"كيف استطاع ترامب المسن المجنون، الذى يواجه محاكمات عن جرائم لا تحصى، أن يفوز بفترة رئاسية ثانية".. هذا هو السؤال الذى طرحته صحيفة التليجراف البريطانية فى أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية فوزه التاريخى، ليصبح الرئيس المنتخب.
وقالت الصحيفة إن الإجابة على هذا السؤال تكمن فى أن ترامب بالنسبة لملايين الأمريكيين ليس مجنونا، وأضافت أن الأمر بالنسبة للناخب الأمريكى يتعلق بوضع الاقتصاد، فهم يشيرون إلى سعر الدجاجة المجمدة الآن الذي وصل إلى 20 دولارا، بينما كانت تتكلف ما بين 10 إلى 11 دولارا قبل عامين.
وكانت استطلاعات الرأى قد أشارت إلى ثلاث قضايا كبرى فى هذه الانتخابات وهى الإجهاض والديمقراطية والاقتصاد. وكانت القضيتان الأولى والثانية من نقاط قوة هاريس، والثالثة لصالح ترامب، حيث يتذكر الناخبون أنه خلال فترة ولايته الأولى وقبل وباء كورونا ارتفعت سوق الأسهم وتراجعت البطالة إلى مستويات متدنية تاريخيا.
وفى ظل حكم جو بايدن، عانى الأمريكيون من التضخم المرتفع، وقد أدى هذا إلى جانب تراجع الوضع الصحة لبايدن إلى وضع البلاد فى روح محتوية منخفضة، حيث بداي الديمقراطيون لا يتمتعون بالكفاءة، وغير قادرين على إحلال السلام فى أوكرانيا او الشرق الأوسط وتعرضوا للإذلال فى أفغانستان.
وبمعنى آخر تقول التليجراف إن الظروف كانت مهيأة لفوز ترامب حتى من قبل انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسة، قبل بضعة أسابيع من الدراما التي ربما صرفت انتباهنا عن الديناميكية الأساسية للسباق، والتي تتجسد كما تقول الصحيفة فى أن شاغلى المنصب لا يفوزون عندما يكون الناخبون بائسين.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه على الرغم من أن هاريس محل بايدن وتستحق الثناء على انتعاش دعم الديمقراطيين. لكنها فشلت في وضع أجندة واضحة أو سياسات تحويلية. وبغطرسة فائقة، حاولت الدخول إلى البيت الأبيض على الأجواء وحدها، وتعد بإنهاء الدراما تحققه بما وصفته الصحيفة بعاطفية شارع سمسم.