مع اقتراب ساعات الحسم فى الانتخابات الأمريكية 2024، يشغل بال الناخبين الأمريكيين العديد من القضايا التي تؤثر علي حياتهم بشكل مباشر للاقتصاد والإجهاض وغير مباشر كالهجرة والديمقراطية، وخلال الأيام الأخيرة من السباق، سعى كلا من المرشحان الرئاسيان، كامالا هاريس ودونالد ترامب لإقناع الناخبين بقدرتهما على الوفاء بطموحهم فى تلك الملفات.
الإجهاض
تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الإجهاض يعد أحد أهم القضايا التي تشغل بال الناخبين هذا العهام، فهذه أول انتخابات رئاسية منذ ألغت المحكمة العليا حكم روي ضد وايد، وهو الحكم الصادر عام 1973 والذي كرس الحق الدستوري في الإجهاض. ومنذ ذلك الحين، فرضت العديد من الولايات التي يقودها الجمهوريون حظراً كلياً أو شبه كلي على الإجراء.
ودافعت هاريس عن حقوق الإنجاب والحريات الشخصية لحشد الناخبين كما دعمت قانوناً وطنياً ينظم الوصول إلى الإجهاض الآمن.
وكافح ترامب لإيجاد موطئ قدم له في هذه القضية، وأصر على أنها مسألة ولاية واستبعد متأخراً الحظر الوطني. ستظهر التعديلات الدستورية التي من شأنها حماية حقوق الإجهاض أو توسيعها على ورقة الاقتراع في 10 ولايات، والتي يأمل الديمقراطيون أن تؤدي إلى زيادة الإقبال.
الديمقراطية
ونظرا لما شهدته انتخابات 2020 من عنف سياسى أسفر عن اقتحام مبنى الكابيتول فى 6 يناير 2021 بعد رفض ترامب المتكرر لنتائج الانتخابات وفوز جو بايدن، احتلت الديمقراطية أهمية خاصة فى هذا الموسم.
وحذر الديمقراطيون من أن ترامب يشكل تهديداً وجودياً للمعايير الديمقراطية، مستشهدين بما حدث فى 6 يناير، عندما حاول حشد من أنصاره إلغاء هزيمته في الانتخابات. ووصفت هاريس منافسها بأنه فاشي و إنه سيكون ديكتاتورا في اليوم الأول.
وسعى ترامب إلى قلب الطاولة من خلال الادعاء - دون دليل - أن هاريس هى التهديد الحقيقي للديمقراطية، مستشهدا بالرقابة المزعومة على الإنترنت والقضايا الجنائية ضده. ورفض الالتزام بقبول نتائج انتخابات 2024. ووجد استطلاع حديث أجرته صحيفة واشنطن بوست ومدرسة شار للناخبين في سبع ولايات متأرجحة أن المزيد من الناخبين يثقون في ترامب للتعامل مع التهديدات للديمقراطية أكثر من هاريس.
الاقتصاد
تصف مجلة الإيكونوميست الاقتصاد الأمريكي بأنه موضع حسد العالم، قائلة: "لقد ترك الاقتصاد الأمريكي الدول الغنية الأخرى خلفه". ولكن على الرغم من النمو القوي وانخفاض البطالة واستقرار التضخم، فإن بايدن وهاريس يتخلفان باستمرار عن ترامب في استطلاعات الرأي. وتشمل خطط هاريس الاقتصادية تخفيضات ضريبية لمعظم الأمريكيين، وحظر رفع الأسعار، والمزيد من الإسكان بأسعار معقولة، وإعفاء ضريبي جديد للأطفال، فضلاً عن الجهود الرامية إلى تعزيز التصنيع المحلي. لقد تعهد ترامب بخفض الضرائب وفرض تعريفات جمركية شاملة على السلع المستوردة وحماية الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.
الهجرة
كانت هذه القضية هي القضية الرئيسية لترامب منذ إعلانه إطلاق حملته الرئاسية الأولى في يونيو 2015. هذه المرة، حتى مع انخفاض المعابر الحدودية إلى مستويات عام 2020، تعهد بما أسماه أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة. كما استخدم لغة مهينة زعم من خلالها أن المهاجرين غير المسجلين هم "حيوانات"، ولديهم "جينات سيئة" و"يسممون دماء بلدنا".
وعكفت هاريس على الدخول على خط القضية، مؤكدة دعمها لمقترح ثنائي الحزبية في الكونجرس كان من شأنه أن يوظف الآلاف من عملاء أمن الحدود الجدد ويغلق الحدود إذا ضربت المعابر ما معدله أكثر من 5000 شخص يوميًا على مدار أسبوع.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السباق متقارب للغاية هذا العام ويصعب التنبؤ بمن يمكنه الفوز، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.