قال الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، في حديثه عن أهمية ترشيد استخدام الماء: "إن النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في كل شيء، حتى في كيفية استخدام الماء".
واستشهد الأستاذ بجامعة الأزهر، خلال لقائه الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، بنموذج من سيرة الصحابي الجليل سيدنا سعد بن أبي وقاص، حيث كان يتوضأ باستخدام كمية كبيرة من الماء، فاستوقفه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً له: "لا تُسرف في الوضوء، حتى لو كنت على نهر جار".
وأضاف: "سيدنا سعد كان يعتقد أنه عندما يتوضأ، وهو في عبادة وطاعة لله، لا بأس من استخدام كمية كبيرة من الماء، لكن النبي صلى الله عليه وسلم نبّه إلى أن الإسراف في الماء حتى في العبادة أمر مرفوض، رغم أن سيدنا سعد كان يتوضأ فقط، وكان يظن أن الماء لا يمكن أن يكون فيه إسراف، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن القليل من الماء يكفي".
وأوضح أن الوضوء في الإسلام يتم بحجم معين من الماء، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بما يُسمى "المد" وهو مقدار يعادل تقريباً 1/4 لتر، وإذا كان يغتسل فكان يغتسل بصاع وهو ما يعادل تقريباً 2.5 لتر من الماء، مشيرا إلى أن هذا كان هو المعمول به في العهد النبوي، وهو دروس عملية لنا في كيفية ترشيد المياه.
وتابع: "سيدنا النبي كان يوضح لنا كيفية التعامل مع نعمة الماء بحذر، بل كان أحيانًا يحدث معجزة أن الماء يخرج من بين أصابعه الشريفة ليشرب منه الصحابة، وتلك كانت من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان يستهلك الماء باعتدال، حتى في تلك المعجزات".
وأكد أن هذه الأحاديث والسيرة النبوية تؤكد على ضرورة ترشيد استهلاك الماء، خاصة في ظل ما نعيشه اليوم من أزمة مياه في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك مصر التي تعاني من نقص حاد في المياه، قائلا: "لا ينبغي أن نفكر في الماء كمورد متاح بلا حدود، يجب أن نعلم أن الماء نعمة عظيمة من الله، ويجب أن نتعامل معها بحذر واعتدال، سواء في الوضوء أو في أي استخدام آخر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة