كشفت خدمة تغير المناخ كوبرنيكوس (C3S)، أن متوسط درجة الحرارة في الأشهر العشرة الأولى من العام 2024 كانت أعلى بمقدار 0.16 درجة مئوية (0.29 درجة فهرنهايت) من عام 2023، وهذا يعني أن عام 2024 من المؤكد أنه سيتجاوز عام 2023 باعتباره العام الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، كما أن عام 2024 في طريقه ليصبح أول عام يزيد بمقدار 1.5 درجة مئوية عن متوسط ما قبل الصناعة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تقول سامانثا بورجيس، نائبة مدير C3S: "بعد 10 أشهر من عام 2024، أصبح من المؤكد تقريبًا أن عام 2024 سيكون العام الأكثر دفئًا على الإطلاق والعام الأول الذي يزيد فيه متوسط درجات الحرارة عن مستويات ما قبل الصناعة بمقدار 1.5 درجة مئوية، مضيفة، "يمثل هذا تجاوزا جديدًا في سجلات درجات الحرارة العالمية وينبغي أن يكون بمثابة حافز لرفع الطموح لمؤتمر تغير المناخ القادم، COP29."
كما كان الشهر الماضي ثاني أكثر شهر أكتوبر حرارة على الإطلاق، بعد عام 2023 بمتوسط درجة حرارة عالمية بلغت 15.25 درجة مئوية (59.45 درجة فهرنهايت).
ويمثل أكتوبر الشهر الخامس عشر في فترة 16 شهرًا حيث كانت درجات الحرارة أعلى من الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس.
تأتي ملاحظات C3S من تحليل مجموعة بيانات ERA5 التي تحتوي على مليارات القياسات المأخوذة من السفن والطائرات والأقمار الصناعية ومحطات الأرصاد الجوية في جميع أنحاء العالم.
تُظهر هذه البيانات أن أكتوبر 2024 كان ثاني أكثر شهر أكتوبر حرارة على مستوى العالم وخامس أكثر شهر أكتوبر حرارة على الإطلاق في أوروبا، وكانت درجات الحرارة مرتفعة بشكل خاص فوق أمريكا الوسطى والغرب وكندا واليابان وأستراليا.
وفي اليابان، تركت درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي قمة جبل فوجي الشهيرة بلا ثلوج لأطول فترة منذ بدء تسجيل البيانات قبل 130 عامًا، ففي حين يستقر الثلج عادة على الجبل بحلول 5 أكتوبر، ظلت القمة عارية هذا العام حتى بداية نوفمبر.
يأتي هذا بعد الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق حيث ارتفعت درجات الحرارة العالمية عبر يونيو ويوليو وأغسطس بمقدار 0.69 درجة مئوية (0.24 درجة فهرنهايت) فوق المتوسط.
ووجدت C3S أن أغسطس 2024 كان أكثر شهر أغسطس سخونة على الإطلاق، حيث ارتفعت درجات الحرارة المتوسطة العالمية إلى 16.82 درجة مئوية (62.28 درجة فهرنهايت)، مما تسبب في جفاف واسع النطاق وموجات حر خطيرة.
وفي الأشهر الاثني عشر من نوفمبر 2023 إلى أكتوبر 2024، كانت درجة حرارة السطح المتوسطة أعلى بمقدار 0.74 درجة مئوية (1.33 درجة فهرنهايت) من المتوسط للفترة 1991-2020.
بالإضافة إلى ذلك، كانت تلك الفترة أعلى بمقدار 1.62 درجة مئوية (2.91 درجة فهرنهايت) من المتوسط للفترة 1850-1900، وهي الفترة التي استخدمها العلماء كمعيار لعصر ما قبل الصناعة.
وهذا يعني أن عام 2024 من المؤكد تقريبًا أن يكون أكثر سخونة من عام 2023 الذي حطم الأرقام القياسية والذي تضمن أشد صيف حرارة منذ 2000 عام.