تتأثر دول أمريكا اللاتينية بشكل واضح بنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، فى الوقت الذى تواجه المنطقة تحديات مثل الحد من عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والتخفيف من آثار تغير المناخ، حيث ستكون الحكومة الأمريكية، لها تأثير على تلك القضايا، فماذا سيكون السيناريو لو فاز دونالد ترامب، وماذا لو فازت كامالا هاريس؟.
وتؤثر الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة بشكل كبير على أمريكا اللاتينية، خاصة الهجرة والعلاقات الاقتصادية والاستقرار والبيئة حيث أنها بعض النقاط التى يتم التركيز عليها.
أعرب رئيس الأرجنتين خافيير مايلى، المعروف بترامب الأرجنتين، عن تأكيده بأن الرئيس السابق والمرشح الجمهورى، دونالد ترامب، هو من سيفوز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، ويريد أن تصبح الأرجنتين المتحدث بأسم أمريكا اللاتينية أمام الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشارت صحيفة البيريوديكو الإسبانية، إلى أن مايلى وصف ترامب بأنه رجل عظيم، وأنه سيفوز فى الانتخابات الأمريكية.
وكان مايلى، أثار الجدل الأسبوع الماضى بعد أن أقال وزيرة خارجيته ديانا موندينو بعد تصويتها فى الأمم المتحدة ضد الحظر الأمريكى المفروض على كوبا، وذكر المتحدث باسم الرئاسة الأرجنتينية مانويل أدرونى فى منشور على منصة "X" أن وزير الخارجية الجديد لجمهورية الأرجنتين هو خيراردو فيرثين، السفير السابق لدى الولايات المتحدة"، وذلك بعيد تبنى الأمم المتحدة قرارا ضد الحظر الأمريكى المفروض على كوبا بغالبية ساحقة بلغت 187 صوتا مقابل صوتين (الولايات المتحدة وإسرائيل) وامتناع مولدافيا عن التصويت، وتصويت الأرجنتين ضد الحظر.
وخيراردو فيرثين، هو رجل أعمال أرجنتينى ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وترأس اللجنة الأولمبية الأرجنتينية بين عامى 2009 و2021، قبل أن يعينه ميلى سفيرا للأرجنتين لدى الولايات المتحدة.
وكان مايلى التقى بترامب فى فبراير الماضى، وقال له "فى المرة القاجمة التى أراك فيها ستكون رئيسا، وذلك خلال الاجتماع السنوى لمؤتمر العمل السياسى بأمريكا.
كما قال مايلى لترامب "سيدى الرئيس.. سعيد بلقائك.. شرف عظيم لي.. أنت تقوم بعمل عظيم وآمل أن تفوز، وأن أراك رئيسا مرة أخرى".
فيما اعتبر الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات بين المرشحين للرئاسة الأمريكية، كامالا هاريس ودونالد ترامب، فإنه ينبغى على الحكومة الأمريكية إلا تسمح لنفسها بالانجراف وراء سياسات "التطرف الفاشلة"، للمعارضة فى الدولة الكاريبية، قائلا أن مصيرنا لا يعتمد على الولايات المتحدة.
التجارة والعلاقات الاقتصادية
قال ماتياس لوبيز، الخبير والأكاديمى فى كلية العلوم السياسية بجامعة دييجو بورتاليس فى تشيلى،: "تقليديا، لم يكن لليبرالية الحكومات الجمهورية، فى مقابل الحمائية للديمقراطيين، تأثير سلبى فى أمريكا اللاتينية"، مضيفا " ترامب مؤيد للمهاجرين والحمائيين، ويقول إنه سيفرض تعريفات جمركية على الواردات، تحت شعار "أمريكا أولا"، ويشير إلى أنه علاوة على ذلك، قد تكون هناك حكومة غير مستقرة ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، وهو ما "يضر دائما بقطاع الأعمال".
أما لياندرو مورجنفيلد، المتخصص فى التاريخ الاقتصادى بجامعة بوينس آيريس فقال: "فى عام 2025، ستكون هناك إعادة تفاوض بشأن اتفاقية الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا، وإذا فاز، فسيحاول ترامب تشديد التنازلات التى حققها عند إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية" مع المكسيك وكندا، آيريس، وهو يعتقد أن ترامب سيشجع على "تركيز أكبر ونقل الإنتاج على الأراضى الأمريكية، وهو أمر فشل فى القيام به من قبل".
وأضاف "إذا كانت الفائزة هى كامالا هاريس، "فنظرًا لفشل الاتفاقيات التى شجعها باراك أوباما بسبب المقاومة الداخلية فى الولايات المتحدة، لا أعتقد أنه سيكون هناك تقدم، فنحن نعيش فى عالم متزايد التدخل، مع مناطق اقتصادية أكثر حماية، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الداعمة للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية".
الهجرة
وقالت ريناتا سيجورا، مديرة شؤون أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى فى المعهد: "إذا فاز ترامب، فسنشهد المزيد من الإجراءات الراديكالية، واستخدام حق النقض ضد دخول بعض المهاجرين، كما حدث فى إدارته الأولى، وقد وعد ترامب بسلسلة من عمليات الترحيل الجماعي".
وأوضحت أن ترامب يمكنه أيضًا إيقاف عمليات التقنين التى بدأها الرئيس السابق جو بايدن ويمكنه التعاون مع حكومة بنما الجديدة لوقف الهجرة عبر نهر دارين، وإذا فازت كامالا هاريس بهذه الانتخابات، تقول ريناتا سيجورا: "لا أعتقد أننا سنشهد تغييرًا جوهريًا للغاية فى سياسة الهجرة عما رأيناه خلال إدارة بايدن"، ولن تكون هناك إجراءات صارمة وستحاول هاريس، مواصلة إضفاء الشرعية على "الحالمين"، وهو أمر لن يكون ترامب مهتمًا بفعله.
مكافحة تهريب المخدرات والأمن والصحة
وأضافت ريناتا سيجورا: "بغض النظر عن الفائز، فإن إدارة كلوديا شينباوم المكسيكية ستتلقى الكثير من الضغوط لمحاولة وقف فساد المسؤولين رفيعى المستوى والسيطرة على تدفق المخدرات من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وفيما يتعلق بالأمن، "من المتوقع أن تكون سياسة هاريس مشابهة جدًا لسياسة أوباما.
الاستقرار السياسى والديمقراطية
كما يرى الخبراء أنه من الواضح تمامًا أن انتخاب ترامب يمثل خطرًا كبيرًا على الاستقرار الديمقراطى، ليس فقط فى الولايات المتحدة، بل فى المنطقة أيضًا، لأنه يدعى أنه زعيم استبدادى، ومتحالف مع زعماء استبداديين خارج الولايات المتحدة، وقالت ريناتا سيجورا "لم يُظهر ترامب أى اهتمام تقريبًا بتعزيز الديمقراطية أو التدخل فى الأزمات الدبلوماسية"، وتتوقع أنه مع وجود ترامب سيكون هناك "انسحاب أكبر للولايات المتحدة من المجالات السياسية" الديمقراطيات فى أمريكا اللاتينية، موضحة أنه على الرغم من أن بايدن حاول ملئها مرة أخرى، إلا أن الصين وروسيا بدأتا فى احتلال تلك المساحات.
مكافحة تغير المناخ
وفيما يتعلق بالتدابير الرامية إلى وقف تغير المناخ، أو التخفيف من عواقبه، قال الخبير، ماتياس لوبيز: "إن ترامب ينكر تغير المناخ بكل ما يمثله"، على الرغم من أن كامالا هاريس ليست ضد التكسير الهيدروليكى أو التكسير الهيدروليكى لاستخراج الغاز أيضًا.
وقالت ريناتا سيجورا: "لقد أعربت هاريس عن حاجة المنطقة بأكملها إلى مكافحة تغير المناخ، وإلى الدفاع عن غابات الأمازون المطيرة. سيكون هناك فرق جذرى بين هاريس، التى تجعل تغير المناخ جزءًا أساسيًا من حملتها الانتخابية". وترامب الذى ينفى تغير المناخ.