حجب مزارعو الكاكاو فى غانا إنتاجهم عن التداول فى الأسواق المحلية، ترقباً لحدوث زيادات سعرية متوقعة ألمح إليها مسؤول بارز، ما أثار مخاوف بشأن احتمالات تأثر حجم المعروض من تلك الحبوب فى الأسواق العالمية، خصوصاً أن غانا هى ثانى أكبر دولة منتجة للكاكاو عالمياً، ما قد يهدد صناعة وأسعار الشيكولاتة حول العالم.
ويتصدر البلدان ساحل العاج و غانا دول العالم في إنتاج تلك الحبة السحرية، التي تعتمد عليها كبرى المصانع والشركات العالمية المتخصصة في إنتاج الشيكولاتة والكاكاو، وتستحوذان سوياً على 40 في المائة من صادرات الكاكاو عالمياً.
وارتبطت عمليات اكتناز المزارعين في غانا لإنتاجهم من تلك الحبة السحرية، التي يعتمد عليها كثيرون من سكان البلاد في معيشتهم وقوت يومهم، ببيان رسمي حول رفع أسعار الكاكاو، أصدره أخيراً نائب الرئيس الغاني، محمدو باوميا، والمرشح في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل.
وقالت منصة "بيزنيس أفريقيا" إن احتمالية رفع أسعار الكاكاو في غانا تعتمد على عاملين؛ أولاهما، وجود فروق جوهرية في أسعار حبوب الكاكاو ما بين سوقي الدولتين الجارتين في غرب أفريقيا، غانا وساحل العاج ، اللتين تتصدران قائمة صادرات الكاكاو عالمياً، والآخر استمرار الانخفاض في قيمة العملة المحلية الـ"سيدي" الغانية، الذي يتسبب في تآكل مكاسب المزارعين.
وأشارت الصحيفة إلى حجب المزارعين لإنتاجهم ربما يؤثر على حجم الإمدادات المتاحة في الأسواق العالمية، خاصة و أن غانا تعد ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم بإنتاج 1.1 مليون طن في عام 2022، وتأتي بعد ساحل العاج المتصدرة للقائمة بإنتاج 2.2 مليون طن، بما يعادل ثلث الإنتاج العالمي، الذي بلغ نحو 6.5 مليون طن، في العام نفسه.
وفي تقرير لها لاستعراض حالات الاكتناز في سوق الكاكاو الغاني، نقلت الصحيفة عن أحد مزارعي الكاكاو في غانا قوله "لدي أكثر من 300 عبوة، لكني لن أبيعها (الآن)، سوف أبيعها فقط بعد أعياد الميلاد. نود أن ما إذا كانوا سيرفعون الأسعار حسبما صرحوا بذلك."
وتعمل البلدان في الوقت الراهن على توقيع اتفاقية تعاون تتعلق بالإنتاج، والبحوث، وسياسات البيع، للعمل على رفع أسعار الكاكاو من أجل تحسين مستوى معيشة المزارعين في أفريقيا.
ولدى حدوث أي زيادة سعرية لحبوب الكاكاو في ساحل العاج ، فإنه من الطبيعي أن ينتقل صداها على الفور إلى غانا والعكس صحيح، لذا فإن أي فروقات سعرية بين السوقين تشجع عمليات تهريب حبوب الكاكاو من إحداهما إلى الأخرى.
ويعود ذلك إلى سعي المزارعين في كلا الدولتين إلي انتهاز فرصة الحصول على أسعار أعلى لمنتجاتهم في الدولة الأخرى، وهو ما يصيب أسواق الكاكاو، والاقتصاد بوجه عام، في كلتا الدولتين بالارتباك والاضطراب.
وكشف نائب الرئيس الغاني، إن بلاده ستلجأ إلى رفع الأسعار فقط في حالة وجود "فروق جوهرية" لأسعار المنتج بين الدولتين، قائلاً "عندما لا يكون هناك فرق جوهري لن نجري تعديلاً في السعر."
على صعيد الأوضاع المعيشية للمزارعين، رأى رئيس مجلس إدارة "مجلس الكاكاو الغاني"، جوزيف أيدو، أن هناك إمكانية لحدوث زيادة سعرية للكاكاو إذا استمرت عمليات تخفيض قيمة العملة المحلية ال"سيدي"، الأمر الذي يقلص من مكاسب المزارعين.