بالتزامن مع ما يحدث في غزة وبيروت على يد جيش الاحتلال، جاءت جوائز مهرجان الجونة السينمائي في دورته التي توصف بدورة الأرقام القياسية، لتعكس تفاعل لجان تحكيم المهرجان مع ما يحدث على الأرض، لتحصد أفلام السينما الفلسطينية واللبنانية أهم جوائز المهرجان، وتمنح اللجان الفرصة لصناع تلك الأفلام للتعبير عن أنفسهم والمطالبة بوقف الحرب ودعم فلسطين ولبنان في مشهد مبكى.
لم ينسِ المهرجان حزن الوسط الفني على رحيل رموز الفن المصري، حيث حرص الفنانان سلوى محمد علي وسيد رجب، على تكريم الفنانين الكبيرين اللذين رحلا عن عالمنا، حسن يوسف ومصطفى فهمي، وتم تقديم تحية "مُؤثرة" تكريمًا لهما، وتقديرًا لأثرهما المستمر على السينما المصرية والعالمية، وقد تخللت هذه التحية "دقيقة حداد"، ما يعكس احترام المهرجان لإسهاماتهما الخالدة في مجال السينما والثقافة.
تضمنت أبرز فعاليات الأمسية، تقديم جائزة الإنجاز الإبداعي للفنانين اللبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج، تقديرًا لإسهاماتهما الاستثنائية في الفن المعاصر والسينما، ويُعرف الثنائي بأعمالهما الرائدة في مجالات السينما والتصوير الفوتوغرافي والتركيبات الفنية، وتم عرض كليب عن جوانا حاجي وخليل جريج، قبل أن يصعدا إلى المسرح لاستلام جائزة الإنجاز الإبداعي.
من جانبه، رحب عمرو منسي، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للمهرجان، بضيوف الحفل، وقال إنه لم يحضر كلمة مكتوبة، لكنه سيتحدث من القلب، وتابع منسي: هذا العام أكملنا الرؤية التي بدأناها العام الماضي، وهي تسليط الضوء أكثر على صناعة السينما رغم أن الرؤية بدأت العام الماضي لكنها تحققت هذا العام بأرقام فعلية.
وقال منسي: "أعلم أنه كان يتقال على مهرجان الجونة إنه مهرجان النخبة أو (الفساتين)، لكن أعتقد الصورة تغيرت تمامًا، وهذا ظهر بوضوح العام الماضي وزاد أكثر هذا العام"، "اليوم لدينا أرقام تثبت أن المهرجان أصبح له تأثير كبير في صناعة السينما في مصر والعالم العربي.. ولأول مرة، لدينا 5500 (بادج) تم بيعها للجمهور لحضور فعاليات المهرجان، كما تم حجز 22500 تذكرة. وهذا الأرقام ليست قليلة، وتؤكد أن المهرجان أصبح منصة حقيقية للسينما، وأعتقد أن جمع كل فعاليات المهرجان في مكان واحد وهو الـ"هاب" ساهم كتير في تسهيل تجربة كل الضيوف وجعلنا نحقق كل هذه الأرقام".
وأضاف منسي: "أنا فخور جدًا بما وصلنا له، وأرى أننا في طريقنا لنصبح واحدًا من أهم المهرجانات في العالم. ولماذا لا ونحن لدينا كل شيء يساعد أن نكمل طريقنا، من مدينة الجونة الجميلة، لفريق محب للسينما، ودولة كبيرة مثل مصر تشجع الثقافة والشباب".
وتابع: "لا أستطيع أن أنهي كلمتي دون أن أوجه تحية خاصة جداً للأستاذ انتشال التميمي، الذي كان له دور كبير في نجاح المهرجان من أول يوم، ولا يزال يقدم الكثير". "وفي الختام، أحب أن أشكر كل الذين ساهموا معنا هذه السنة.. بداية من الدولة المصرية، ووزارة الثقافة، ومحافظ البحر الأحمر، وكل الجهات الداعمة.
وأخيرًا، أعربت ماريان خوري، المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي، عن اعتزازها بالاختيارات هذا العام، قائلة: "تمثل اختياراتنا هذا العام نسيجاً غنياً من وجهات النظر السينمائية المتميزة، حيث تعرض المواهب الناشئة والراسخة". "لقد كان من الشرف لي أن أقوم باختيار أعمال مؤثرة تتحدى وتلهم وتحتفل بالإنسانية بكل تعقيداتها. أنا متحمسة لجمهورنا لتجربة هذه القصص".
وكشف مهرجان الجونة السينمائي عن منح جائزة NETPAC لأفضل فيلم آسيوي في مهرجان الجونة السينمائي 2024، لفيلم "نحن في الداخل" للمخرجة فرح قاسم (لبنان، قطر، الدنمارك) بالجائزة، مُبرزين قوة السرد الاستثنائي الذي يُثري الرؤية العالمية للمهرجان.
بعد ذلك تم تقديم مسابقة "فبريسي"، وقد منحت جائزة FIPRESCI للفيلم الهندي "الفتيات سيصبحن فتيات" (Girls Will Be Girls) من إخراج شوتشي تالاتي.
بعد ذلك تم تقديم جائزة سينما من أجل الإنسانية التي يمنحها الجمهور كل عام، وقدمها المهندس نجيب ساويرس، الذي رحب بالضيوف، معرباً عن سعادته بتقديم تكريم لـ"جائزة الجمهور للسينما من أجل الإنسانية"، وقال: "تجسد جائزة الجمهور للسينما من أجل الإنسانية قلب مهرجاننا. إنها تعكس صوت الجمهور وشغفهم بالقصص التي تلمس القلوب وتلهم التغيير. أنا متحمس لرؤية كيفية تفاعل جمهورنا مع هذه الأفلام، وأتطلع لاكتشاف أي منها قد أسر قلوبهم هذا العام".
