تمر، اليوم، ذكرى وصول هرنان كورتيس لمدينة أزتك، ووترحيب الحاكم موكتيزوما به بحفاوة، وذلك في 8 نوفمبر عام 1519، وهو جندي مغامر إسباني كونكيستدور فتح إمبراطورية الأزتيك في بلاد المكسيك، ينظر إليه في التاريخ الإسباني على أنه أول من فتح أمام إسبانيا مصادر الثروات المعدنية الهائلة، لكنهُ في عملهِ هذا دمّر الحضارة المكسيكية القديمة والمعروفة بحضارة الأزتيك، وتصرَّف رجاله بأبشع أنواع القسوة مع الهنود الحمر، كما استطاع اكتشاف شبه جزيرة كاليفورنيا.
كان هيرنان كورتيس مستكشفا إسبانيًا اشتهر بغزو إمبراطورية الأزتك عام 1521 والمطالبة بضم المكسيك لإسبانيا، كما ساعد فى استعمار كوبا وأصبح حاكمًا لإسبانيا الجديدة، وهى منطقة شاسعة تضم أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، بالإضافة إلى العديد من أرخبيلات جزر المحيط الهادئ.
كانت حضارة الأزتك التى نشأت أوائل القرن 14 الميلادى تتكون من حوالى 500 ولاية صغيرة تضم من 5 إلى 6 ملايين شخص، وكانت عاصمتها المزدهرة بأهراماتها وأساليب زراعتها وسط بحيرة محمية من الغزو الخارجي، وعندما وصل كورتيس وجنوده عاملهم ملك الأزتك "مونتيزوما" بلطف واستضافهم في قصره، ولكن الضيوف انقلبوا عليه.
استغل كورتيس تفوق الأسلحة الإسبانية واتخذ الملك رهينة وسيطر على العاصمة، لكنه اضطر للهرب بعد قدوم حملة إسبانية ضده تاركاً وراءه قسماً من جنده بقيادة "بيدرو ألفارادو" الذي أعدم مشايخ الأزتك مشعلاً بذلك ثورة ضد الإسبان استطاعت التخلص منهم، ولكن كورتيس عاد مجدداً بجيشه وهزم الأزتك وأعلن في عام 1521 سقوط إمبراطوريتهم.
وخلال فترة وجيزة، حوّل الجنود الإسبان وحلفاؤهم شوارع مدينة كولولا إلى حمام دم حيث لم تتردد قوات كورتيس في جعل أهالي كولولا هدفا للرصاص متسببة في مقتل العديد من الأطفال والنساء فضلا عن ذلك أطلق الإسبان سراح جميع الأسرى بالمدينة وسمحوا لحلفائهم المنتمين لمنطقة تلاكسكالا بسبي عدد هائل من سكان كولولا من أجل تقديمهم كقرابين بشرية لآلهتهم.
وبناء على عدد من المصادر التاريخية المعاصرة أقدم كورتيس ورجاله على تدمير مدينة كولولا ونهب ثرواتها فضلا عن ذلك تسببت المذبحة في مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف من سكانها. وفي الأثناء ومن خلال كتاباته حدّث الكونكيستدور والمؤرخ الإسباني برنال دياث ديل كاستييو عن عدد قتلى أكبر بكثير تجاوز 30 ألفا.