في الوقت الذي تساءل فيه البعض عن مستقبل غزة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مازالت الانتهاكات قائمة، في القطاع، مع استمرار القصف، واستهداف المنشآت المدنية، والمباني السكنية، مما أسفر عن سقوط شهداء جدد، بالإضافة إلى أعداد من المصابين.
فمنذ فجر الخميس، استشهد عدد من الفلسطينيين في القطاع، من بينهم أربعة مواطنين وإصابة آخرين، في قصف للاحتلال استهدف المواطنين في بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك إثر استهدافهم بطائرات مسيرة، قرب مخيم للنازحين في عبسان، كما نسفت قوات الاحتلال مباني سكنية في حي الجنينة شرق مدينة رفح وأخرى في جباليا شمالا.
كما سقط طفل في قصف الاحتلال لمنزل عائلته في حي الزيتون، جنوب شرق محافظة غزة، كما استشهد مواطن آخر في قصف الاحتلال المستمر على مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، بالإضافة لاستشهاد 4 مواطنين في قصف لطائرات الاحتلال على منزلين لعائلتي زقوت وسحويل في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع.
واستُشهد تسعة مواطنين وأصيب آخرون، في قصف عنيف للاحتلال على مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأفادت مصادر فلسطينية، في تصريح وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية، اليوم الخميس، بأن مدفعية الاحتلال شنت قصفا عنيفا على المخيم الجديد في النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد تسعة مواطنين وإصابة آخرين.
ورغم استمرار القصف، يبقى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بمثابة بارقة أمل جديدة، في ضوء احتمالات البناء عليه لتدشين اتفاق آخر في القطاع الذي يعاني من ويلات الحرب والجوع منذ 419 يوما.
في هذا الإطار، أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ضرورة تحمل الأمم المتحدة لمسؤولياتها بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 القاضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال المساعدات إلى القطاع، والانسحاب الإسرائيلي الكامل منه، وتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة كما في الضفة الغربية والقدس.
وشدد على وجوب منع تنفيذ قرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية، لما يمثله هذا القرار من أبعاد سياسية وقانونية وإنسانية خطيرة.
وعلى الجانب العربي، قدم السفير ماجد عبد الفتاح، المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة عضو الوفد المشارك في اعمال الدورة العاشرة لمنتدى تحالف الأمم المتحدة لحوار الحضارات، ورقة هامة في المحور المتعلق بحماية المنشآت الدينية تناول فيها الخطورة البالغة لاستهداف دور العبادة في النزاعات المسلحة مشيرا على الخصوص إلى الدمار المهول الذي شمل مساجد قطاع غزة وكنائسه والمعاملة القاسية لسلطات الاحتلال الاسرائيلي مع المصلين ولا سيما جراء الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى والحرم الإبراهيمي داعيا إلى اتخاذ الاجراءات الضرورية للمحافظة على هذه المنشات وضمان حرمتها.
ومن جانبه، دعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل إلى ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل، بسبب ما ترتكبه من مجازر في غزة، مشددا على ضرورة خروج المواطنين في دول القارة العجوز إلى الشوارع للاحتجاج ومطالبة الحكومات باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الوضع المأساوي.
في حين قالت منظمة اليونيسيف إن الوضع في شمال قطاع غزة في غاية الصعوبة والمأساوية ويزداد سوءا، حيث أن 30% من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد، بينما يبقى 2500 طفلا في حاجة إلى إجلاء طبي عاجل، و95% من المدارس التي تؤوي نازحين في قطاع غزة دمرت بشكل كامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة