تراجعت أسعار الذهب، وسجلت أكبر انخفاض أسبوعي لها في أكثر من خمسة أشهر متأثرة بارتفاع الدولار بينما يقيم المستثمرون تأثير عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة وتداعيات خفض الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة، فكيف تراجع الذهب رغم هبوط الفائدة الأميركية؟.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض أمس بنسبة 0.7% ليسجل أدنى مستوى عند 2684 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات أمس عند المستوى 2704 دولارًا للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2688 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.
واستطاع سعر الذهب أن يرتفع خلال جلسة الخميس عقب قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثانية هذا العام، وهو القرار الذي كان متوقعًا بشكل كبير في الأسواق المالية، ولم يتأثر الذهب بقرار البنك ولكن تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول كان لها تأثير إيجابي كبير على أسعار الذهب.
فقد أشار باول أن قرارات البنك الفيدرالي القادمة لن تتأثر بنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأن البنك لن يتكهن بالسياسات الاقتصادية التي تتخذها إدارة الرئيس ترامب، وأن البنك يتعامل فقط مع التغيرات في البيانات الاقتصادية ومحاولة تحقيق أهدافه.
كما أشار رئيس البنك الفيدرالي أن بقاء التضخم قوي لن يدفع البنك إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، ولكن في حال تراجع قطاع العمالة بشكل حاد فسيتدخل البنك الفيدرالي في هذا الوقت بتسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة.
كانت سوق الذهب تنتظر محفزًا لتحديد وجهة الذهب القادمة، وهناك حالياً نوع من عدم اليقين بشأن مسار خفض أسعار الفائدة الأمريكية ولهذا السبب نشهد هذا التراجع في الذهب خلال جلسات الأسبوع.
فبالرغم من تخفيض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة كما هو متوقع، أشار البنك إلى نهج حذر ومدروس لأى تخفيضات أخرى. وقال رئيس البنك جيروم باول إن نتائج الانتخابات الرئاسية لن يكون لها تأثير قريب الأمد على السياسة النقدية.
تضع الأسواق الآن احتمال بنسبة 71٪ لخفض آخر لأسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر القادم، وهو أمر يعد إيجابي بالنسبة لأسعار الذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
فوز ترامب بانتخابات الرئاسة كان بمثابة نهاية سريعة للانتخابات الأمريكية، حيث أزال نقطة رئيسية من عدم اليقين للأسواق وأشعل شرارة ارتفاع في الأصول المدفوعة بالمخاطر. وكان الذهب قد ارتفع إلى مستويات قياسية في الفترة التي سبقت الانتخابات، حيث اقتربت الأسعار الفورية من 2800 دولار للأونصة.
وتسبب نجاح ترامب في ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل حاد ليصل إلى أعلى مستوياته في 4 أشهر ونصف ليدفع الذهب إلى هبوط حاد ليتداول تحت المستوى 2700 دولار للأونصة، وذلك قبل أن يفقد الدولار جزء كبير من مكاسبه بعد قرار البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات إلى صناديق الاستثمار في الذهب للشهر السادس على التوالي خلال أكتوبر، بدعم من التدفقات إلى صناديق أمريكا الشمالية والمنطقة الأسيوية.
فقد وصلت التدفقات خلال شهر أكتوبر إلى 43.3 طن من الذهب بقيمة 4.3 مليار دولار، حيث أدى استمرار التدفقات وارتفاع سعر الذهب لمستويات قياسية إلى ارتفاع قيمة أصول الذهب العالمية قيد الإدارة بنسبة 5% لتصل لمستوى قياسي عند 286 مليار دولار أمريكي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة