** نائب محافظ أسيوط: إعادة تخطيط 100 فدان بالتعاون مع القطاع الخاص دون تحميلها لميزانية الدولة
** وزارة التنمية المحلية: أنشأنا وحدات للتطوير الحضري في كل محافظة لتحقيق التنمية المستدامة
** رئيس هيئة تنمية القاهرة الكبرى يستعرض جهود تطوير المناطق غير المخططة في القاهرة
ناقش المنتدى الحضري العالمي، استراتيجية التخطيط العمراني وإنشاء وحدات للتطوير الحضري تحقيقًا لرؤية التنمية العمرانية المستدامة، وذلك عبر جلسة بعنوان "تطوير المناطق الحضرية غير المخططة: الفرص والتحديات والتجربة المصرية".
شارك في الجلسة "الدكتورة سلمى يسري، مديرة برنامج التنمية الحضرية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، حنان مجدي، نائب محافظ الوادي الجديد، المهندسة زيزي كامل، رئيس الإدارة المركزية بوزارة التنمية المحلية، مينا عماد، نائب محافظ أسيوط، مختار حسين، رئيس هيئة تنمية القاهرة الكبرى".
وتأتي الجلسة ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي، الذي انطلقت فعالياته أول أمس بمشاركة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتستمر أعماله حتي 8 نوفمبر الجاري، وهو المؤتمر الرئيسي للأمم المتحدة المعني بالتنمية الحضرية المستدامة، ويُقام في مصر، كأول دولة تستضيفه في أفريقيا منذ 20 عامًا تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة" بمشاركة وفود أممية ودولية رفعية المستوى، ونخبة كبيرة من قيادات المؤسسات الرائدة محليا وعالميا في مجالات التنمية الحضرية والاستدامة.
التخطيط العمراني في مصر
قالت الدكتورة سلمى يسري، مديرة برنامج التنمية الحضرية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، إن 37% من عمران مصر ليس مخططًا، إذ تم إعداد دراسات لمواجهة جميع التحديات لتحسين وتخطيط المناطق العشوائية لتكون بشكل أفضل.
وأضافت أنه تم رصد مشاكل العشوائيات في عام 2017، وتم التكاتف على ذلك العمل مع العديد من الأجهزة لخروج المناطق في النهاية بشكل أفضل تتناسب مع المستثمرين.
أشارت الدكتورة سلمى يسري، إلى أن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) تعاون مع الصندوق الحضاري، لوضع دراسة تصنيف جديد للعمران في المدن والفرص المتاحة التي يمكن استغلالها عن طريق تمويل المناطق غير المخططة والتي يجب استثمارها مع التركيز على المناطق ذات القيمة وذات الطبيعة الخاصة، والمناطق الصديقة والامتدادات العمرانية التي يجب إنقاذها قبل تحولها لعشوائيات.
وأكدت أن 80٪ من المدن هي التي تمتلك الفرص للدخول في تمويل العشوائيات دون الضغط على ميزانية الدولة، وذلك من خلال طرح الآليات والتشريعات.
الظهير التنموي الأخضر لمصر
وأكدت حنان مجدي، نائب محافظ الوادي الجديد، على الطابع الخاص الذي تتمتع به المحافظة، والتي تُعد الأكبر من حيث المساحة على مستوى الجمهورية، إذ تشغل 44% من إجمالي مساحة مصر، بينما يبلغ عدد سكانها حوالي 275 ألف نسمة. كما أشارت إلى ميزة فريدة تتمتع بها المحافظة، وهي تحقيق "صفر تلوث بيئي" ما يجعلها نموذجاً للتنمية المستدامة في مصر.
وأوضحت أن المقومات البيئية والطبيعية للوادي الجديد، جعلتها مؤهلة لوضع مخطط استراتيجي يهدف إلى أن تكون "الظهير التنموي الأخضر لمصر"، بالتنسيق مع التخطيط العمراني.
وأعلنت حنان مجدي أنه تم الانتهاء من تحديد جميع الأحوزة العمرانية والسكنية في المحافظة، كما يجري العمل على تطوير المناطق غير المخططة.
وأضافت أن المحافظة تواجه تحديات تتعلق بتمويل مشروعات التطوير بسبب انخفاض الكثافة السكانية، إلا أن بروتوكول التعاون مع صندوق التنمية الحضرية ساهم في تخصيص 75 مليون جنيه لتنفيذ مخططات التطوير وإنهاء جميع المناطق غير المخططة في 4 مناطق بحلول عام 2025، مع الاستعانة بالاستثمارات الخاصة.
أشارت إلى معالجة 43% من المناطق غير المخططة في مدينة الوادي الجديد، ونتيجة لتحسينات البنية التحتية والتطوير، شهدت المناطق زيادة في القيمة الشرائية للعقارات بنسبة 50%.
واختتمت مجدي كلمتها بالإشادة بالتنسيق القائم بين المحافظة وقطاعات التخطيط العمراني، والذي يسهم في جعل الوادي الجديد نموذجاً للتنمية المستدامة ويعزز دورها كوجهة تنموية خضراء لمصر.
وحدات التطوير الحضري
من جانبها قالت المهندسة زيزي كامل، رئيس الإدارة المركزية بوزارة التنمية المحلية، إن الوزارة قامت بإنشاء وحدات للتطوير الحضري في كل محافظة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات السكان في المناطق الحضرية غير المخططة.
وأوضحت أن الوزارة وضعت خطة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين الجهات المختلفة لتحقيق رؤية التنمية العمرانية لكل منطقة، مؤكدةً أهمية تكاتف جميع القطاعات الحكومية والمدنية لتحقيق أولويات كل فرد في المجتمع.
وأضافت المهندسة زيزي كامل، أن وحدات التطوير الحضري ستلعب دورًا حيويًا في رصد احتياجات المحافظات وتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ مشروعات التطوير. كما أكدت أن الوزارة بدأت بالفعل تنفيذ مخططات التطوير والتحسين على جميع المستويات، بهدف رفع مستوى الخدمات وتوفير بنية تحتية آمنة ومستدامة.
وأشارت إلى أن خطط التطوير تستند إلى إمكانيات كل مدينة واحتياجات المجتمع المدني، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة وتحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية، والتزام الوزارة بدعم المدن في تلبية احتياجات السكان، مؤكدة أهمية التعاون المشترك بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق رؤية مصر 2030 في تحقيق تنمية حضرية متكاملة ومستدامة.
إعادة تخطيط 100 فدان بالتعاون مع القطاع الخاص
وقال مينا عماد، نائب محافظ أسيوط، إن المحافظة واجهت مشكلة خلال الفترة الأخيرة حيث تمت ملاحظة وجود منطقتين على مساحة تصل لنحو 100 فدان دون أي تخطيط، وتم الاتفاق مع القطاع الخاص للحصول على تمويل لتنفيذ التخطيط الأمثل في المنطقتين، على أن تحصل الشركات الخاصة في المقابل على بعض الأماكن التجارية بعد عملية التطوير، مؤكدًا أن المحافظة لم تكلف ميزانية الدولة أي أموال.
وأوضح أنه تم عقد اجتماعات الفترة الماضية مع جهاز التنمية الحضاري قبل عملية التطوير، لسهولة تنفيذ التخطيط، مؤكدًا سعيه الدائم لاستكمال المشروعات الجاري تنفيذها على أرض المحافظة في أسرع وقت ممكن ومتابعته الدورية لمراحل العمل وتعظيم قيمة ما تم ضخه من استثمارات في المشروعات ليستفيد المواطن منها ويحصل على خدمة أفضل في النهاية.
لفت نائب محافظ أسيوط، إلى تقديمه كل سبل الدعم الممكنة وتذليل كافة العقبات أمام هذه المشروعات لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين حتى تعود بالنفع والفائدة عليهم.
جهود تطوير المناطق غير المخططة
واستعرض مختار حسين، رئيس هيئة تنمية القاهرة الكبرى، التحديات التي تواجه مشروعات تطوير المناطق غير المخططة، مشيرًا إلى العقبات المالية والاجتماعية التي تؤثر على سير عمليات التطوير.
أوضح أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا لحل هذه التحديات بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، والتي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتوفير بيئة عمرانية آمنة ومستدامة، مؤكدًا أن رؤية الدولة تهدف إلى تحويل المناطق غير المخططة إلى مناطق توفر حياة كريمة للسكان وتعزز من البنية التحتية.
واستعرض مختار حسين عددًا من المشروعات التي تم تنفيذها لتطوير المناطق العشوائية في القاهرة الكبرى، ومنها مشروع تطوير منطقة منشأة ناصر، وتطوير منطقة العجوزة بالجيزة، بالإضافة إلى منطقة عزبة هريدي. وتطوير منطقة روضة السيدة زينب، المعروفة سابقًا بـ"تل العقارب"، والتي تحولت إلى منطقة سكنية نموذجية.
تطرق أيضًا إلى مشروع تطوير منطقة طيبة في حي السيدة زينب، بالإضافة إلى مشروع تطوير منطقة الفسطاط، والذي يهدف إلى تحسين البنية التحتية وتوفير مرافق خدمية عصرية للسكان، مما يسهم في تحسين البيئة المعيشية وخلق فرص اقتصادية جديدة، مؤكدًا التزام هيئة تنمية القاهرة الكبرى بمواصلة جهودها في تطوير المناطق غير المخططة، وتحقيق رؤية الدولة التنموية من أجل بناء مستقبل أفضل للمجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة