كيف كتبت رضوى عاشور التاريخ أدبيا؟

السبت، 30 نوفمبر 2024 09:30 م
كيف كتبت رضوى عاشور التاريخ أدبيا؟ رضوى عاشور
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إن كل الروايات تاريخية بمعنى من المعاني، فللرواية علاقة خاصة بالتاريخ تُميّزها عن بقية الأجناس الأدبية، وشخصياتها فاعلة في واقع تاريخي بعينه يشكّلها وتتفاعل معه" هكذا الأديبة رضوى عاشور في مفهومها للرواية، وهى الكاتبة التي كان الكثير من أعمالها محاولة الرصد والتوثيق، لمنع تجريف الذاكرة الجمعية، والذي ظل هاجساً يتكرر من عمل لآخر، وذلك كون للرواية علاقة خاصة بالتاريخ تميزها عن بقية الأجناس الأدبية، وشخصياتها فاعلة في واقع تاريخي بعينه يشكِّلها وتتفاعل معه، بحسب تعبيرها أيضا.

وتمر اليوم الذكرى العاشرة على رحيل الأديبة الكبيرة رضوى عاشور، إذ رحلت عن عالمنا في 30 نوفمبر عام 2014، وهى قاصة وروائية وناقدة أدبية وأستاذة جامعية مصرية، وهي زوجة الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، تميز مشروعها الأدبي، في شقه الإبداعي، بتيمات التحرر الوطني والإنساني، إضافة للرواية التاريخية.

كتب الراحلة الكثير من الروايات التاريخية، لعل من أشهرها، "ثلاثية غرناطة" والتي استطاعت من خلالها أن تحجز مكانها بين كتاب الرواية التاريخية، فعبر رواية تمتد إلى 3 أجيال استطاعت أن تبعث الحياة في فترة تاريخية اقتصر الكلام فيها على صراع الملوك، لكنها كتبت قصة "سقوط الأندلس" عبر تاريخ عائلة عاصرت هذا السقوط وعلى لسان بطلاتها، لتصبح "مريمة" بطلةُ روايتها أيقونة، ولتصبح عبارتها التي اختتمت بها روايتها "لا وحشة عند قبر مريمة" مثلا يضرب في النساء اللاتي تركن أثرا لا ينمحي.

وقدمت أيضا، روايات تاريخية "الطنطورية" (2010)  التي تتناول أكثر من نصف قرن من التاريخ الفلسطيني، وهى الرواية التي قالت عنها الراحلة: " رواية تمزج المتخيل بالوثاثق، والأحداث المفصلية في الرواية كلها حقيقية، فعندما أتحدث عن تاريخ هذه المرأة، فإني أتحدث عن الطنطورة. أتحدث عن قرية معينة ومعروفة في تاريخ فلسطين وجغرافيتها، حين أتحدث عن امرأة شاتيلا أدخل بعض الشخصيات الحقيقية، حيث يظهر أنيس الصايغ في النص، والدكتورة بيان نويهض الحوت مؤلفة كتاب "صبرا وشاتيلا‪".

و"فرج" (2008) التي تتناول تجربة الاعتقال السياسي لثلاثة أجيال من عائلة واحدة، وتقدم رضوى في هذه الرواية سيرة ندى عبد القادر التي عاشت تجربة ثلاثة أجيال من المساجين، أبيها الأستاذ الجامعي، ثم هي شخصيا، ثم أخيها الذي لا يتجاوز عمر ابنها المفترض ، كما تعيد قراءة الستين عاما الأخيرة بحروبها التي لم تكن أولاها في 1956 ولا أخرها في 2006، مازجة كل هذا - وبعمق - مع مقولات وحكايات مثقفين مصريين وفرنسيين قاوموا هزائمهم، وآخرين قتلتهم الهزائم .







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة