دعا الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، الخميس في بكين، إلى اغتنام فرصة الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بغية تعزيز وإثراء مجتمع مصير مشترك بين الصين وماليزيا.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، أن الرئيس "شي" أشار إلى أن الصين وماليزيا تتمتعان بحُسن جوار وصداقة وشراكة، وقال إن البلدين حافظا على تفاعلات وتبادلات وثيقة على جميع المستويات، وعززا تعاونا متبادل المنفعة بجودة عالية على جميع الجبهات، وذلك منذ زيارة أنور الأولى إلى الصين التي قام بها في مارس من العام الماضي عقب توليه منصب رئيس الوزراء، ما حقق منافع ملموسة للشعبين. ولفت إلى أن الصين وماليزيا تمران بمرحلة حاسمة من التنمية الوطنية وتجديد الشباب الوطني.
وقال الرئيس الصيني: "يتعين على الجانبين استغلال الاحتفال بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية وإحياء عام الصداقة بين الصين وماليزيا، كفرصة للعمل معا من أجل مجتمع مصير مشترك أكثر واقعية بين الصين وماليزيا، ومساعدة بعضهما البعض في تحقيق أهداف التنمية لديهما، وتقديم إسهامات جديدة وأكبر في ازدهار المنطقة واستقرارها".
وحث "شي" الجانبين على تطوير شراكة استراتيجية رفيعة المستوى، ومواصلة الحفاظ على التبادلات الوثيقة رفيعة المستوى، وتعميق التبادلات بشأن الخبرة في مجال الحوكمة، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، ودعم بعضهما البعض بقوة في القضايا التي تمثل مصالح أساسية وشواغل رئيسية لكل منهما. وقال إن الصين تدعم ماليزيا في التمسك باستقلالها الاستراتيجي واختيار مسار التنمية المناسب لظروفها الوطنية.
ودعا الرئيس الصيني، الجانبين إلى مضافرة استراتيجيات التنمية، وتعميق التعاون الشامل ومتبادل المنفعة، ومواصلة تعزيز التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق، وتنفيذ المشاريع الرائدة بشكل مشترك مثل "دولتان، منطقتان صناعيتان توأمتان"، وتنشئة مجالات نمو جديدة للتعاون، من بينها الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة، واستكشاف إنشاء آليات التبادل والتعاون للحد من الفقر.
وأعرب عن ترحيب الصين بالجانب الماليزي للاستفادة بشكل جيد من منصة معرض الصين الدولي للاستيراد في جلب المزيد من المنتجات الماليزية عالية الجودة والمتخصصة إلى الصين، مضيفا أن الصين مستعدة أيضا لتعميق التبادلات والتعاون مع ماليزيا في التعليم العالي والثقافة والسياحة والشباب والحكومات المحلية، وتعزيز الروابط بين شعبي البلدين.
وقال "شي" إن الصين وماليزيا، باعتبارهما ممثلتين مهمتين للدول النامية والاقتصادات الصاعدة في آسيا، يتعين عليهما تعزيز الاتصالات والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية، ودعم بعضهما البعض بقوة، ومعارضة الحمائية بشكل مشترك، وتعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، والدعوة إلى عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم، وعولمة اقتصادية شاملة تعود بالنفع على الجميع، والدفع نحو إصلاح وتحسين نظام الحوكمة العالمية، ودعم النزاهة والعدالة الدوليتين والمصالح المشتركة للدول النامية.
وأضاف أن الصين تدعم ماليزيا في تولي الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) العام المقبل، وتدعم مركزية الآسيان واستقلالها الاستراتيجي، للحفاظ على التوجه العام المتمثل في التعاون الإقليمي في التنمية.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الماليزي بالمفاهيم والمبادرات المهمة التي طرحها الرئيس الصيني باعتبارها تجسيدا للحكمة والشعور بالمسؤولية تجاه تقدم الحضارة الإنسانية وتحقيق مصلحة الشعوب، وهما أمران يمثلان رغبتين مشتركتين للجنوب العالمي. وأعرب عن تقديره ودعمه لرؤية الرئيس الصيني ومبادراته. وقال إن الحكومة الماليزية ملتزمة بتعزيز التعاون مع الصين في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي والطاقة.
وقال أنور إن ماليزيا والصين تتشاركان أفكارا متطابقة ومواقف متشابهة بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية الكبرى.
وأضاف أن ماليزيا تتمسك باستقلالها الاستراتيجي، وهي على استعداد للحفاظ على التنسيق متعدد الأطراف الوثيق مع الصين، من أجل المساعدة في حماية السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة.