دراسة: أصول أقدم كتابة فى العالم تعود للرموز المستخدمة فى التجارة

الجمعة، 08 نوفمبر 2024 06:00 ص
دراسة: أصول أقدم كتابة فى العالم تعود للرموز المستخدمة فى التجارة الكتابة المسمارية
كتبت ميرفت رشاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت دراسة جديدة، نشرت فى مجلة Antiquity، أن أقدم نظام كتابة معروف فى العالم كان متأثرًا بالرموز المستخدمة فى التجارة النقوش الموجودة على الأسطوانات المستخدمة فى تبادل المنتجات الزراعية والمنسوجات، وفقا لما نشره موقع livescience.

يعزز هذا الاكتشاف أن الكتابة المسمارية والتى تم تطويرها فى بلاد ما بين النهرين المبكرة حوالى عام 3100 قبل الميلاد ويُعتقد أنها أقدم نظام للكتابة - نشأ جزئيًا من أساليب المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين ونقل مثل هذه العناصر.

وبحسب الباحثين، فقد تطورت العديد من الرموز المنقوشة على "أختام أسطوانية" حجرية إلى علامات تستخدم فى "الكتابة المسمارية البدائية"، وهى نسخة مبكرة من الكتابة المسمارية المستخدمة فى جنوب بلاد ما بين النهرين، جنوب العراق الآن. 

كانت مثل هذه الأختام الأسطوانية تستخدم منذ آلاف السنين في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين، حيث كانت تُدحرج على ألواح طينية لطباعة الزخارف عليها ، يعود تاريخ بعض الأختام التي تم فحصها في الدراسة الجديدة إلى حوالي 4400 قبل الميلاد - أي قبل أكثر من 1000 عام من تطور الكتابة.

وقال المؤلفان المشاركان في الدراسة كاثرين كيلي وماتيا كارتولانو، وهما باحثان في قسم فقه اللغة الكلاسيكي والدراسات الإيطالية في جامعة بولونيا، في بيان: "ركزنا على صور الأختام التي نشأت قبل اختراع الكتابة، بينما استمرت في التطور إلى فترة ما قبل الكتابة".

وقد تمكن فريق العمل من تحديد نقوش الأختام المرتبطة بنقل الجرار والأقمشة بين مدن بلاد ما بين النهرين المختلفة، والتي ربما كانت مرتبطة بمؤسسات المعابد.

ويقترح الباحثون أن هذه النقوش أصبحت علامات مسمارية بدائية في الكتابات المبكرة حول تجارة المنتجات الزراعية والمنسوجات.

وكتبوا في البيان "إن هذا يثبت أن الزخارف المعروفة من الأختام الأسطوانية ترتبط بشكل مباشر بتطور الكتابة في جنوب العراق ويظهر كيف انتقل المعنى من الزخارف ما قبل القراءة إلى النص".

استخدمت الكتابة المسمارية قلمًا لتكوين طبعات على شكل إسفين في طين غير مخبوز، وكانت هذه الطبعات تخلق علامات تمثل الأصوات لتسجيل اللغة المنطوقة، وكان من الممكن تجفيف الطين أو خبزه للحفاظ على العلامات.

تم تطوير الكتابة المسمارية من قبل الحضارة السومرية التي عاشت في المدن المبكرة في جنوب بلاد ما بين النهرين من حوالي 5500 إلى 2300 قبل الميلاد، عندما خلفتها الإمبراطورية الأكادية، ومقرها في مدينة أكاد.

اعتمد الأكاديون نظام الكتابة السومري لكنهم طبقوه على لغتهم الخاصة - وأصبحت اللغة الأكادية المكتوبة بالخط المسماري هي اللغة المكتوبة الشائعة في بلاد ما بين النهرين لأكثر من 2000 عام، طوال الفترات البابلية والآشورية اللاحقة.

وتسلط الدراسة الجديدة الضوء على العديد من الزخارف التي شوهدت على أختام أسطوانية قديمة، ويقترح المؤلفون أن هذه الزخارف تطورت إلى علامات فى النص المسمارى البدائى، الذى شوهد على ألواح طينية عمرها 5000 عام من مدينة أوروك في جنوب بلاد ما بين النهرين. وتشمل هذه الرموز التي تصور مبنى وأعمدة مصنوعة من القصب وأقمشة مزينة بأهداب في وعاء.

ويأمل المؤلفون أن يساعد عملهم العلماء في فك المزيد من الرموز المسمارية البدائية، فضلاً عن توفير نظرة ثاقبة حول معنى بعض نقوش الأختام.

وقالت سيلفيا فيرارا، الأستاذة في قسم فقه اللغة الكلاسيكية والدراسات الإيطالية في جامعة بولونيا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، في البيان: "إن القفزة المفاهيمية من رمزية ما قبل الكتابة إلى الكتابة هي تطور مهم في التقنيات المعرفية البشرية، يمثل اختراع الكتابة الانتقال بين ما قبل التاريخ ، وتعمل نتائج هذه الدراسة على سد هذه الفجوة من خلال توضيح كيف تم دمج بعض صور ما قبل التاريخ المتأخرة في أحد أقدم أنظمة الكتابة المخترعة".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة