لم يكن الكتاب العرب فقط الذين كشفوا زيف الرواية الإسرائيلية بعد نكبة فلسطين عام 1948، وتضامنوا مع حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال، حيث فضح الكثير من المؤرخين والباحثين الأجانب بينهم كتاب إسرائيليين وأمريكيين فضحوا الأكاذيب الإسرائيلية حول احقيتهم في أرض فلسطين.. وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نسلط الضوء على عدد من الكتب التي قدمها مؤلفون أجانب عن المزاعم الصهيونية الكاذبة، ويوضحون حقيقة المذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الأبرياء، ومنها:
"التطهير العرقي في فلسطين"
كتاب للمؤرخ الإسرائيلي -المناهض للصهيونية- إيلان بابيه أنه يسلط الضوء على الروايات الإسرائيلية الزائفة للتاريخ، فيشير إلى أن مسؤولي الاحتلال قادوا حملات تشويه ممنهجة لطمس تاريخ النكبة، قائلا: "لو حدث هذا في القرن الحادي والعشرين، لكان سُمِّي تطهيرا عِرقيا". ليصبح بذلك المؤرخ الأول الذي يطبق مصطلح "التطهير العِرقي" على المجازر التي ارتُكبت في حق الفلسطينيين خلال فترة النكبة بين عامي 1948 و1949، إذ يُعَدُّ هذا المصطلح حديثا نسبيا، ويعود تاريخه إلى حقبة التسعينيات عندما أطلق على المجازر التي ارتُكبت بين الصرب والكروات والبوسنيين خلال الحرب التي أسفرت عن تقسيم يوغوسلافيا.
"فكرة إسرائيل"
كتاب آخر لإيلان بابيه يقدم تصورا جديدا لدولة الاحتلال من الداخل، نرى فيه الوجه الحقيقي للمجتمع الإسرائيلي بعيدا عن التزييف والتجميل، ويكشف بابيه الخلل الإستراتيجي الذي قامت عليه دولة إسرائيل من التصورات الرومانسية عن أرض صحراوية بلا شعب، يصل إليها المهاجرون اليهود الأوائل ويعمّروها على أسس الحضارة الغربية الحديثة، وهي الصورة التي كانت منافية للواقع. وباكتشاف المستوطنين أنهم وسط شعب جذوره ضاربة في تاريخ هذه الأرض، جاءت الصدمة التي جعلت دولة الاحتلال مضطرة لأن تغير التاريخ بالقوة، وفي سبيل ذلك استغلت الأدب والثقافة والحياة الأكاديمية بوصفها أدوات في يد الصهيونية، هدفها قلب الحقائق وإقناع شعبها أولا ومن ثم العالم ثانيا بأحقية الصهاينة في أرض فلسطين، وهو ما استدعى تصوير أهلها الأصليين في هيئة الدخلاء.
"دولة الإرهاب"
كتاب تأليف توماس سواريز، يحتوي على كثير من المحاور المهمة التي تكشف حقيقة "الإرهاب الصهيوني" الذي مورس في حق الفلسطينيين، بداية من صبغ المشروع الصهيوني بصبغة توراتية لتشريع أحقيتهم في أرض فلسطين، مرورا بتجريم "المقاومة الفلسطينية" ووضعها داخل إطار "معاداة السامية"، ووصولا إلى تجريد الفلسطينيين من قوميتهم بأن أطلقوا عليهم لفظة "العرب" على عمومها، وكأن العرب كتلة هلامية واحدة أو مجموعة من البدو الرحل بإمكانهم العيش في أي مكان.
"الصراع العربي الإسرائيلي"
كتاب للصحفي الأرجنتيني وأستاذ علم اجتماع المتخصص في القضية الفلسطينية، بيدرو برييجر، يناقش الطرق الملتوية التي استخدمها الصهاينة حتى يحولوا الأقلية اليهودية في أرض فلسطين إلى أغلبية، كما يرصد برييجر عملية "التهويد" التي تعرضت لها أكثر من 500 مدينة فلسطينية بعد تدميرها، وذلك للحيلولة دون عودة سكانها، ومن ثم يتعرض للقوانين التي سنَّتها الدولة الصهيونية لمنع الفلسطينيين الذين نزحوا خلال الحرب من العودة، وهي القوانين التي طُبِّقت حتى على الغائبين الذين غادروا منازلهم في فترة المواجهات العسكرية لإيجاد ملاذ في بيت أحد الأقارب حتى ولو كان على بُعد عدة كيلومترات.
"غزة بحث في استشهادها"
الكتاب الذي صدر عام 2020 عن مركز دراسات الوحدة العربية وترجمهُ ايمن حداد تدور فكرته العامة حول نضال الشعب الفلسطيني بشكل عام وخاصة في قطاع غزة، كما يختص الكتاب في الجزء القانوني من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وهنا تتبلور صورة الكتاب في البحث القانوني الأساسي الذي يعمل من خلاله الكاتب على الجوانب القانونية للانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
"غزة في أزمة: تأملات في حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين"
الكتاب الذي صدر للمفكر نعوم تشومسكي والباحث إيلان بابيه في عام 2012، يسلط الضوء على تجربة طويلة في سياسة الاحتلال الإسرائيلي، ومفهوم المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية، من خلال رصد تاريخ المواجهات وسياسات إسرائيل الهمجية تجاه الشعب الفلسطيني.