طغى فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب على غريمته الديمقراطية، كامالا هاريس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، على الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء. وتفاوتت ردود الأفعال ما بين مرحب ومتشائم.
الصحف الأمريكية
اعتبرت شبكة فوكس نيوز -التي تعرف بأنها منصة ترامب المفضلة - أن دونالد ترامب "طائر العنقاء يقوم من الرماد".
وقال المذيع بريت باير: "إنه أكبر طائر عنقاء سياسي يقوم من الرماد رأيناه في تاريخ السياسة".
وقال المعلق بن دومينيك: "هذه هي العودة السياسية الأكثر روعة التي شهدناها منذ عام 1968". وأضافت لورا إنجراهام: "لن تكون مجرد أعظم عودة سياسية على الإطلاق. بل ستكون أعظم عودة في التاريخ".
وقال شون هانيتي، الذي لم يظهر في ليالي انتخابات عام 2020، ليلة الثلاثاء: "بعد كل ما ألقوه على هذا الرجل، وبعد كل ما فعلوه لهذا الرجل، مع كل وسائل الإعلام التي لم تتحقق حتى من [هاريس] ومواقفها المتطرفة، ماذا سيقول هذا عن وسائل الإعلام التقليدية؟ لقد ماتت".
وقال جيسي واترز للمشاهدين إن فوز ترامب سيكون بمثابة "تفويض" لإدارة البلاد. وأضاف أن فوز ترامب سيكون بمثابة "رفض كامل لكل ما أخبرتنا به [وسائل الإعلام] عن دونالد ترامب".
ومن جانبها، احتفت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية بفوز ترامب، وقالت فى صفحتها الرئيسية: "لقد فعلها مجددا، ترامب يحقق عودة العصور بفوزه فى الانتخابات".
وبلهجة تعبر عن سعادة بما حققه ترامب، قالت نيويورك بوست: "أفسح مكانا يا جروفر كليفلاند، فى إشارة إلى الرئيس الأمريكى الوحيد الذى حكم لفترتين غير متتاليتين، لقد أصبح دونالد ترامب الثلاثاء ثانى شخص يفوز بفترة ثانية غير متعاقبة وأربع سنوات أخرى فى البيت الأبيض، مشيرة إلى أنه فاز بتحالف أنصار هو الأكثر تنوعا الذى يشهده الحزب الجمهورى منذ عقود وربما على الإطلاق.
ومع فوز الجمهوريين الواضح بمجلس الشيوخ، ووجود فرصة قوية لهم للاحتفاظ بأغلبيتهم البسيطة فى مجلس النواب، فإن ترامب أمامه آفاق هائلة ليحقق تعهده ببدء عصر ذهبى جديد.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ترامب ينبغى أن يستعد بفريق أقوى بكثير فى البيت الأبيض وحكومة أكثر قوة، مؤكدة أنه سيكون من الصعب للغاية أن تفاجئه.
وتوقعت الصحيفة أن يعود الديمقراطيون ومعظم وسائل الإعلام المعارضة لترامب إلى وضع المقاومة، لكنها رأت إن هذا الانتصار الكبير يضمن أن جهودهم لن تحظى بقدر كبير من الجاذبية. ولن يثينيه شيئا هذه المرة مثل فضيحة "روسيا جيت" الزائفة، وليس لديه أعداء سوى الملاحقات القضائية التي يمكنهم الاعتماد عليها.
وتوقعت الصحيفة أن تتجمد القضايا الفيدرالية فى أسوأ الأحوال بمجرد أدائه اليمين، وسيكون من المستحيل محاكمته قبل ذلك. كما أن قضية الانتخابات فى ولاية جورجيا فى مراحلها على الأخيرة وعلى وشك أن تموت.
وأشارت نيويورك بوست إلى أن ترامب، بمساعدة من تحول الديمقراطيين صوب اليسار المتشدد، قد أنشأ تحالفا جديدا من أنصار الجمهوريين حيث كان الناخبون اللاتينيون حاسمين للحزب الجمهورى، وابتعد السود بشكل كبير عن الديمقراطيين.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن ما فعله ترامب هو إنجاز بارز وعودة سياسية ستبقى لعصور، ويبقى السؤال الآن ما يتعلق بالكيفية التي سيستغل ترامب هذا لتحقيق إرث أكبر من الانقسام الذى شهدته السنوات الثمانية الماضية.
وتابعت الصحيفة، إن القول بأن الرئيس السابق كان صورة للصمود تعبر عن الفهم السياسى للقرن الحادى والعشرين. فقد تم استبعاده تقريبا من أي ترشيح بعد أحداث اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021، حتى من قبل الإعلام الأمريكي.
لكن الديمقراطيين ساعدوا فى إحيائه من خلال تحقيقهم الذى أجروه من جانب واحد واستخدامهم الحزبى للحرب القانوني. وربما كانت لائحة الاتهام الموجهة ضده فى قضية نيويورك المتعلقة بالتزوير هي التي حسمت طريق ترامب نحو الترشيح، والشجاعة التي أبداها أيضا بعد محاولة اغتياله الأولى كانت لحظة حاسمة فى الحملة الانتخابية.
ودعت وول ستريت ترامب إلى ضرورة أن يركز بعد إعلان فوزه التاريخي بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، على النمو الاقتصادي، مع الالتزام بسياسات تعزز الدخل وتخفض التضخم، لضمان إرث ناجح وتفادي مصير الفترات الرئاسية الثانية التي غالباً ما تفشل.
وأشارت إلى أن تفاقم التضخم وتراجع الأجور الحقيقية والسياسات الثقافية المثيرة للجدل والفوضى على الحدود الجنوبية، إلى جانب التراجع في الردع الأمريكي الخارجي، كانت من العوامل الرئيسية التي أضرت بالرئيس الحالي بايدن.
ورأت الصحيفة الأمريكية أنه رغم محاولات الديمقراطيين لتغيير المسار وإفساح المجال لـ "كامالا هاريس"، إلا أنها لم تنجح في إقناع الناخبين بأنها الخيار المناسب لمواجهة التحديات الجيوسياسية المتزايدة.
من جانبها، قالت وكالة أسوشيتدبرس إن ترامب تم انتخابه الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة فى عودة غير عادية لرئيس سابق رفض قبل أربع سنوات ان يعترف بهزيمته، وأثار تمردا عنيفا فى الكابيتول الأمريكي وتمت إدانته لارتكاب جريمة ونجا من محاولتى انتخاب.
وأشارت الوكالة إلى أن أحد أسباب انتخاب ترامب هو أنه مخاطبته للناخبين المحبطين من الاقتصاد فى ظل إدارة بايدن.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن فوز ترامب يتوج منافسة شديدة المخاطر ومليئة بالاضطراب ، بدء من قرار جو بايدن بالتخلى عن محاولة إعادة انتخابه مرورا بمحاولتين اغتيال تعرض لهم.
صحيفة نيويورك تايمز قالت إن فوز ترامب يبدأ عصر جديد من عدم اليقين للبلاد، مشيرا إلى أن ترامب لعب جيدا على المخاوف من المهاجرين والقلق المعلق بشأن الاقتصاد لهزيمة كامالا هاريس. وانتصر ترامب برغم إدانته جنائيا ولوائح الاتهام التي يواجهها ومحاولة اغتيال واتهامات بالاستبداد.
ورأت الصحيفة أن هزيمة هاريس تمثل المرة الثانية خلال ثمان سنوات التي تخفق فيها امرأة تصريح مرشحة للحزب الديمقراطى فى تحقيق انتصار يحطم الحواجز.
ووصفت شبكة سى إن إن الأمريكية فوز ترامب بلحظة ذات عواقب تاريخية للديمقراطية الأمريكية، كما أشارت إلى أن انتخابه يمثل موقف قانونى غير مسبوق حيث من المقرر أن يواجه الرئيس المنتخب حكما من محكمة جنائية فى نيويورك فى وقت لاحق هذا الشهر بعد إدانته بارتكاب 34 جريمة تزوير وسائق تجارية فى وقت سابق هذا العام.
الصحف البريطانية
ألقت صحيفة تليجراف البريطانية الضوء تحت عنوان " تحول الوعد والإثارة إلى قلق وخوف في حفل متابعة كامالا هاريس للانتخابات"، على الساعات الأخيرة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 بين صفوف حملة كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية.
واعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن المشهد في جامعة هوارد يذكرنا بخسارة هيلاري كلينتون في عام 2016 لاسيما بعدما بدا أن الولايات المتحدة على استعداد لإعادة ترامب إلى السلطة.
وفي النهاية، لم تصعد كامالا هاريس على المسرح في حفل مراقبة ليلة الانتخابات في حرم جامعة هوارد في واشنطن العاصمة. وبينما بدا الأمريكيون على استعداد لإعادة دونالد ترامب إلى السلطة، كان رئيس حملتها المشارك، سيدريك ريتشموند، هو من ظهر بدلاً منها.
