شهد موسم انتخابات أمريكا 2024 عنف سياسيا ربما غير مسبوق فى التاريخ الأمريكى الحديث بمحاولتى اغتيال للمرشح الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب، ناهيك عن تصاعد خطاب التهديدات من المتشددين من كلا الجانبين الديمقراطى والجمهورى.
وبعيدا عن هاتين المحاولتين، فإن العنف السياسى أصبح مبعث قلق كبير للأمريكيين سواء على المستوى الشعبى أو بين المسئولين، لاسيما بعد أحداث اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021، والتى كانت مرتبطة بنتيجة انتخابات الرئاسة فى العام السابق.
ومع تصعيد ترامب من حدة خطابه فى الحملة الانتخابية هذا العام، وتلميحه مرارا إلى إمكانية تزوير الانتخابات، وقوله صراحة أنه لا سبيل لخسارته إلا بالغش، تزداد المخاوف من أن الأيام التالية للخامس من نوفمبر ومع إعلان نتيجة الانتخابات قد تشهد حوادث عنف جديدة، خاصة إذا خسر ترامب.
فى السطور التالية نستعرض أبرز حوادث العنف السياسى فى الولايات المتحدة فى تاريخها الحديث، وفقا لما نشرته مجلتا بولتيكو وتايم الأمريكتين.
تقول مجلة بولتيكو إنه على الرغم من أن ترامب تعرض أول محاولة لإطلاق النار على رئيس أمريكي -حالي أو سابق- منذ نجاة رونالد ريجان من رصاصة في عام 1981، إلا أن اسم ترامب أصبح الآن على رأس قائمة مروعة من القادة البارزين الذين تعرضوا للعنف في السنوات الأخيرة.
الاعتداء على زوج نانسى بيلوسى
تشمل هذه القائمة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، التي تعرض زوجها بول للضرب في منزلهما في سان فرانسيسكو على يد مهاجم كان يبحث عنها. وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز (الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس)، الذي كاد أن يُقتل برصاص أحد المهاجمين خلال إطلاق نار جماعي عام 2017 على فريق البيسبول التابع للحزب الجمهوري في الكونجرس خارج واشنطن.
إطلاق النار على قاضى المحكمة العليا الأمريكية
ومن بين هذه القائمة أيضا قاضي المحكمة العليا بريت كافانو، الذي زُعم أنه تم استهدافه بالاغتيال على يد رجل وصل إلى مسافة أقدام من منزل القاضي المحافظ في ماريلاند في منتصف الليل.
إطلاق النار على نائبة الكونجرس جابى جيفوردز عام 2011
تعرضت جيفوردز لمحاولة اغتيال فى مدينة توكسون عام 2011، أصيبت على إثرها بطلق نارى فى الرأس، عندما أطلق مسلح النار عليها ومعها 18 آخرين، مما أسفر عن مقتل ستة فى هجوم على مرأب متجر بقالة حيث كانت تجرى النائبة اجتماعا غير رسمي مع ناخبيها. وكان من بين القتلى مساعد جيفوردز جابى زيمرمان، الذى يظل الوحيد من بين العاملين فى الكونجرس الذى قتل اثناء خدمته. ومنذ محاولة الاغتيال، أسست جيفوردز منظمة تدعو للحد من انتشار الاسلحة.
إطلاق النار على عضو الكونجرس الجمهورى ستيف سكاليز عام 2017
تعرض سكاليز، زعيم الأغلبية بمجلس النواب عام 2017، لإطلاق نار استهدف عدد من أعضاء فريق البسيبول الجمهورى بالكونجرس فى ملعب بولاية فرجينيا. تم نقل خمسة مصابين للمستشفى بينهما اثنين من فريق عمل سكاليز بالكابيتول.
اخترقت الرصاصة سكاليز في فخذه الأيسر، مما أدى إلى إتلاف الأعضاء وكسر العظام أثناء تحركها عبر جسده. في أعقاب ذلك، ظل في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام.
كان المسلح، جيمس هودجكينسون من إلينوي، منتقدًا معروفًا لترامب. توفي متأثرًا بجراحه التي أصيب بها أثناء تبادل إطلاق النار مع رجال إنفاذ القانون.
استهداف حاكمة ميتشجان الديمقراطية جرتشين ويتمر بمحاولة خطف فاشلة عام 2020
في أكتوبر 2020، كشفت السلطات الفيدرالية وسلطات ولاية ميتشيجات عن مخطط متقن لاختطاف الحاكمة جريتشن ويتمر. وقد أدى ذلك إلى اعتقال 13 شخصًا مرتبطين بمنظمة يمينية تسمىWolverine Watchmen
وأصبح مكتب التحقيقات الفيدرالي على علم بالنشاط المريب للمنظمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتم إحباط المؤامرة من خلال "مصادر سرية وعملاء سريين وتسجيلات سرية"، وفقًا لوزارة العدل. لقد قاموا بإخفاء مراقبة Wolverine Watchmen لمنزل الحاكم وتفجيرهم لجهاز متفجر مرتجل.
اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكى فى 6 يناير 2021
تصف مجلة تايم الحدث بأنه أبرز أعمال العنف السياسى فى الولايات المتحدة خلال العقد الماضى، حيث قام أنصار ترامب بالتسلل لمبنى الكابيتول احتجاجا على التصديق على فوز بايدن فى انتخابات 2020.
كان أغلب المشاركين فى الاقتحام من الحاضرين لتجمع عقده ترامب تحت شعار "أوقفوا السرقة"، وكانوا مسلحين برذاذ الفلفل وأعمدة الأعلام المعدنية ومضارب البيسبول وبنادق صاعقة. وحطن نوافذ المبنى للدخول وتجولوا فى قاعات الكابيتول وفتشوا المكاتب.
ووفقا لتقرير صدر لاحقا من مجلس الشيوخ، قُتل سبعة أشخاص على الاقل فى هجوم 6 يناير، وأصيب ما لا يقل عن 140. وفى يناير 2024، صرح مكتب المدعى العام لمقاطعة كولومبيا أن أكثر من 1265 متهم وجهت إليهم اتهامات فى كل الولايات الخمسين تقريبا وفى واشنطن على صلة بالأحداث.
محاولة اغتيال ترامب الأولى فى 13 يوليو 2024
نجا ترامب من إطلاق نار عليه أثناء إلقائه خطابا فى تجمع انتخابى بالقرب من بتلر فى ولاية بنسلفانيا، وأصيب فى أذنه اليمنى. أطلق المسلح، وهو شاب عمره 20 عاما فقط يدعى توماس ماثيو كروكس، النار من بندقية طراز إيه أر 15 من فوق سطح مبنى مجاور. وقتل فى هذا الحادث شخص وأصيب آخر إصابة خطيرة. وتمكنت عناصر الخدمة السرية من قتل المسلح.
مخطط آخر لاغتيال ترامب فى 15 سبتمبر 2024
حيث أطلقت الشرطة القبض على مشتبه به يدعى رايان ويسلى روث عمره 58 عاما كان يحمل بندقية فى محيط مقر إقامة ترامب بينما كان الأخير يلعب الجولف. وأشارت السلطات لاحقا إلى أن ترامب لم يكن فى مرمى المسلح، ولم يتم إطلاق النار عليه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة