حسن يوسف وشمس البارودى أجمل قصة حب في السينما والحياة.. صور

الإثنين، 04 نوفمبر 2024 04:19 م

شمس البارودي لى وحسن يوسف

كتبت زينب عبداللاه

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جمعتهما شاشة السينما كحبيبين في الكثير من الروايات والأفلام الرومانسية، ولكن قصة حبهما في الواقع كانت أكبر وأعمق وأوقع، كانت حياة وعالم يعيش فيه كل منهما للآخر، عاشا معًا أحلامًا وواجها معًا أزمات وتخطيا فيها محنًا وظروفًا وكل منهما ممسك بيد الآخر مستندًا عليه، توحدا وكأنهما شخص واحد ولم يفرقهما سوى الموت، موت الفنان الكبير حسن يوسف الذى رحل منذ أيام تاركًا حب عمره الفنانة المعتزلة شمس البارودى تعيش على ذكرى هذا الحب الذى بدأ مع بداية السبعينيات واستمر لأكثر من 50 عامًا مرا خلالها بالكثير من الأحداث وظل هذا الحب صامدًا يزداد يومًا بعد يوم ولا يفنى بالموت.

وفى حوار سابق لـ"اليوم السابع" قال الفنان حسن يوسف إن علاقته بزوجته شمس البارودى بدأت بخناقة عندما كانا يشتركان لأول مرة معًا فى بطولة أحد الأفلام فتأخرت شمس عن التصوير، واتصل بها كونه بطل العمل ليسألها "اتأخرتى ليه يا شمس"، فانفعلت عليه قائلة: "مين حضرتك، وأنت مالك أنا اللى يكلمنى ويسألنى المخرج أو المنتج"، ولم تذهب شمس البارودى للتصوير ولم تكمل الفيلم، ليلتقيا للمرة الثانية فى فيلم "حكاية 3 بنات"، وبعده فيلم "رحلة حب" الذى تم تصوير مشاهده فى سوريا، حيث تعيش عائلة شمس البارودى.

وعن بداية مشاعر الحب بينهما قال الفنان الراحل: "خلال تصويرنا فيلم رحلة حب فى بلدها سوريا، كنت أراقبها فوجدتها مختلفة عن غيرها شكلاً وموضوعًا، وبدأت مشاعر الحب بيننا وعندما نزلنا مصر ذهبت إلى فيلا والدها وطلبت يدها منه وتزوجنا فى 8 فبراير 1972، وأصبحت شمس حب العمر وخير زوجة، وبعد الزواج اتفقنا ألا تمثل أمام أى بطل غيرى واشتغلنا معا عددًا كبيرًا من الأفلام، وأنجبنا أبناءنا الأربعة ناريمان وعمر ومحمود وعبد الله".

وعن تفاصيل اعتزال شمس التى غيرت مسار حياة العائلة قال حسن يوسف فى حواره لـ"اليوم السابع": كنت أنا وشمس نستعد لتصوير فيلم جديد من إنتاجى دفعت فيه دم قلبى، واشتريت رواية "غرام صاحبة السمو" من الأديب موسى صبرى، وسافرنا لشراء الملابس من أرقى بيوت الأزياء فى فرنسا حتى تتناسب مع شخصية الأميرة التى ستجسدها شمس فى الفيلم، ودفعت فى الملابس وقتها أكثر من 40 ألف دولار، وبعدها سافرت شمس لأداء العمرة مع والدها، وأثناء العمرة قررت شمس اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وبعد عودتها قالت: لن أمثل ومش هاعمل الدور ومش عاوزة اشتغل، فاعتقدت أن هذا من تأثير العمرة وسترجع فى قرارها، وتحدث معها المخرج حلمى رفلة الذى كان بمثابة الأب الروحى لها وكان يرى أننى وشمس نشبه دويتو محمد فوزى ومديحة يسرى، ولم تتراجع شمس عن قرارها، ورفضت الاستعانة بأى بطلة غيرها، لأنى اشتريت الرواية علشانها، واحترمت قرارها.

واجهت شمس البارودى وحسن يوسف هجومًا شديدًا بعد قرار اعتزالها وتوقف الزوج لفترة عن التمثيل، وعن الهجوم الذى تعرض له هو وزوجته شمس البارودى قال الفنان الراحل: "تحملنا معًا ولم نرد على الهجوم الذى استهدفنا ولا زال يستهدفنا، بالتشكيك فى نوايانا، ودائما نستعين بقول الله: إن الله يدافع عن الذين آمنوا".

عاش حسن يوسف طوال حياته وفياً مخلصًا محبًا لزوجته شمس البارودى يراها حسنة الدنيا وجنة الله على الأرض وكرست شمس حياتها وكل وقتها للعبادة ولأسرتها وزوجها وأبنائها تهتم بكل تفاصيلهم وتغمرهم بحبها ومشاعرها، وخاصة زوجها الحبيب حسن يوسف، وتحرص على التجمعات العائلية لأسرتها وأسرة زوجها، واجتازا معًا الكثير من الأزمات والمحن حتى صدمتهما وفاة عبد الله أصغر أبنائهما غرقًا العام الماضى في الساحل الشمالى، فتبدلت أحوال الأسرة وحاولت شمس رغم صدمتها وحزنها أن تخفف عن زوجها الذى لم يحتمل قلبه صدمة فراق ابنه واعتزل التمثيل وعاش للعبادة ولأسرته، وبعد أن ساءت حالته الصحية حولت شمس البارودى غرفته إلى غرفة رعاية مركزة وسهرت على راحته وخدمته حتى ورفضت أن يفارقها لحظة، حتى صعدت روحها إلى جوارها وفى حضنها وكنفها.

وعبرت الزوجة المحبة عن مشاعرها نحو زوجها بعد رحيله قائلة: "أحمد الله وأشكره وأرضي بقضائه سبحانه، وعزائى أنها دنيا فانية سنتركها حتما كل فى ميعاده، وحياتنا الحقيقية هناك ولقاؤنا بالأحبه بإذن الله تعالى في جنات النعيم".

وأضافت: "حقا الفراق صعب بعد 52 عامًا عشرة لرجل محب حنون طيب كريم زوج وحبيب وعاشق يحتويني وعمرى 26 عاما وهو 38 أنضج منى عقلا وخبره فيغرقنى بحبه وعطائه واهتمامه بأدق التفاصيل التى تسعدنى فيقدمها لى فاستغنى عن الدنيا به".

وتابعت: "فالحياة في كنفه أمن وأمان وكأن الله وضعه في حياتى ليغير مجراها تماما حبيبي يا حسن أنت معى في كل سكنات حياتنا لم ولن تفارقنى يا حبيبي وكما وعدتنى في آخر حديث لنا ممسك بيدى تضمها لصدرك وأنت علي فراش مرضك تطمني سنلتقي يا حبيبتي بإذن الله بركب التائبين العابدين المتيمين بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فى مستقر رحمته وبصدقك لم تخلف معى وعداً أبداً، وأحيا منتظره لقائى بك وبكل الأحبة في مستقر رحمة الله وكرمه سبحانه ففراقك ليس وداعاً ياحبيبي بل وعد بلقاء المحب لحبيبه حمدا لله".