مع انطلاق الانتخابات الأمريكية 2024، ينتظر العالم بفارغ الصبر معرفة من سيصل إلى البيت الأبيض من المرشحين الرئاسيين؛ الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهورى دونالد ترامب. وعلى رأس تلك الدول، الصين، وروسيا.
حرب باردة
لطالما اتسمت العلاقات بين أول وثانى أكبر اقتصادين فى العالم بالتوتر، إذ توصف بأنها أقرب إلى الحرب الباردة. وبالطبع تهم الانتخابات الأمريكية بكين هذا الموسم ربما أكثر من أى عاصمة أخرى. وليس من الواضح من تريد الصين أن يفوز فى الانتخابات، وفقا لبحث لجامعة كينجز كولدج لندن.
قد يقول كثيرون فى الصين أن هذه الانتخابات شأن داخلى للولايات المتحدة. ومع ذلك، إذا سأل المرء صناع الاستراتيجية الصينيين عن مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية، فمن المحتمل أن يجيبوا بأن المستقبل هنا بالفعل. وبالنسبة لهم، لن يحدث فرقا كبيرا من يفوز أو يخسر، لأنه فى كل الأحوال ستظل الصين تُرى باعتبارها التهديد الرئيسى لمصالح الولايات المتحدة.
حتى الأيام الأولى لإدارة ترامب، كانت الصين تفضل الديمقراطيين فى البيت الأبيض. بالفعل عملت إدارة ترامب كمحفز لوجهات نظر واشنطن العاصمة بشأن الصين، مما أدى إلى إجماع ثنائى الحزبية حول سياسة أمريكية أكثر حزما تجاه الصين. وقد أدى هذا إلى قدر كبير من الاستمرارية بين إدارة ترامب وإدارتى بايدن.
وإذا فرض ترامب تعريفات تجارية على الصين مثلما تعهد، فقد طورت إدارة بايدن والكونجرس سلسلة من الأدوات المتطورة ضد الصين، لحماية التجارة الأمريكية، وهو النهج الذى يعرف بالحمائية.
ولكن هل يختلف موقف كامالا هاريس بشأن الصين بشكل كبير عن نهج ترامب أو بايدن؟. يقول البحث أن المرشحة الديمقراطية كانت أكثر حذرا بشأن ذلك، وكانت تصريحاتها بشأن الصين متوافقة مع تصريحات الإدارات الديمقراطية السابقة - عندما أشارت إلى أن حماية المصالح لا تعنى بالضرورة الانسحاب - ومع سياسة الغموض الاستراتيجى التى تنتهجها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.
تشاؤم روسي
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان " سواء كان ترامب أو هاريس، فإن التشاؤم يسود فى روسيا بشأن الفائز فى الانتخابات الأمريكية"، أن المسئولين الروس يشعرون بالإحباط تجاه عدم احترام الديمقراطيين لهم وما يصفوه بالخيانة من قبل دونالد ترامب الذى أشاد بالرئيس فلاديمير بوتين لكنه اتخذ قرارات اعتبرها الكرملين مفيدة لأوكرانيا.
وقالت الصحيفة، إن الكرملين ربما يفضل بهدوء أن يهزم ترامب نائبة الرئيس كامالا هاريس فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024. ولكن الآمال فى أن يتمكن أى من المرشحين من المساعدة فى جلب نهاية سريعة للحرب فى أوكرانيا منخفضة.
وأيًا كانت النتائج، فإن احتمال تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا يبدو أكثر بعدًا.
كتب دميترى أ. ميدفيديف، الرئيس ورئيس الوزراء السابق لروسيا والذى يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسى، الاثنين على تيليجرام "لن تغير الانتخابات أى شيء بالنسبة لروسيا لأن مواقف المرشحين تعكس تمامًا الإجماع الحزبى على الحاجة إلى هزيمة بلدنا".
وقالت الصحيفة أن هذا الشعور سائد فى روسيا التى تشعر بالازدراء والاستخفاف من قبل الإدارات الديمقراطية والخيانة من قبل ترامب الذى عكس حظر عهد أوباما على بيع الأسلحة المضادة للدبابات إلى أوكرانيا فى 2018.