وحاول أن يبث نغمة من التفاؤل – إذ كان هناك أصوات يجب فرزها. لكن المشهد كان يذكرنا بخسارة هيلاري كلينتون في عام 2016، عندما خرج رئيس حملتها، وليس المرشحة، لمخاطبة مؤيديها في ليلة الانتخابات - النساء والفتيات اللائي ينتظرن نتيجة يأمل الكثيرون أن تحطم أخيرًا "السقف الزجاجي الأعلى والأكثر صلابة ". وبعد ثماني سنوات، ما زلن ينتظرن.
وأخبر ريتشموند حشدًا متفرقًا أنهم لن يسمعوا من نائبة الرئيس ليلة الانتخابات بعد كل شيء. ولكنه تعهد بأنها ستعود إلى الحرم الجامعي لمخاطبة المؤيدين - والأمة - الأربعاء.
وقال: "لا يزال لدينا أصوات يجب إحصاؤها. سنواصل القتال طوال الليل للتأكد من احتساب كل صوت، وأن كل صوت تحدث".
أما صحيفة الإندبندنت فاعتبرت أن فوز دونالد ترامب بفترة ولاية ثانية في البيت الأبيض، تجعله أول مدان يُنتخب رئيسًا في الولايات المتحدة، ليصبح بذلك ثاني شخص يُنتخب لأعلى منصب في أمريكا لفترات غير متتالية.
وقال الرئيس المنتخب، إن فوزه كان "انتصارًا سياسيًا لم تشهده بلادنا من قبل" عندما خاطب مؤيديه صباح الأربعاء بعد أن كان من المتوقع أن يفوز بولاية بنسلفانيا وأغلق طريق نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى البيت الأبيض بمنعها من الوصول إلى 270 صوتًا انتخابيًا مطلوبًا.
ومن جانبها طرحت صحيفة التليجراف البريطانية سؤالا "كيف استطاع ترامب المسن المجنون، الذى يواجه محاكمات عن جرائم لا تحصى، أن يفوز بفترة رئاسية ثانية".
وقالت الصحيفة إن الإجابة على هذا السؤال تكمن فى أن ترامب بالنسبة لملايين الأمريكيين ليس مجنونا، وأضافت أن الأمر بالنسبة للناخب الأمريكى يتعلق بوضع الاقتصاد، فهم يشيرون إلى سعر الدجاجة المجمدة الآن الذي وصل إلى 20 دولارا، بينما كانت تتكلف ما بين 10 إلى 11 دولارا قبل عامين.
وكانت استطلاعات الرأى قد أشارت إلى ثلاث قضايا كبرى فى هذه الانتخابات وهى الإجهاض والديمقراطية والاقتصاد. وكانت القضيتان الأولى والثانية من نقاط قوة هاريس، والثالثة لصالح ترامب، حيث يتذكر الناخبون أنه خلال فترة ولايته الأولى وقبل وباء كورونا ارتفعت سوق الأسهم وتراجعت البطالة إلى مستويات متدنية تاريخيا.
وفى ظل حكم جو بايدن، عانى الأمريكيون من التضخم المرتفع، وقد أدى هذا إلى جانب تراجع الوضع الصحة لبايدن إلى وضع البلاد فى روح محتوية منخفضة، حيث بداي الديمقراطيون لا يتمتعون بالكفاءة، وغير قادرين على إحلال السلام فى أوكرانيا او الشرق الأوسط وتعرضوا للإذلال فى أفغانستان.
وبمعنى آخر تقول التليجراف إن الظروف كانت مهيأة لفوز ترامب حتى من قبل انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسة، قبل بضعة أسابيع من الدراما التي ربما صرفت انتباهنا عن الديناميكية الأساسية للسباق، والتي تتجسد كما تقول الصحيفة فى أن شاغلى المنصب لا يفوزون عندما يكون الناخبون بائسين.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه على الرغم من أن هاريس محل بايدن وتستحق الثناء على انتعاش دعم الديمقراطيين. لكنها فشلت في وضع أجندة واضحة أو سياسات تحويلية. وبغطرسة فائقة، حاولت الدخول إلى البيت الأبيض على الأجواء وحدها، وتعد بإنهاء الدراما تحققه بما وصفته الصحيفة بعاطفية شارع سمسم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة