يعد هوارد كارتر واحد من أهم علماء الآثار البريطانيين المهتمين بعلم المصريات، فقد قدم واحدة من أغنى وأشهر المساهمات في علم المصريات، حيث اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون سليمة إلى حد كبير، وذلك في مثل هذا اليوم 4 نوفمبر عام 1922.
في سن السابعة عشر، انضم كارتر إلى المسح الأثري الذي ترعاه بريطانيا في مصر، وقد رسم رسومات للمنحوتات والنقوش في معبد الملكة حتشبسوت المدرج في طيبة القديمة، ثم شغل بعد ذلك منصب المفتش العام لدائرة الآثار المصرية، وفي أثناء إشرافه على أعمال التنقيب في وادي مقابر الملوك وفي عام 1902 اكتشف مقابر حتشبسوت وتحتمس الرابع.
حوالي عام 1907 بدأ ارتباطه بإيرل كارنارفون الخامس، وهو جامع للآثار كان قد سعى إلى الاستعانة بكارتر للإشراف على أعمال التنقيب في الوادي، في 4 نوفمبر 1922، وجد كارتر أول علامة على ما ثبت أنه قبر توت عنخ آمون، ولكن لم يتم الوصول إلى باب مغلق ثانٍ خلفه الكنوز إلا في 26 نوفمبر، التقطت مذكرات كارتر الدراما في تلك اللحظة، بعد عمل ثقب صغير في المدخل، نظر كارتر إلى القبر وهو يحمل شمعة في يده، وقال وقتها: "لقد مر بعض الوقت قبل أن يتمكن المرء من الرؤية، حيث تسبب الهواء الساخن المتسرب في وميض الشمعة، ولكن بمجرد أن اعتادت عيناك على وميض الضوء، بدأ الجزء الداخلي من الغرفة يلوح أمامك تدريجيًا، مع مزيجه الغريب والعجيب من الأشياء غير العادية والجميلة المتراكمة فوق بعضها البعض".
وعلى مدى السنوات العشر التالية أشرف كارتر على إزالة محتوياته، والتي توجد أغلبها في المتحف المصري بالقاهرة، ونشر كتابي "ثوتموسيس الرابع" في عام 1904، و"مقبرة توت عنخ آمون 33-1923"، وذلك بالاشتراك مع بي إي نيوبيري، و اي سي مايس على التوالي، ويمكن العثور على وصف لحفريات توت عنخ آمون في كتاب "CW Ceram's Gods, Graves & Scholars" الطبعة الثانية المنقحة والموسعة والتي نشرت في عام 1994.