وفاز فيلم "مشقلب"، للوسيان بورجيلي، وبان فقيه، ووسام شرف، وأريج محمود، إنتاج (لبنان) بجازة سينما من أجل الإنسانية.
وبعد ذلك تم الإعلان عن اختيار لجنة تحكيم جائزة "الجونة الخضراء" فيلم "المعركة من أجل لايكيبيا" للفوز بالجائزة.
وبعد ذلك تم تقديم مسابقة الأفلام القصيرة (4 جوائز)، وأعلنت لجنة التحكيم عن جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير، والتي ذهب إلى فيلم (أمانة البحر) لهند سهيل، إنتاج (مصر، السويد).
كما تم منح "تنويه خاص" لفيلم "فجر كل يوم" لأمير يوسف (مصر)، وفيلم "بلا صوت" لصامويل باتي (سويسرا).
وتم إعلان جائزة نجمة الجونة البرونزية لأفضل فيلم قصير، والتي ذهبت إلى فيلم "مد وجزر" لناي طبَّارة، إنتاج (لبنان، قطر، الولايات المتحدة)، كما ذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية لأفضل فيلم قصير، إلى فيلم "كيف استعدنا والدتنا"، لجونكالو وادينغتون (البرتغال)، وفيلم "برتقالة من يافا" لمحمد المُغنّي وإنتاج (فلسطين، بولندا، فرنسا).
أما جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم قصير، فذهبت إلى فيلم "ما بعد" للمخرجة مها حاج، إنتاج (فلسطين، إيطاليا، فرنسا).
بعدها تم الإعلان عن الفائزين بمسابقة الأفلام الوثائقية (4 جوائز)، وأعلن عن الفائزين في مسابقة الأفلام الوثائقية، والتي كرّمت أفضل الأعمال الوثائقية لهذا العام. ومنحت نجمة الجونة لأفضل فيلم وثائقي عربي، وهي جائزة تشمل الكأس والشهادة وجائزة مالية قدرها 30,000 دولار أمريكي، مناصفة بين فيلم "رفعت عيني للسما" (إنتاج مشترك بين مصر، فرنسا، الدنمارك، قطر، والسعودية) للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير، وفيلم "ذاكرتي مليئة بالأشباح" من سوريا للمخرج أنس الزواهري، تكريماً لتميزهما في السرد الوثائقي وقدرتهما على التعبير عن تجارب إنسانية مؤثرة.
كما منحت نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي، المصحوبة بجائزة مالية قيمتها 7,500 دولار أمريكي، لفيلم "نوع جديد من البرية" من النرويج للمخرجة سيلي إيفينسمو جاكوبسن، بينما ذهبت نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي وجائزة قدرها 15,000 دولار أمريكي، لفيلم "موسيقى تصويرية لانقلاب" (إنتاج بلجيكا، فرنسا، وهولندا) من إخراج يوهان غريمونبريز.
وحصد فيلم "نحن في الداخل" (لبنان، قطر، الدنمارك) من إخراج فرح قاسم نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي، التي تتضمن جائزة مالية قدرها 30,000 دولار أمريكي، وذلك لتميزه في توثيق واقع الحياة اليومية بقالب إبداعي متقن.
وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، تم تقديم جوائز تشمل الكؤوس والشهادات وجوائز مالية، تكريماً للتميز في مجال السرد السينمائي والإبداع الفني. وحصل تشارلز بيكيا غاليتو على تنويه خاص عن فيلمه "كل شيء لي" (فرنسا) من إخراج آن صوفي بيلي.
وذهبت نجمة الجونة لأفضل ممثلة إلى لورا ويسمار عن دورها في فيلم "سيلفي ماريا" من إخراج مار كول. أما نجمة الجونة لأفضل ممثل فكانت من نصيب آدم بيسا عن فيلم "أثر الأشباح" (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا) من إخراج جوناثان ميلي.
وفي إطار تعزيز السينما العربية، تم منح نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي، الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 20,000 دولار أمريكي، مناصفة بين فيلم "شكراً لاختياركم بنكنا!" (فلسطين، ألمانيا، السعودية، قطر، مصر) من إخراج ليلى عباس وفيلم "لمن أنتمي" (تونس، فرنسا، كندا) من إخراج مريم جوبور.
فيما حصل فيلم "ستكون الفتيات فتيات" (الهند، فرنسا، النرويج، الولايات المتحدة) من إخراج شوتشي تالاتي على نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائي، والتي تضمنت الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 15,000 دولار أمريكي.
أما نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي، فقد ذهبت إلى فيلم "المملكة" (فرنسا) من إخراج جوليان كولونا، حيث تم منحها الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 25,000 دولار أمريكي.
وفي ختام الحفل، تم تكريم فيلم "أثر الأشباح" (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا) للمخرج جوناثان ميلي الذي حصل على نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي، إلى جانب الكأس، الشهادة، وجائزة مالية قدرها 50,000 دولار أمريكي.
كما أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن النسخة الأولى من جائزة "ما وراء الكاميرا"، والتي قُدِّمت أمس وهي جائزة تُقدم لتكريم الفنانين الذين يعملون خلف الكاميرا، للاحتفاء بمساهماتهم الإبداعية، التي تخلق العوالم السينمائية، وتعطي الأفلام روحاً أصيلة.