن إنهاء القتال في الشمال ضد حزب الله، فمن المؤكد أنه سيكون من الممكن إنهاء القتال في غزة أيضاً، وعودة 101 مخطوف ينتظروننا لإنقاذهم، لكن هذه الحكومة ترسل جنوداً إلى الحرب لإنقاذ نفسها".
بينما أصدر رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بيانا هاجم فيه نتنياهو، وقال إن الحكومة لم تقدم، على مدى عام كامل، أي مبادرة سياسية، ولذلك "تم جرها إلى اتفاق مع حزب الله".
وأضاف أنه: "في الوقت نفسه، تم تدمير المستوطنات في الضفة الغربية، والشمال دمر، وحياة المستوطنين دمرت، والجيش يتآكل بينما تروجون لقوانين التهرب، وتصفية نصر الله، وتفجيرات الضاحية".
وطالب لابيد بالتوصل "بشكل عاجل إلى اتفاق لإنقاذ الرهائن (في غزة) وإعادة المستوطنين المهجرين في وطنهم وإنهاء الحرب في الجنوب أيضا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة