قبل أقل من 24 ساعة على ذهاب الناخبين في الولايات المتحدة لصناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الامريكية واختيار ما بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، تسيطر الأحداث في الشرق الأوسط على مسار الانتخابات التي تشر استطلاعات الرأي الى انها الأكثر تقاربا.
وأثار تعامل إدارة بايدن التي كانت كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي جزءا منها طوال السنوات الأربع الماضية، غضب الأمريكيين من أصول عربية والمسلمين الذين عادة ما كانوا يميلون الى الديمقراطيين، ومع شعور حملة هاريس بخسارة تلك المجموعة الانتخابية، أكدت نائبة الرئيس، إنها ستسعى لانهاء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اكثر من عام حال فوزها معتبر ان قتل الفلسطينيين الأبرياء في القطاع "وصل الى مستور غير معقول".
وقالت هاريس في تصريحات أمس، بمدينة ديترويت في ولاية ميشجان : "فيما يتعلق بغزة، كنت واضحة للغاية، فمستوى قتل الفلسطينيين الأبرياء غير معقول.. ونحن بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب وإطلاق سراح الرهائن"، وأضافت: "في حال أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، سأبذل قصارى جهدي لتحقيق هذه الغاية وكذلك حل الدولتين، حيث سيكون لدى الفلسطينيين الحق في تقرير مصيرهم، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأشارت المرشحة الديمقراطية إلى الدعم الذي حصلت عليه من بعض قادة المجتمع العربي الامريكي، قائلة إنها ستواصل العمل لكسب دعم هذه الفئة، التي تعد بالغة الأهمية في الانتخابات خاصةً في ولاية ميشيجان، وذكرت هاريس أنه على الرغم من المجتمع الامريكي "ليس كتلة واحدة متجانسة"، فإنها تدرك أن سياسات إدارة الرئيس جو بايدن طوال الحرب في غزة كانت "مصدر قلق خاص".
وتابعت: "هناك العديد من القضايا المتنوعة بالنسبة لأي ناخب، والتي تشمل هذه القضية، كما أنها تشمل أيضاً خفض تكاليف المعيشة، ودعم الشركات الصغيرة، وخفض تكاليف الإسكان والمواد الغذائية وتمديد الائتمان الضريبي للأطفال، فهذه قضايا موجودة في مجتمعنا، وكذلك في كل مجتمع آخر، وسأواصل التحدث إلى أعضاء هذا المجتمع وطلب أصواتهم، والتي آمل أن أحصل عليها".
على الجانب الآخر، حصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على دعم غير متوقع من الناخبين العرب والمسلمين في ولاية ميشيجان، وقال أن الناخبين المسلمين والعرب ينضمون إلى حملته "بأعداد أكبر من أي وقت مضى"، وأكد انه يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وقال ممثل للجالية حينها: "نحن نقف مع الرئيس ترامب لأنه يعد بالسلام وليس الحرب"، مشيداً بالتزامه بقيم الأسرة والإصلاحات التعليمية.
كما التقى ترامب بالناخبين العرب والمسلمين، في مطعم شهير بمدينة ديربورن ذات الأغلبية من الأمريكيين العرب ووصفت حملته استقبالهم لترامب بانه كان "دافئا"
ويراهن المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب علي وضع نقاط نهاية للعديد من الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، وكذلك الحرب الروسية ـ الأوكرانية ، محملاً في الوقت نفسه إدارة الرئيس الحالي جو بايدن مسئولية احتدام تلك الصراعات وخروجها عن السيطرة.
وخلال حملته لـ الانتخابات الامريكية ، خص ترامب منطقة الشرق الأوسط بالعديد من التصريحات والوعود، فبحسب مجلة بولتيكو الأمريكية ، طالما قدم ترامب نفسه كصانع صفقات يمتلك حل سحري لإنهاء الحروب، قائلاً إنها كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين مليارات الدولارات في الدعم العسكري وغيرها من المساعدات للدول الحليفة، وقال إن الدول الأخرى تحترمه كزعيم قوي، مما يشير إلى أن هذه الميزة ستمنحه القدرة على وقف الصراعات حتى قبل توليه منصبه ورفض تقديم تفاصيل حول كيفية إبرام الصفقة، قائلاً إنها ستقوض نفوذه.
وقال ترامب إن الحرب في غزة سوف "تنتهي بسرعة" إذا أصبح رئيسًا، وقال في عدة مناسبات إنه أخطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بإنهاء" الحرب بشكل عاجل، ورغم أنه يقدم نفسه في صف مؤيدي إسرائيل الأقوياء إلا أنه انتقد في بعض الأحيان استراتيجية نتنياهو في الحرب وقال إنها لم تكن لتحدث لو كان رئيسا، دون أن يكشف تفاصيل أكثر حول مسارات إنها الحرب.
وفي مقابلة أجريت مع يونيفيجن، علق ترامب على الحرب في غزة قائلاً: "يتعين على إسرائيل أن تقوم بعمل أفضل في العلاقات العامة، بصراحة، لأن الجانب الآخر يتفوق عليها في هذا الملف"، داعياً تل أبيب إلى "إنهاء الأمر" في مقابلة مع الإذاعي المحافظ هيو هيويت.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن ترامب أبلغ نتنياهو رغبته بإنهاء الحرب حال فوزه بالانتخابات، وأشارت إلى أن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الأمر عندما استضافه في فلوريدا يوليو الماضي.
وعن حرب لبنان، تعهد ترامب بإنهاء "المعاناة والدمار"، في نداء موجه للناخبين ذوو الأصول العربية وقال ترامب في تغريدة على منصة "إكس": "خلال فترة إدارتي كان هناك سلام في الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى قريبا جدا! سأصلح المشاكل التي تسبب فيها كامالا هاريس وجو بايدن، وأوقف المعاناة والدمار في لبنان. أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقي. السلام الدائم. وسننجز ذلك بشكل صحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات. سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع المجتمعات اللبنانية".
وتابع: "يستحق أصدقاؤك وعائلتك في لبنان العيش في سلام ورخاء ووئام مع جيرانهم، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة