كعادتها تسرق دولة الاحتلال فرحة الأبرياء، وتحاول هدم الأمل في قلوب الأطفال والشباب؛ فعاودت تهديد الأهالى في جنوب لبنان، وحذرتهم من العودة إلى منازلهم التي أُجبروا على تركها جراء الحرب، وذلك بعد سريان اتفاق الهدنة الذى أعاد إحياء الأمل في القلوب.
وبينما يحاول اللبنانيون كسر حاجز الخوف والضرر النفسى الذى خلفته الحرب بداخلهم؛ فاجأتهم قوات الاحتلال بتوالى قصف مناطق متفرقة في الجنوب اللبناني، وهو ما فسره الجانب الإسرائيلى بأن هجماته ردًا منه لصد محاولات تسلل إلى مناطق محظورة على اللبنانيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفى هذا السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، عن تقديرات لمسؤولين أمنيين ، أن فرص استئناف الحرب ضد حزب الله في لبنان تبلغ نحو 50%"،وأن السبب الذي منع حكومة بنيامين نتنياهو دعوة النازحين الإسرائيليين من شمال إسرائيل للعودة إلى بيوتهم، هو وجود مخاوف كبيرة من احتمال استئناف الحرب ضد حزب الله.
وعلى صعيد متصل ، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه على عدد من قرى الجنوب، كما هدم ملعب قرية كفركلا، وأطلق الجيش الاسرائيلي النار على مواطنين في بلدة الخيام، خلال تشييعهم لأحد أبناء البلدة، وفق "الوكالة الوطنية للاعلام".
وسقطت قذائف مدفعية معادية على الخيام، كما يقوم العدو بين الحين والآخر، بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة في مارون الراس، و هاجمت قوات الجيش الإسرائيلى بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد، فيما علق وزير الدفاع الإسرائيلى، قائلا "لن نسمح بعودة الواقع الماضي في لبنان "، فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي، لن نسمح لحزب الله بالتقدم جنوب نهر الليطاني أو إعادة التسلح وبناء قوته.
وزعم المتحدث باسم جيش العدوان أنه تم رصد نشاط داخل موقع لـ"حزب الله" كان يحتوي على قذائف صاروخية متوسطة المدى في جنوب لبنان. تم احباط التهديد من خلال غارة لطائرات حربية".
حظر دخول 70 قرية
وفى الوقت نفسه أعلن حظر دخول أو التنقل بين 70 قرية وبلدة، حتى إشعار آخر، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال :" من ينتقل بين هذه القرى يعرض نفسه للخطر".، وفقا لبيان نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا).
وأورد أسماء القرى المحظورة وهى ( شبعا والهبارية ومرجعيون وأرنون ويحمر والقنطرة وشقرا وبرعشيت، وياطر والمنصوري، الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، ام توته، صليب، ارنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة).
الاشتباه في عصفور!
وضمن الاستهدافات الإسرائيلية إطلاق العدو صاروخًا على المناطق الحدودية مع لبنان للاشتباه بوجود هدف جوي مشبوه داخل الأراضي اللبنانية ؛ وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الهدف المشتبه به عند الحدود مع لبنان عصفور على الأرجح وليس مسيرة لحزب الله.
وأكد الجيش الإسرائيلي قائلًا "قواتنا تنتشر في جنوب لبنان وتقوم بالتعامل مع أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار".
نتنياهو يهدد!
في السياق نفسه، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بـ"حرب مكثفة" في حال حدوث أي خرق للهدنة في لبنان، وأضاف "إذا لزم الأمر، أعطيت توجيهاً للجيش الإسرائيلي لشن حرب مكثفة" إذا حدث أي خرق للهدنة، وفق القناة الإسرائيلية 14.
وأعلنت القوات الإسرائيلية أنها رصدت "أنشطة إرهابية في منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان"، مضيفة أن "التهديد تم إحباطه" من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلى إن اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله تم خرقه بعد وصول من وصفهم بأنهم أشخاص مشتبه بهم، بعضهم كانوا في مركبات، إلى عدد من المناطق في جنوب لبنان.
وجاء الاتهام الإسرائيلي بعد ساعات من إعلان مصادر أمنية لبنانية أن دبابات إسرائيلية هاجمت ست مناطق في جنوب لبنان. ولم يصدر تعليق بعد على واقعة الدبابات .
ومن جانبه، اتهم الجيش اللبناني، إسرائيل بانتهاك بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضى، وذكر الجيش اللبناني في تدوينة على إكس، أنه "بتاريخي 27 و28 نوفمبر، وبعد إعلان وقف إطلاق النار، خرق العدو الإسرائيلي الاتفاق عدة مرات، عبر التسلل الجوي واستهداف الأراضي اللبنانية بمختلف الأسلحة".
وفى الوقت نفسه، بدأ الجيش اللبناني نشر قواته جنوبًا مع، لكن دون الاقتراب من مواقع لا تزال فيها قوات إسرائيلية، وفى هذا الصدد قال مصدر في الجيش اللبناني إنه "يقوم بدوريات وحواجز" جنوب نهر الليطاني من دون التقدم إلى المناطق التي لا يزال الإسرائيليون متواجدين فيها.
وقالت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في تغريدة على حسابها بمنصة إكس ، "في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة".
وأضافت أن "هذه المهمات تأتي فى سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة