ذكرى ميلاد أنيس صايغ.. لقطات من حياة حارس الذاكرة الفلسطينية

الأحد، 03 نوفمبر 2024 11:00 م
ذكرى ميلاد أنيس صايغ.. لقطات من حياة حارس الذاكرة الفلسطينية أنيس صايغ
كتبت إسراء إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن جيل النكبة يومًا متساهلاً في الدفاع عن القضية الفلسطينية، بل إنهم سعوا بكل الطرق لإثبات حقهم في الأرض بالسلاح والكلمة، التي دفعوا ثمنها غاليًا من أرواحهم وأرواح ذويهم، ولم يكتفوا بالمطالبة بحق العودة إلى فلسطين فحسب، بل عمِلوا على ترسيخ حق الفلسطينيين في أرضهم، من خلال توثيق تاريخ فلسطين والقضية الفلسطينية، وتحذير العرب من الخطر المحدق بهم على يد إسرائيل، التي تسعى لمَدِّ نفوذها على الوطن العربي بالحيلة والخديعة، وكان على رأس جيل النكبة المدافع عن القضية الفلسطينية بكلمته: الدكتور أنيس صايغ.. حارس الذاكرة الفلسطينية.

وُلِد أنيس عبد الله صايغ، في الـ3 من نوفمبر عام 1931، في مدينة طبريا، وهو ابن أحد القساوسة الإنجيليين في فلسطين، التحق بمدرسة صهيون الداخلية في القدس، ثم إلى مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا جنوب لبنان، بعد أن نزوحهم إليها، وتخرج فيها عام 1949، التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية عام 1953، ثم سافر إلى كامبردج عام 1959، وحصل من جامعتها على الدكتوراه في العلوم السياسية والتاريخ العربي، كما عُيِّن أستاذًا في دائرة الأبحاث الشرقية، وقد كان يكره الدراسة والتدريس، رغم أنه كان متفَوِّقًا طوال مراحل دراسته.

في عام 1964، عاد أنيس إلى بيروت، وعمِل مديرًا لتحرير القاموس الإنجليزي العربي، الذي تُمَوِّلُه مؤسسة فراكنلين، لكنه استقال بعد عامين؛ احتجاجًا على رفض المؤسسة لمضمون ندوة ألقاها في النادي الثقافي العربي، وفي نفس العام، التقى بأحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير؛ عارضًا عليه فكرة إنشاء موسوعة فلسطين، ليُعَيَّن مديرًا لمركز الأبحاث، خلفًا لشقيقه الراحل فايز صايغ.

بعد عام 1967، نشِطت الموساد في اغتيال القادة وأصحاب الفكر الفلسطينيين والعرب، خاصة بعد اتساع نشاط منظمة التحرير، لتستهدفَ عددًا كبيرًا من المثقفين والمجاهدين، وكان من بين المستهدفين أنيس صايغ، إذ تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1972،  بواسطة طرد مُفَخَّخ، مِمّا أدى إلى ضعف حاستي السمع والبصر، وبتر بعض أصابعه، وقد أكدت إسرائيل علاقتها بالحادث، عندما أعلنت خبر مقتله، بعد وقوع الحادث ب20 دقيقة عبر إذاعتها، زاعمة أنه كان يُدَرِّب عناصر إرهابية في أوروبا.

شغل أنيس مناصب متعددة في أكثر من هيئة صحفية وبحثية، ومن بينها: "مدير إدارة القاموس الإنجليزي العربي، مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس وحدة مجلات الجامعة، وعميد معهد البحوث والدراسات العربية التابع لها، مستشار جريدة القبس الكويتية ومؤسس مركز المعلومات والتوثيق التابع للجريدة، مستشار المنظمة العالمية لحرية الثقافة، ومستشار لمشروع الموسوعة العربية في دمشق وبغداد، مدير مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير" كما أنشأ مشروع الموسوعة الفلسطينية، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيس مجلس الإدارة، كما أشرف على تحريرها في 10 أجزاء.

وللصايغ مؤلفات وترجمات متعددة، من بينها: "لبنان الطائفي، الأسطول الحربي الأموي في البحر الأبيض المتوسط، جدار العار، سوريا في الأدب المصري القديم، الفكرة العربية في مصر، تطور المفهوم القومي عند العرب، من فيصل الأول إلى جمال عبد الناصر: في مفهوم الزعامة السياسية، الهاشميون والثورة العربية الكبرى، الهاشميون وقضية فلسطين، فلسطين والقومية العربية، ميزان القوى العسكري بين العرب وإسرائيل، بلدانية فلسطين المحتلة: 1948-1967، المستعمرات الإسرائيلية منذ 67، الجهل بالقضية الفلسطينية، رجال الساسة الإسرائيليون، 13 أيلول.. الخطأ والصواب - ذكريات العام 2000، ملف الإرهاب الصهيوني، الوصايا العشر للحركة الصهيونية، نصف قرن من الأوهام، أنيس صايغ عن أنيس صايغ".

كما حصل على جوائز تقديرية من بينها: وسام الاستحقاق السوري بمناسبة صدور مذكراته "أنيس الصايغ عن انيس الصايغ" (2006)، درع معرض المعارف للكتاب العربي والدولي في بيروت تقديرا لعطائه الفكري والثقافي، والتزامه بالقضايا الوطنية والقومية، وجائزة سيف فلسطين رمزا للصمود من الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين في دمشق (2006)، ورحل أنيس صايغ عن عالمنا، في الـ 25 ديسمبر عام 2009.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة