تساهم التكنولوجيا في تحسين التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض، خاصة مع ثورة الذكاء الاصطناعي التي دخلت في كل المجالات، فإن التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي قد أحدث تحولات جذرية فى قطاع الرعاية الصحية، وأصبح شريكًا أساسيًا للأطباء والباحثين، حيث يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتقديم حلول مبتكرة لمختلف التحديات التي تواجه القطاع، ولكن هناك العديد من التساؤلات التي تثيرها التقنية الجديدة وتطبيقاتها، ما بين دورها الإيجابى في المساعدة والمخاوف التي تحيط بها في اتخاذ القرارات بشأن المريض والتحكم في حياته، وهذا ما ناقشته قمة الابتكار العالمية "WISH7" مؤخرًا.
من المسئول عن نتائج قرارات التقنيات الطبية؟
تحدث الدكتور محمد غالي، أستاذ أخلاقيات الطب الحيوي ورئيس مركز أبحاث التشريع الإسلامي والأخلاق (CILE) بكلية الدراسات الإسلامية (CIS)، بجامعة حمد بن خليفة (HBKU)، حول الأخلاقيات في الرعاية الصحية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك عدم المساواة في الوصول إلى هذه التكنولوجيا، والخصوصية وحماية البيانات، والحصول على الموافقة المستنيرة، وكيف ترتبط هذه العناصر بمجموعة القيم والآداب الراسخة التي تحكم العلاقة بين المريض والطبيب.
وقال الدكتور محمد غالي، إن المساءلة عن نتائج قرارات التقنيات الطبية التي تدعمها الذكاء الاصطناعى يجب أن تقع على عاتق الناس، مؤكدًا "لا يهم مدى ذكاء الآلة، فلا يمكن أن تكون مسئولة عن أى أخطاء".
وأضاف غالى: "أن المسئولية لن تقع على عاتق الطبيب وحده، وبدلاً من ذلك، نحتاج أيضًا إلى محاسبة المطورين والمبرمجين وعلماء البيانات على تحيز البيانات"، مضيفًا: "نحن ننتقل إلى عالم من المسئولية الجماعية".
وتتفاقم قضية المساءلة هذه بسبب تعقيد وغموض خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تحجب عملية صنع القرار.
وفي حين أن الكثير من مجموعات البيانات الحالية المستخدمة لتدريب الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية تعتمد على البيانات التي تم جمعها في الدول الغربية، قال الدكتور غالي: "هناك دول تتمتع بموارد جيدة يمكنها إنتاج بياناتها الخاصة وتقديمها، نحن بحاجة إلى كيانات من جميع أنحاء العالم للمساهمة".
نظارات الواقع الافتراضى
المساواة فى الوصول إلى التكنولوجيا
قال الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية فى أوروبا، إنه يجب تحقيق العدالة فى استخدام الذكاء الاصطناعي فى مجال الرعاية الصحية، من خلال إتاحة إمكانية الوصول له حول العالم، ويجب أن نقوم بالشفافية وأن نؤمن الدعم الكافي لتطوير التقنية واستخدام الذكاء الاصطناعي عبر التعاون الدولى لأنه لا تستطيع دولة وحدها التعامل مع هذا الأمر.
وأضاف هانز، أنه يجب أيضًا التقريب بين وجهات النظر المختلفة ليكون هناك معايير موحدة ومن ثم تحقيق العدالة الصحية وهذا هو المبدأ الذى يجب المحافظة عليه.
وأوضح هانز، أن أبرز التحديات تتمثل فى أنه لدينا أقليات ولاجئين ومسنين فسيكون هناك جهل تكنولوجي وصعوبة فى التواصل وكذلك أزمة فى البنية التحتية، لذلك يجب أن يتم التعامل مع كل ذلك من أجل مساعدتهم لاختيار القرار المناسب ونشر التوعية.
وتابع هانز: "يجب أيضا توفير التدريبات للعاملين فى المناطق الصحية والدعم فى المجال الصحى".
مخاوف الذكاء الاصطناعى في مجال الصحة
قالت الدكتورة تامار شيف، زميلة ما بعد الدكتوراه في قسم الأخلاقيات الطبية في جامعة نيويورك، إن الذكاء الاصطناعى بمثابة صندوق أسود حيث أن التكنولوجيا تم تدريبها على بيانات عبر خوارزميات معقدة وهذا النموذج الآن صعب فهمه، كما أن له طريقة تفكير ذاتية عبر تطوير نفسه من البيانات.
وأضافت شيف، أنه يجب علينا أن نجرى أبحاث علمية مع طرح الأسئلة حول التقنية، حيث أن الأمر سيكون حساس عند استخدام المريض للتقنية، ويجب أن تكون هناك معايير موحدة فى المساءلة الطبية.
وأوضحت شيف: "علينا تعريف الذكاء الاصطناعى أولا، لأنه يتدخل فى كل شيء منها صناعة الدواء والتشخيص والعلاج أيضا لذلك يجب أن نتعامل مع المخاوف المحيطة حول التكنولوجيا، ويجب تطبيق بعض الآليات على الذكاء الاصطناعي".
وتابعت: "يجب أن نناقش ونتنبأ بالمشكلة قبل أن تحدث وليس بعد أن تحدث ويجب تضمين الأطراف المعنية فى ذلك ومن ثم الحصول على النتائج، حتى نكون على وعى بمواجهة الذكاء الاصطناعي".
شخصية الذكاء الاصطناعى
"سارة".. شخصية ذكاء اصطناعى لمكافحة التدخين وتحسين النفسية
شاركت منظمة الصحة العالمية فى القمة العالمية للابتكار بشخصية "سارة" الذكاء الاصطناعي التوليدي الذى يقود الناس لحياة افضل، عبر QR كود يمكن الاتصال به من أجل التعرف على سارة.
تساعد سارة الأشخاص بعدة طرق من خلال تقديم المساعدة فى التوقف عن التدخين وتناول الطعام الصحى مع الابتعادة عن العادات الغذائية السيئة، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة وتحسين الصحة النفسية وتقليل الضغط والتوتر.
تؤكد المنظمة أن ذكاءها الاصطناعي تم تدريبه على معلومات موثوقة من منظمات دولية وشركاء موثوق بهم.
واستخدمت مسبقا خلال أول خبرة لها فى التعامل مع المعلومات الخاطئة عن وباء كوفيد 19 مع تقديم نصائح جيدة للتعامل بشكل صحيح جيد.
ويمكن لسارة التفاعل وإبداء التعاطف من خلال انفعالاتها وتعبيرات الوجه ويمكن التواصل معها كتابيا أو عبر الفيديو، كما يمكنها التحدث ب 8 لغات مختلفة.
الواقع الافتراضى
استخدام الواقع الافتراضى في التوعية الصحية
قدمت منظمة الصحة العالمية رحلة تلقى اللقاح الخاصة بها فى زامبيا ضد شلل الأطفال فى تجربة لدقائق قليلة لخصت فيها مجهوداتها عبر الواقع الافتراضي.
واستخدمت المنظمة نظارات واقع افتراضى فى التفاعل من خلال ارتداء النظارات التى تقدم معلومات حول الوضع فى زامبيا وكيفية التعامل على أرض الواقع مع شلل الأطفال ومكافحة انتشاره.
تركز التجربة على التفاعل مع المستخدم، حيث تقدم له خيارات يختار ما بينها للانتقال من جانب لآخر مع عرض المعلومات بشكل متتالى ونقل عملية اللقاح بالكامل بكل خطواتها.
تشعر وكأنك متواجد بنفسك فى زامبيا تشهد حملات مكافحة شلل الأطفال، الذى أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اكتشافه في زامبيا فى فبراير العام الماضى.
ابتكارات طبية جديدة في 2024
توجد عدد من الابتكارات الطبية التي تم التركيز عليها خلال هذا العام، والتي تم عرضها في قمة الابتكار، ولعل من أبرزها:
ابتكار الألم العضلى
علاج الألم العضلى الليفى باستخدام ألعاب ثلاثية الأبعاد
يعد المشروع العلمي عبارة عن نظارة ألعاب ثلاثية الأبعاد ودراجة ثابتة تتصل بجهاز الألعاب لتتزامن معه، والتي تتعامل مع المريض عندما يشعر بألم شديد فالنظارة من أجل تشتيت الألم خلال الحركة.
كما أن اللعبة ستكون من 4 مراحل، أول مرحلتين يوجد مساعدة من الدراجة للمريض تعمل فيها بشكل ذاتي لتشجيع المريض ثم بالتدريج يتحرك أكثر، أما اللعبة فهى عبارة عن بيئة ثلاثية أبعاد يتحرك فيها فيصبح فى الواقع أيضا يتحرك.
التشخيص المبكر بالذكاء الاصطناعى
تم ابتكار الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، وهو متاح من خلال الاختبارات المعززة بالذكاء الاصطناعي، وهناك تطور أيضا في الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد الآلية والمدعومة بالذكاء الاصطناعي لفحص سرطان الثدي.
صناعة الأطراف الصناعية بطابعة 3D
هذه التقنية تساعد في صناعة الأطراف الصناعية بسلاسة من خلال طابعة 3D، التي تجعل هذه الأطراف أقل تكلفة وأكثر وفرة.
نظام ذكى لمرضى التوحد
نظام ذكى لمراقبة أطفال التوحد المصابين بالصرع
هذا النظام الذكى يستخدم الذكاء الاصطناعى، حيث يشمل على جهازين (سماعة رأس وسوار للذراع) متصلين بتطبيق يمكن أن يساعد في مراقبة الأطفال المصابين بالصرع التوحدى من قبل الأطباء والآباء بانتظام، مع تسريع عمليات المراقبة والإنقاذ لهؤلاء الأطفال في حالات الطوارئ.
الروبوت المبرد
روبوت التبريد
هو روبوت يستخدم في الأماكن الخارجية أثناء التنزه أو التسوق أو في ساحات المطاعم ولديه خاصية تتبع المريض حيث يقوم بالتبريد على الشخص المحدد مع تتبعه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى وتوظيف التكنولوجيا، مما يساهم في المساعدة على رفاهية المستخدمين من خلال تنقلهم من موقع لآخر ويوفر لهم وقاية من درجات الحرارة العالية، كما أنه مرشد سياحى ذكى وقادر على مساعدة ذوى الإعاقة للوصول إلى وجهتهم بسهولة.
القناع الطبي
جهاز تنقية وتنفس الهواء للكوادر الطبية
تم تطوير جهاز تنقية وتنفس الهواء PAPR الذى يعمل على توفير الهواء التقى للطواقم الطبية من خلال وجود ضاغط هواء سهل الحمل وخفيف، كما أنه يتميز بمجال رؤية واسع عند الاستخدام، وبه مؤشر تنبيه عند انخفاض تدفق الهواء، كما أنه يتصل بغطاء الرأس ليبقيه معزولا عن المحيط الخارجي بهدف حمايته من أي عدوى بالفيروسات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة