تتجه أنظار العالم إلى الولايات المتحدة مع انطلاق انتخابات الرئاسة الأمريكية في ظل تقلبات عالمية وعدم استقرار في الشرق الأوسط، ومع الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكثر من عام الآن، وفتحها جبهات في أماكن متفرقة، يرى الإسرائيليون أن الفائز سيكون له تأثير مباشر على الأحداث.
وبالتزامن مع يوم التصويت في الانتخابات الأمريكية 2024، كشف استطلاع رأي أجراه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" ونشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الإسرائيليين يعتقدون أن فوز دونالد ترامب المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية سيكون الأفضل لمصالح إسرائيل.
اختار ما يقرب من 65% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، كرئيس للولايات المتحدة القادم، وفى المقابل قال 13% فقط إنهم يريدون رؤية المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس تفوز في الانتخابات، واعتبر حوالى 15% ممن شملهم الاستطلاع أنه لا يوجد فرق بالنسبة لإسرائيل بين المرشحين، بينما قال 7% إنهم لا يعرفون.
وكشف الاستطلاع أن 72% من اليهود في إسرائيل يرون أن فوز ترامب سيكون أكثر فائدة للمصالح الإسرائيلية، مقابل 11% فقط يفضلون فوز كامالا هاريس، أما بين عرب 1948، فقد رأى 46% منهم أنه لا فرق بين المرشحين، بينما فضل 27 % فوز ترامب و22.5 % فضلوا فوز هاريس.
وأظهرت النتائج أيضا تفاوتا فى المواقف بين التوجهات السياسية، حيث فضل 42% من ناخبي الأحزاب اليسارية فوز هاريس، مقابل 29% يدعمون فوز ترامب، في حين يفضل 52% من ناخبى أحزاب الوسط فوز ترامب، مقابل 14% لهاريس، ويصل التأييد لترامب بين ناخبي اليمين إلى 90%، مقابل 3% فقط يدعمون هاريس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أجرى ما بين 28 أكتوبر و3 نوفمبر، وشمل 750 مشاركا. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الناخبين الأمريكيين فى الأراضى المحتلة (سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين) يأملون فى أن يدفع الرئيس القادم للولايات المتحدة من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة ووضع حد للصراع الراهن.
وقالت الصحيفة إن عشرات الآلاف من المواطنين الأمريكيين في الأراضى المحتلة يعيشون على جانبي أحد أكثر الصراعات سخونة في العالم، حيث لا يشعر الفلسطينيون ولا الإسرائيليون بحماس كبير تجاه المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس.
وقالت الصحيفة إن الكثيرين في الضفة الغربية يشعرون بخيبة أمل شديدة إزاء نهج بايدن تجاه حرب إسرائيل في غزة، في حين أظهرت استطلاعات الرأي أن الإسرائيليين يدعمون إلى حد كبير الرئيس السابق دونالد ترامب، ويمتنون لدعمه شبه المطلق لدولة تواجه الآن عزلة دولية متزايدة، فى حين يشعر العديد من الفلسطينيين بالإحباط من دعم الرئيس بايدن لإسرائيل ولا يرون فرقًا كبيرًا بين المرشحين.. وتعكس إحباطاتهم السخط الأوسع نطاقًا بشأن الحرب في غزة عبر الطيف السياسي الأمريكي.
وتسببت الحرب في غزة في إرباك رئاسة بايدن وأحدثت صدعًا داخل حزبه وكشفت عن ضعف نفوذ أمريكا فى الشرق الأوسط رغم أن جميع مبعوثينه سافروا عدة مرات إلى جميع أنحاء المنطقة فى محاولة عبثية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتساءلت عن مدى نجاح خليفته في التأثير إيجابيًا على الصراع؟! مع الإشارة إلى حقيقة أن ترامب اتخذ مواقف قوية مؤيدة لإسرائيل خلال فترة ولايته، لكنه دعا إسرائيل أيضًا إلى إنهاء الحرب وكرر مرارا وتكرارا أنه يملك "الحل السحرى" للحروب حول العالم.
وأوضحت أن هاريس تمسكت في الغالب بآراء الرئيس بايدن من حيث دعم مزاعم إسرائيل في الدفاع عن النفس مع الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، كما أنها اتخذت نبرة أقوى بشأن معاناة الفلسطينيين، لكنها لم تشر إلى نهج مختلف بشكل ملحوظ إذا تم انتخابها.
الحروب في الشرق الأوسط -التي دعمت فيها الولايات المتحدة إسرائيل، بما في ذلك بشحنات الأسلحة- تخيم على الحملة الانتخابية وقد يؤدي هذا الدعم إلى قلب أنماط التصويت في الولايات المتأرجحة الرئيسية، حيث يشعر السكان بالغضب والإحباط من الحزب الديمقراطي غير أن الصحيفة لفتت إلى أن ملايين الأشخاص الذين يعيشون في إسرائيل والأراضي الفلسطينية هم الأكثر تأثرًا بسياسة الإدارة الأمريكية القادمة في الشرق الأوسط.