في 24 نوفمبر 2017، شهد مسجد الروضة بقرية الروضة شمال سيناء واحداً من أكثر الأحداث الدامية التي أصابت مصر، هاجم مسلحون إرهابيون المصلين خلال صلاة الجمعة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 310 من المصلين وإصابة أكثر من 112 آخرين، مخلفين أثراً لا يُمحى في نفوس أهالي القرية والمجتمع المصري بأكمله.
قال الشيخ محمد رزيق، إمام المسجد، إنه لا يمكن نسيان هذا اليوم المأساوي، يروي أنه حين صعد المنبر، وبدأ خطبته عن “محمد رسول الإنسانية” بمناسبة المولد النبوي، رأى مجموعة من المسلحين تقترب من المسجد، وسمع أصوات إطلاق النار وصراخ المصلين. وخلال دقائق، اقتحم ارهابيون مسلحون المحراب وفتحوا النار على المصلين. يصف الشيخ محمد لحظة الفوضى، حيث احتمى بجانب المنبر، ينطق بالشهادتين في ظل صرخات الناس وهم يحاولون الفرار، بينما يتدافعون نحو الشبابيك هرباً من الموت.
عقب انتهاء الهجوم، وجد الشيخ محمد نفسه مصاباً بطلق ناري في ركبته، مستلقياً بين مئات الشهداء والمصابين، والدماء تغمر المكان. مشهد الشيخ الضرير الذي استشهد والشاب القعيد الذي ترك كرسيه المتحرك كانا من اللحظات التي لا تُنسى. يضيف الشيخ محمد أن مؤذن المسجد، الشيخ فتحي الطناني، أعطاه 100 جنيه قبل الصلاة، موصياً بإيصال 50 منها لرجل قام بإصلاح ميكروفونات المسجد، وكأنه كان يعلم أن النهاية قريبة.
بعد الحادث المأساوي، شهد مسجد الروضة عمليات تطوير شاملة من قبل الدولة لرفع كفاءته، بهدف إعادة الروح إليه وتحويله إلى رمز للتجديد والتكاتف. خصصت وزارة الأوقاف مبلغ 2.5 مليون جنيه لصيانة وترميم المسجد، ضمن خطتها لصيانة وتطوير الأماكن الدينية .
وإلى جانب ترميم المسجد، قدّمت العديد من الوزارات والهيئات الحكومية تبرعات بلغت قيمتها 164.7 مليون جنيه، خُصصت لتعويضات ومشروعات تنموية في قرية الروضة، لإعادة إعمار وتطوير البنية التحتية. وقد ساهمت وزارة التضامن الاجتماعي بـ 65 مليون جنيه، ووزارة الإسكان بـ 81.2 مليون جنيه، ووزارة الأوقاف بـ 16.5 مليون جنيه، بالإضافة إلى مليوني جنيه من الأزهر الشريف.
مسجد الروضة بعد اعمال التخريب
مسجد الروضة بعد التجديد
مسجد الروضة بعد التفجير
مسجد الروضة شاهد على أعمال التخريب
مسجد الروضة