لا يزال التصعيد يتزايد في الحرب بين روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات الان، وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب كييف بـ صواريخ أوريشنيك ، وهو سلاح متوسط المدى استخدمته موسكو ضد مدينة دنيبرو الأسبوع الماضي، ويقول بوتين أنه لا يمكن إسقاطه بواسطة أي نظام دفاع جوي.
وفقا لصحيفة الجارديان، في مؤتمر صحفي الخميس الماضي قال زعيم الكرملين: "لا نستبعد استخدام أوريشنيك ضد المنشآت العسكرية أو العسكرية الصناعية أو مراكز صنع القرار، بما في ذلك في كييف"، وقال إن السلاح يضاهي في قوته ضربة نووية إذا تم استخدامه عدة مرات في مكان واحد، واكد انه غير مزود حاليا برؤوس حربية نووية.
وقال بوتين: "التأثير الحركي قوي، مثل سقوط النيزك نعرف في التاريخ أي النيازك سقطت وأين، وما هي العواقب. في بعض الأحيان كان ذلك كافياً لتكوين بحيرات كاملة".
على الجانب الاخر اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، روسيا بـ "التصعيد الحقير".
وقالت موسكو إن التهديدات الجديدة هي رد على قرار اتخذته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في وقت سابق من هذا الشهر بالسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ بعيدة المدى من إنتاجها ضد أهداف عسكرية داخل روسيا، وهو الأمر الذي طالبت به كييف منذ فترة طويلة.
أشار التقرير إلى أن كييف تتمتع بحماية أفضل من معظم المدن الأوكرانية الأخرى بفضل بطاريات الدفاع الجوي، ولم تكن هناك سوى ضربات ناجحة قليلة على وسط العاصمة خلال ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب.
ووصف ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، ادعاء بوتين بأن أنظمة الدفاع الجوي لا تستطيع إسقاط صواريخ أوريشنيك بأنها "خيال بالطبع"، وقال: "بوتين لا يفهم الأمور العسكرية. إنه رجل يأتي الناس ويظهرون له بعض الرسوم الكاريكاتورية حول كيفية طيران الصاروخ، وكيف لن يتمكن أحد من إسقاطه. وقال نفس الشيء مرات عديدة عن صاروخهم كينجال. ثم عندما اتضح أن أنظمة الدفاع الجوي باتريوت، حتى الأنظمة التي ليست من الجيل الأحدث، يمكنها إسقاطها بسهولة، توقف عن الحديث عنها".
وقال بودولياك إنه "لا وجود لشيء مثل أوريشنيك" وأن الصاروخ كان ببساطة نسخة معدلة قليلا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الروسية الموجودة وقال: "لقد توصل الرجل للتو إلى اسم، مجرد اسم" ومع ذلك، تسببت التهديدات في إثارة الذعر في كييف، مما تسبب في إلغاء جلسة للبرلمان
ووفقا لصحيفة الجارديان، يعتقد الكثير من المحللين انه بعد استخدام السلاح مرة واحدة كعرض، من غير المرجح أن يصعد بوتين من حدة التوتر قبل تولي دونالد ترامب منصبه في الولايات المتحدة، بل يأمل بدلاً من ذلك في استغلال فرصة سانحة لكسب ود ترامب.
وأشاد بوتين بترامب ووصفه بأنه "ذكي"، في تعليقات تهدف على ما يبدو إلى إحداث انطباع إيجابي لدى الرئيس المنتخب وقال إنه صدم بمحاولة اغتيال ترامب خلال الحملة قائلا: "في رأيي، إنه ليس آمنًا الآن. لسوء الحظ، حدثت حوادث مختلفة في تاريخ الولايات المتحدة. أعتقد أن ترامب ذكي وآمل أن يكون حذرًا ويفهم هذا".
وأشار إلى أن قرار جو بايدن بالسماح باستخدام الأسلحة بعيدة المدى قد يكون إما خدعة لمساعدة ترامب من خلال منحه ورقة مساومة مستقبلية أو محاولة لجعل علاقات ترامب مع روسيا أكثر صعوبة وقال إنه في كلتا الحالتين، سيجد ترامب "الحل" لحرب أوكرانيا، وقال أن موسكو مستعدة للحوار.
عين ترامب الجنرال المتقاعد كيث كيلوج مبعوثا له إلى روسيا وأوكرانيا، ووعد بإيجاد نهاية تفاوضية للحرب وكان المسؤولون في كييف يراقبون بقلق لمعرفة التعيينات التي سيجريها.
وسوف يكون هناك طمأنينة بشأن تعيين كيلوج، البالغ من العمر 80 عاما، والذي لم يتبن الخطاب المؤيد لروسيا الشائع لدى البعض في عالم ترامب وتحدث سابقا عن خطة للاستفادة من المساعدات العسكرية من خلال زيادتها مع الدفع باتجاه محادثات السلام.
خلال ظهوره المنتظم على شاشات التلفزيون الأمريكي، انتقد كيلوج غزو روسيا وحذر من أن الصراع قد يتصاعد إلى حريق عالمي، كما أوضح أن أوكرانيا لن يكون لديها خيار سوى التفاوض، حتى لو لم يكن من الواضح ما هي الضمانات الأمنية التي يمكن أن تحصل عليها كييف والتي من شأنها أن تضمن التزام روسيا بأي اتفاق لوقف إطلاق النار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة