خالد دومة يكتب: من وحى قراءة "هذه الشجرة"

الخميس، 07 نوفمبر 2024 03:00 م
خالد دومة يكتب: من وحى قراءة "هذه الشجرة" خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى هذا الكتاب، يسرد لنا الأستاذ العقاد طبيعة المرأة وخصائصها، والتى هى من صميم تكوينها، والتي تملي عليها جوانبها المختلفة، ليست الأنوثة وليدة العصر الحديث، وليست المرأة مخلوقا غير المرأة الأبدية، التي تحيا منذ دبت قدم الإنسان على الأرض، فللمرأة طبيعة تغاير طبيعة الرجل، فهى تختلف عنه، ولكنها تكمله، فكما تختلف المرأة في هندام الجسد وتكوينه، لأنها تحمل وتنجب فيظهر في ملامح جسدها، حسابا لهذا المخلوق، الذي يتكون بداخلها، ولا يرى أثرا لذلك على الرجل، بحكم أنه لا يتعرض لما تتعرض له المرأة، فكما تختلف في تكوينها الجسدي.

هي أيضا تختلف في طريقة تفكيرها والأحاسيس والمشاعر والحب والبغض، حتى في تلقيها العادات والأخلاق والدين، وممارسة الحياة ككل، وموقفها تجاه ذلك كله، فإذا كانت مواقف المرأة تمليها عليها طبيعتها، التي خلقها الله بها، فلا يجب عليها أن تحارب الطبيعة، ولا تشكو من عدم إنصافها، لأن عدم إنصافها وهم في مخيلة من يعتقدون أنها تحابي الرجل ضد المرأة أو تعطي للرجل ما لا تعطي للمرأة، لأن العطاء يختلف بطبيعة كل منهما، فمن الجور أن يُعطى للرجل ما يُعطى للمرأة، جور ليس للمرأة فقط، وإنما للرجل أيضا، فالمرأة أشبه ما يكون بحلقة وصل بين الرجولة الناضجة، وبين الطفولة، فليس للرجل قدرة المرأة في مصاحبة الصغار، ولا الاهتمام بهم، ولا القيام على رعايتهم، كما تهتم وترعى المرأة طفلها الوليد، وتظل ترقبه لحظة بعد لحظة، ودقيقة بعد دقيقة، وأسبوعا بعد أسبوعا، وهكذا إلى أن يصير رجلا يافعا أو امرأة يافعة.

فلو أعطيت ملكات الرجل لضاع أمر تربية الصغار، وإعداد جيل قادم تقدمه المرأة للعالم، لعمارته واستمراره، فهل في هذا جور أو انتقاص للمرأة، وهي تلبي نداء الطبيعة، وتقوم بدورها المنوط بها أمام الحياة، وأمام العالم، فإذا ما صرخت المرأة بالمساواة، فهي صرخة في غير محلها، فإذا ما تساوت مع الرجل، لن تكون رجلا، ولا امرأة، وظلمت نفسها، ووضعت فوق عاتقها حملا فوق ما تُطيق، ولا قُدرة لها عليها إلا بالإهمال في عملها المنوط بها، والذي يمليه عليها طبيعتها، فلا هي تقوم بما يقوم به الرجل على أكمل وجه، ولا هي ترعى اهتماماتها.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة