انخفضت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي لتسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكثر من خمسة أشهر، وذلك تحت ضغط من قوة الدولار ومع استيعاب الأسواق لتداعيات فوز دونالد ترامب فترة رئاسة ثانية وتأثيره المحتمل على توقعات أسعار الفائدة الأمريكية.
سعر أونصة الذهب العالمي
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% ليسجل أدنى مستوى منذ 3 أسابيع عند 2643 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند المستوى 2732 دولار للأونصة لينهي الأسبوع عند المستوى 2684 دولار للأونصة.
اغلاق الأسبوع جاء سلبي إلى حد ما بالنسبة للذهب وهو ما قد يدفعه إلى المزيد من التراجع خلال الأسبوع المقبل، ولكن سيعتمد هذا على البيانات الاقتصادية التي تصدر خلال الفترة القادمة والتي ستؤثر على تحركات الدولار وأسعار الذهب.
التأثير اللحظي لفوز دونالد ترامب لفترة رئاسية جديدة جاء سلبي على أسعار الذهب، وذلك بسبب القفزة التي حققها الدولار الأمريكي وتسجيله أعلى مستوى منذ 4 أشهر ونصف مقابل سلة من العملات الرئيسية، وبالطبع كان لهذا تأثير سلبي على الذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع الدولار منذ كونه سلعة يتم تسعيرها بالدولار الأمريكي.
السياسات المحتملة لإدارة الرئيس ترامب
السياسات المحتملة لإدارة الرئيس ترامب ستشكل ضغوط تضخمية كبيرة وقد تجبر البنك الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ، وهو ما يمثل أخبارًا سلبية إلى حد ما للذهب، لكن عجز الميزانية الأمريكية المتزايد وانخفاض الانضباط المالي سيكونان إيجابيين للمعدن النفيس.
حتى الآن يظل المتوقع أن يظل انتعاش الذهب على المدى المتوسط إلى الطويل بدعم سياسات الرئيس الجديد دونالد ترامب التي ستزيد من الضغط على العجز والدين الضخم للولايات المتحدة الأمريكية حالياً، بالإضافة إلى السياسة الخارجية الغامضة للولايات المتحدة والتي ستدفع الأسواق إلى الذهب كملاذ آمن وتحوط بشكل كبير.
من ناحية أخرى قرر البنك الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل الفائدة إلى 4.75% بعد ان كانت بنسبة 5%، وهو القرار الذي كان متوقع بشكل كبير في الأسواق المالية، وكان لتصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول تأثير إيجابي كبير على أسعار الذهب.
فقد أشار باول أن قرارات البنك الفيدرالي القادمة لن تتأثر بنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأن البنك لن يتكهن بالسياسات الاقتصادية التي تتخذها إدارة الرئيس ترامب، وأن البنك يتعامل فقط مع التغيرات في البيانات الاقتصادية ومحاولة تحقيق أهدافه.
كما أشار رئيس البنك الفيدرالي أن بقاء التضخم قوي لن يدفع البنك إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، ولكن في حال تراجع قطاع العمالة بشكل حاد فسيتدخل البنك الفيدرالي في هذا الوقت بتسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة.
من جهة أخرى أوضح جيروم باول أنه قد يبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة عندما يصل البنك الفيدرالي بأسعار الفائدة إلى مستوى محايد أو بالقرب منه، وهو أمر لم يصل له البنك بعد.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية العالمية قد سجلت مشتريات صافية من الذهب خلال شهر سبتمبر بمقدار 40 طن، حيث سجلت مشتريات إجمالية بقيمة 48 طن ومبيعات بمقدار 8 طن.
مشتريات البنوك المركزية
وقد استمرت مشتريات البنوك المركزية متمركزة في الأسواق الناشئة ليقود البنك المركزي البولندي مشتريات البنوك بمقدار 22 طن يليه البنك المركزي لأوزبكستان بمقدار 16 طن، بينما كان البنك المركزي في كازاخستان أكبر بائع بمقدار 4 طن.
من جهة أخرى أظهرت بيانات البنك المركزي الصيني اليوم الخميس أن احتياطيات الصين من الذهب بلغت 72.8 مليون أونصة في نهاية أكتوبر، دون تغيير للشهر السادس على التوالي.
وزادت قيمة احتياطيات الصين من الذهب إلى 199.06 مليار دولار في نهاية الشهر الماضي من 191.47 مليار دولار في نهاية سبتمبر.