يراهن المرشح الجمهوري لـ انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 علي ملف الهجرة والاقتصاد والتجارة كمحرك رئيسي لحملته الانتخابية ، وهي المحاور الرئيسية التي شكلت أجندته في المعارك الانتخابية السابقة في 2016 و2020 ، فعلي مدار سنوات وفى ظل تدفق المهاجرين وارتفاع أسعار السلع اليومية، استطاع دونالد ترامب ـ ولا يزال ـ أن يجد منفذاً لانتقاد سياسات الديمقراطيين والرئيس الحالي جو بايدن.
ترامب وقطع الطريق أمام المهاجرين
والهجرة هي واحدة من القضايا الأساسية في ترشح ترامب وجاذبيته وسط أنصاره، ويعود تاريخها إلى إعلانه لأول مرة عن ترشحه للرئاسة في عام 2015. وتصدرت وعوده بإغلاق الحدود وتنفيذ "أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا" أولويات أجندته التي تضمنت وعد بخفض مستويات الهجرة وتقليل عدد المهاجرين غير الشرعيين قائلا: "سأعيدهم إلى بلدانهم التي ينتمون إليها".
وتقدم ولاية ترامب الأولى لمحة عن سياساته المتوقعة في الولاية الثانية المحتملة، حيث تعهد بإغلاق الحدود من خلال استكمال بناء جدار المكسيك وزيادة قدرات قوات إنفاذ القانون، كما وعد بأكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين في تاريخ الولايات المتحدة.
وكشفت مصادر مقربة من حملة ترامب مؤخرا لشبكة "ان بي سي" أن فريقه يفكر في وقف التمويل الفيدرالي للشرطة في الولايات والمدن الديمقراطية التي من المحتمل ان ترفض المشاركة في عمليات الترحيل الجماعي التي وعد ترامب بشنها حال فوزه في نوفمبر ومن المحتمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى تحديات قانونية، كما فعلت سياسة مماثلة في إدارة ترامب الأولى.
كما حذرت المصادر من أنه لا توجد خطط محددة حتى يعلنها ترامب بنفسه. وفيما لم تستجب حملة ترامب لطلبات التعليق، زعمت المصادر الثلاثة القريبة من الحملة أن هذا التكتيك سيصمد أمام التحديات القانونية ويضغط على الولايات والمقاطعات والمدن الديمقراطية للمشاركة في عمليات الترحيل الجماعي.
وأشار رون فيتيللو، الذي كان القائم بأعمال مدير إدارة الهجرة والجمارك خلال فترة ولاية ترامب الأولى، إلى الإحباط العميق الذي شعر به مسؤولو الإدارة عندما منعت المعارك القضائية المطولة مع الولايات والمدن التي يسيطر عليها الديمقراطيون خطة ترامب في هذا الملف.
ووفقا للتقرير فإن ما يسمى بمدن "الملاذ الآمن"، مثل شيكاغو، والولايات مثل كاليفورنيا، ترفض حاليًا تنبيه إدارة الهجرة والجمارك عندما تواجه أو تعتقل مهاجرين غير شرعيين وعندما ينتهي المهاجرون غير الشرعيين من قضاء وقتهم في سجون الولاية أو السجون المحلية، يتم إطلاق سراحهم في المجتمع بدلاً من تسليمهم إلى إدارة الهجرة والجمارك.
وقال فيتييلو إن إدارة ترامب الثانية المحتملة ستقدم أيضًا تمويلًا إضافيًا لإدارات الشرطة المحلية والولائية التي تشارك في عمليات الترحيل الجماعي، واضاف: "أستطيع أن أرى، في ظل الإدارة، حافزًا. أو بعض الطرق لربط النفوذ لأولئك الذين لا يريدون الامتثال"
وبحسب بوليتكو، قد يستجيب بعض الناخبين لنهج ترامب الأكثر صرامة بعد ان تحول الأمريكيون بشكل كبير بشأن الهجرة في السنوات الأخيرة.
ترامب والاقتصاد.. طموحات قوية لخفض التضخم واستراتيجية خاصة للتعريفات الجمركية
ويسلط ترامب الضوء على التضخم كسبب رئيسي للناخبين لإعادة انتخابه والعودة من جديد إلى البيت الأبيض، قائلاً إنه سيخفض الأسعار على السلع اليومية، ويعزز الاقتصاد ويزيد من التصنيع في الولايات المتحدة.
تتضمن أجندته 47 تعهد بـ "إنهاء التضخم" وتحويل البلاد إلى "خفض الإنفاق الفيدرالي ، وزيادة إنتاج الطاقة والحد من الهجرة، هي عناصر أساسية في خطة ترامب لمعالجة التضخم وتحفيز النمو الاقتصادي، كما تعهد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 20 % على معظم الواردات - وحتى أكثر من ذلك على السلع القادمة من الصين.
ولكن هناك مخاوف من أن بعض هذه التعريفات الجمركية من شأنها في نهاية المطاف أن ترفع الأسعار للمستهلكين وتعوق النمو الاقتصادي. حيث يقترح بعض خبراء الاقتصاد أنها قد تتسبب في الركود. يقول محللو السوق إن التعريفات الجمركية على واردات النفط، على سبيل المثال، قد تعني ارتفاع أسعار الغاز.
وفيما يتعلق بملف الضرائب ، اقترح ترامب تخفيضات ضريبية ضخمة خلال الحملة الانتخابية، قائلاً إنه سيخفض الضرائب على العمال والشركات: أجور العمل الإضافي، ومزايا الضمان الاجتماعي، والإكراميات، والتصنيع المحلي والمزيد، وخلال خطابات الحملة ، اقترح إلغاء بعض هذه الضرائب حتى يتمكن من مساعدة "المواطنين الأكثر اجتهادا" بالإضافة إلى التعهد بجعل التخفيضات الضريبية من ولايته الأولى، والتي من المقرر أن تنتهي في نهاية عام 2025، دائمة، يدفع ترامب من أجل تخفيضات أخرى، مثل إلغاء الحد الأقصى للخصومات الفيدرالية التي يمكن لدافعي الضرائب المطالبة بها من الضرائب المحلية والولائية التي دفعوها (وهو الحد الأقصى الذي تم سنه أثناء إدارته).
وتقدر تكلفة المقترحات الضريبية الجديدة بتريليونات الدولارات، بالإضافة إلى 4.6 تريليون دولار التي ستأتي من تجديد التخفيضات السابقة - وهي الأرقام التي تركت بعض الجمهوريين قلقين بشأن كيفية دفع الكونجرس للمقترحات. وقد اعترف بعض المشرعين الجمهوريين بأن بعض وعود ترامب الضريبية التي قطعها على درب الحملة لا يمكن تحقيقها.