ضاعف المرشح الجمهوري في الانتخابات الامريكية دونالد ترامب وحلفاؤه جهودهم في المجتمعات العربية والاسلامية لكسب تلك الاصوات التي عادة ما تميل للديمقراطيين، إلا أن الغضب بشأن الصراع في غزة وتعامل إدارة بايدن-هاريس مع إسرائيل غير الموازين.
وأظهرت استطلاعات الرأي خلال الشهر الماضي أن ترامب يتقدم بين هذه الكتلة التصويتية ، ما يمحو ميزة 2 إلى 1 الديمقراطية التقليدية ومن المحتمل أن يكون لهذا تأثير كبير بشكل خاص في ولاية ميشيجان المتأرجحة، موطن مئات الآلاف من الناخبين المسلمين والناخبين العرب، التي فاز بها الرئيس الديمقراطي حو بايدن بنحو 150 ألف صوت في انتخابات 2020.
في يوم الجمعة، أصبح ترامب أول مرشح رئيسي للحزب يزور مدينة ديربورن بولاية ميشيجان، التي يعيش بها أغلبية عربية، مستفيدًا من زخمه في المجتمع.
وقال جيم زغبي، المدير المؤسس للمعهد العربي الأمريكي والمستشار السابق للسيناتور بيرني ساندرز (مستقل عن ولاية فيرمونت): "من المفيد أن يخيم ترامب مع عائلته في ديربورن للحملات الانتخابية من أجل الأصوات ويستمر ترامب نفسه في الظهور بالفعاليات".
وذكرت صحيفة ذا هيل أن جهود ترامب تأتي في الوقت الذي يقول فيه نواب كامالا هاريس إنها لم تبذل جهدًا كافيًا للتواصل شخصيًا مع هؤلاء الناخبين.
وقال زغبي: "لا يمكنك أن تقول في تجمع واحد إنك ترحب بالناخبين العرب ثم لا تبذل أي جهد للتواصل معهم أو متابعتهم هذا لا يرسل نفس الرسالة مثل وجود والد زوج ابنتك -في إشارة الى مسعد بولس- في معسكر عمليًا مع المجتمع، ووجود أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية لديك هناك للقاء الناس وإعداد الأرض له ليأتي إلى المدينة".
وعين ترامب مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني الأمريكي ووالد زوج تيفاني ترامب، مسؤولاً عن التواصل مع العرب والمسلمين إلى جانب ريتشارد جرينيل، المدير الاستخبارات الوطنية السابق الذي تولى المنصب خلال رئاسة ترامب الماضية ، والذي تم طرحه كوزير محتمل للخارجية.
ووفقا للتقرير، أتت حملة بولس بثمارها في ميشيجان، حيث فاز ترامب بتأييد رئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بازي، ورئيس بلدية هامتراك عامر غالب ، ومجموعة من الأئمة البارزين وغيرهم من الزعماء الدينيين في الولاية، وأعلن رئيس بلدية ديربورن، وهو ديمقراطي، أنه لن يؤيد أي من المرشحين.
مسعد بولس
وقالت نازيتا لاجيفاردي، أستاذة العلوم السياسية المساعدة في جامعة ولاية ميشيجان: "لقد استغل ترامب تجاهل الناخبين المسلمين من قبل الديمقراطيين وحملة هاريس .. لقد أيده بعض رؤساء البلديات والأئمة من ميشيجان، وهو ما يمثل حقيقة مفادها أن الديمقراطيين لم يفعلوا شيئًا على الإطلاق حتى لمناقشة غزة، بل حتى الاعتراف بخطورة ما يحدث في غزة .. هناك اتفاق شبه مجنون بين الديمقراطيين لعدم إعطاء صوت لذلك"، وأضافت: "من المؤسف أن حملة هاريس لا يمكن أن تكون أكثر صدقًا في تعاملها مع الناخبين المسلمين".
وانتقد اسماعيل أحمد وهو ديمقراطي خدم في مجلس وزراء الولاية ونائب رئيس الحزب في الولاية، حملة هاريس لاتخاذها قرارات "تكتيكية"، بما في ذلك عدم دعوة فلسطيني للتحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي.
وقال: "أعتقد أنهم كان بإمكانهم فعل المزيد في المجتمع.. إنهم يفعلون الكثير، لكنهم يستطيعون فعل المزيد القرار بعدم السماح لفلسطيني بالتحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي قرارًا سيئًا حقًا، وكانت هناك قرارات أخرى تم اتخاذها كانت تكتيكية لكنها قوضت قدرتهم على جمع مجتمعنا معًا".
وانتقد الديمقراطيون أيضًا قرار الحملة بإحضار النائب ريتشي توريس والرئيس السابق بيل كلينتون للحملة في ميشيجان، ففي العام الماضي، صنع توريس اسمًا لنفسه من خلال انتقاد الناشطين المؤيدين للفلسطينيين. خلال حدث انتخابي يوم الأربعاء 30 أكتوبر، حيث دافع كلينتون عن قتل إسرائيل للمدنيين، قائلاً إن حماس كانت تستخدمهم كدروع بشرية.
على الجانب الجمهوري، استغل بولس وترامب هذه الانقسامات لدفع رسالتهما، ووفقًا لبولس، فقد اقترب أولاً من ترامب بشأن كسب الدعم في المجتمع في وقت سابق من هذا العام، وقد عمل مع الحملة لاستهداف الناخبين العرب المسلمين والمسيحيين.
وقال لصحيفة ذا هيل: "لا يتم الحديث كثيرًا عن المسيحيين العرب، لكن غالبية سكان الشرق الأوسط في الولايات المتحدة هم مسيحيون، وليسوا مسلمين، ما يقرب من 70 % لكن معظم الناس لا ينظرون إلى الأمر من وجهة النظر هذه لقد قمنا بالكثير من العمل مع هذا المجتمع أيضًا، وخاصة مجتمعات ميشيجان، والذي يبلغ عددهم حوالي 200 ألف نسمة، والمسيحيين اللبنانيين... لذا فقد قمنا بالكثير من التواصل وكان الرئيس ترامب ينشر في الأيام الأخيرة عن بعض هذه المجتمعات".
كما كتب ترامب مؤخرًا رسالة إلى المجتمع اللبناني الأمريكي يطلب دعمه، كما نشر منشورات يدعو فيها مجموعات مسيحية عربية أخرى للإدلاء بأصواتهم لصالحه. وفي وقت سابق من هذا الشهر، جلس ترامب أيضًا لإجراء مقابلة مع قناة عربية، وفي تواصله مع المجتمع، ركزت حملته على الصراع في غزة وعلى القيم الاجتماعية المحافظة، حيث يميل العديد من المسلمين الأكبر سنًا إلى المحافظين اجتماعيًا.
وحققت جهود التواصل بعض النجاح مع مجموعة من الأئمة، بما في ذلك هشام الحسيني، وهو شيخ عراقي يقود مركز كربلاء التعليمي في ديربورن، والذي قال: "أنا أدعم دونالد ترامب لأنه يعارض زواج المثليين وهو الشخص الأكثر مسيحية في الانتخابات .. سيعيدنا إلى القيم المحافظة، وأنا مسلم وسأقف مع كل من يعارض زواج المثليين".
كما قال ترامب وبولس مرارًا وتكرارًا أنهما "سيحلان أزمة الشرق الأوسط". وهو ما شكك فيه الديمقراطيون، قائلين إنها ليست "حقيقية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة