حقق التصويت المبكر رواجا كبير فى انتخابات أمريكا 2024، حيث قالت صحيفة واشنطن بوست، إن نسبة المشاركة فى التصويت المبكر فى الانتخابات الحالية مرتفعة وبلغت نحو 44% من عدد الناخبين الذين شاركوا فى انتخابات 2020.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الأمريكيين لا ينتظرون يوم الانتخاب، المقرر الثلاثاء المقبل، للتصويت. فقد أدلى أكثر من 69 مليون شخص بالفعل بأصواتهم حتى يوم الجمعة، بما يعادل 44% من إجمالى عدد من صوتوا فى انتخابات الرئاسة السابقة قبل أربع سنوات.
ورأت واشنطن بوست، أن هذا الارتفاع فى التصويت المبكر يشير إلى اتجاه طويل المدى تسارع بسبب وباء كورونا فى انتخابات 2020 والذى أدى إلى تغيير دائم فى عادات التصويت، حيث يتحول"يوم الانتخابات" بشكل متزايد إلى "موسم الانتخاب".
ويقول بارى بردن، مدير مركز أبحاث الانتخابات فى جامعة ويسكونسن، إن يوم الانتخاب أصبح نهاية التصويت الآن. فهناك العديد من أيام الانتخاب، وهو اليوم الأخير الذى يمكن فيه الإدلاء بالأصوات، متحدثا عن الثلاثاء الأول من نوفمبر.
وفى حين المعدلات الوطنية للتصويت المبكر ليست مرتفعة مثلما كانت عليه فى سباق 2020، إلا أنها أعلى بكثير عما كانت عليه فى سباق 2016 أو أي انتخابات سابقة. وقد تفاجأ البعض من هذا الإقبال، لاسيما بعدما أمضى الرئيس السابق دونالد ترامب والكثير من الجمهوريين سنوات يزعمون فيها أن التصويت المبكر والتصويت بالبريد أكثر موثوقية من التصويت يوم الانتخاب.
لكن ترامب، المرشح الجمهورى فى انتخابات 2024، أبدى انفتاحا أكبر على التصويت المبكر، لاسيما فى الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية.
وقالت واشنطن بوست إنه فى مقابلات أجرتها مع ناخبين عبر البلاد، أعربوا عن إعجابهم بفكرة كونهم قادرين على اختيار موعد التصويت لضمان أن يكون لديهم وقت كاف تحسبا للطوابير الطويلة. وبذلك، فهم يتجنبون فكرة احتمال عدم التصويت يوم الثلاثاء بسبب الطقس السىئ أو المرض أو يوم العمل المزدحم.
وذهبت الصحيفة إلى القول بان الاهتمام المتزايد بالتصويت المبكر ربما يعكس أيضا طبيعة السباق الرئاسى، حيث لم تتغير استطلاعات الرأي منذ أسابيع، ولا يحتاج العديد من الناخبين للاستماع إلى المزيد من المرشحين لحسم موقفهم.
وتوقعت الوكالة أن يزداد عدد المشاركين فى التصويت المبكر قبل يوم الانتخاب، وخلال نشاطها الانتخابى فى الولايات المتأرجحة، حث ترامب وهاريس أنصارهما والناخبين المترددين على الإدلاء بأصواتهم مبكرا.
وتختلف قواعد التصويت المبكر بشكل كبير باختلاف الولاية. فهناك بعض الولايات التي تسمح بالتصويت الشخصى المبكر قبل أسابيع من يوم الانتخاب، وولايات أخرى تقوم بشكل تلقائى بإرسال بطاقات الاقتراع بالبريد لكل الناخبين المسجلين، مقابل ولايات تقيد بشكل كبير الوقت الذى يمكن للناخب أن يدلى فيه بصوته قبل يوم الانتخاب المقرر فى الخامس من نوفمبر.
وحتى التسعينيات من القرن الماضى، كان 90% من الناخبين يدلون بأصواتهم يوم الانتخاب، بحسب ما يقول باردن. ومنذ هذا الوقت، قامت عدة ولايات بتغيير قوانين التصويت فيها بما يسهل التصويت المبكر. والآن، فإن عشرات الملايين من الناخبين أدلوا بأصواتهم بالفعل قبل أسابيع من يوم الانتخاب، سواء بشكل شخصى أو بالبريد.
وكان باراك أوباما قد حث أنصاره على التصويت بمركا عندما ترشح للرئاسة فى 2008، وتبنت حملات أخرى لاحقا هذه الاستراتيجية لأنها سمحت لهم بمعركة عدد أنصارهم وتركيز جهود الحث على التصويت بين الناخبين غير الحاسمين. والآن، بدا أن الناخبين فى ولايات الديمقراطيين والجمهوريين والمتأرجحة بين هؤلا وهؤلاء يحققون استفادة من فرصة إدلاء الأصوات قبل يوم الانتخاب.
وأدى وباء كورونا إلى تغيير أنماط التصويت فى 2020 مثلما أثر على كافة مناحى الحياة. وخرج الناخبون ليصوتوا بالبريد بأعداد غير مسبوقة مع محولة تجنب الاتصال بالآخرين. وهذا العام، عاد الناخبون للإدلاء بأصواتهم مبكرا، لكنهم يفعلون هذا بشكل شخصى بدرجة أكبر من التصويت بالبريد.