تتنافس الأسر بشمال سيناء في إبداع المنتجات المنزلية والحرف التقليدية، محولة هذه الهوايات إلى مشروعات أسرية ناجحة يقودها نساء وفتيات وحتى أسر كاملة، ولبعض السيدات، كانت هذه الأعمال وسيلة لشغل أوقات الفراغ، بينما أصبحت للكثيرات مصدر دخل رئيسي يعتمدن عليه، لا سيما أولئك اللاتي يعلن أطفالهن.
تشمل المنتجات التي تقدمها هذه الأسر طيفاً واسعاً، منها الأغذية المختلفة والملابس، إلى جانب المنتجات المصنوعة يدوياً، مثل الأشغال اليدوية وقطع الأثاث الفني والمطرزات، و تُعد الحرف التقليدية مثل التطريز من أبرز الأنشطة التي تم تطويرها وتوظيفها لإنتاج مشغولات حديثة وجميلة، تجمع بين العراقة والحداثة، وتمكنت هذه الأسر من تحدي الصعوبات وإثبات قدراتها، مما ساهم في تحويل هذه المشروعات إلى مصادر دخل مستقرة.
من بين هؤلاء النساء، تأتي قصة نشوى محمد إبراهيم التي بدأت مشروعها بقرض من جهاز تنمية المشروعات في مجال إنتاج الملابس والمشغولات المطرزة، وبدأت نشوى مشروعها الصغير قبل سنوات، ولكن مع الإصرار والتطوير، أصبح اليوم واحداً من أهم المشروعات في إنتاج الملابس المطرزة، تستخدم نشوى تقنيات التطريز التقليدية، وتوظف سيدات من المنطقة يحملن سر هذه الصنعة، ومنتجاتها تجد طريقها إلى معارض محلية ودولية، مما يعزز نجاح مشروعها.
وتقول نشوى: "بدأت مشروعي بشكل بسيط، لكن اليوم أصبح من أهم المشروعات في هذا المجال،أشارك بمنتجاتي في معارض محلية كبيرة، في سيناء و القاهرة".
وزينب عبد ربه هي أم لـ6 أطفال، تعيلهم من خلال إنتاج الملابس التقليدية المطرزة، إلى جانب مشغولات يدوية وأغطية رأس تعكس فن الإبرة والخيط السيناوي القديم.
تصف زينب هذا العمل بأنه يتطلب الصبر والاجتهاد، ورغم التحديات التي واجهتها، تمكنت من تحقيق النجاح الذي تسعى جاهدة للحفاظ عليه، مضيفة:"الحرفة تحتاج إلى صبر، وأنا أتغلب على كل الصعوبات لأحقق النجاح".
وخلود حجاب، أرملة وأم لثلاث فتيات، وجدت نفسها مضطرة لمواجهة الحياة بعد وفاة زوجها، قررت أن تتعلم فن إنتاج مشغولات الخرز عن طريق الإنترنت، وبفضل تصميمها وإصرارها، نجحت في تحويل هذه الهواية إلى مشروع تجاري.
خلود تنتج قطعاً متنوعة من الخرز وتسوقها عبر الإنترنت ومن خلال المعارض ، وتقول:"فخورة بأنني وبناتي شركاء في النجاح، حتى ابنتي ذات الثماني سنوات أصبحت منتجة معنا".
لم يقتصر هذا الاتجاه على السيدات ربات البيوت فقط، بل استهواه أيضًا العديد من الخريجات الجامعيات اللواتي وجدن فيه ملاذًا للإبداع وفرصة لتحقيق دخل، من بينهن أميرة عصمت محمد، التي تخرجت في كلية التجارة، ولكنها اختارت أن تبدأ مشروعها الخاص في رسم اللوحات الفنية والبورتريهات على مختلف المنتجات المنزلية مثل الصواني والأكواب، وحتى اللوحات الفنية للتأمل، وتقول أميرة: "لم أنتظر وظيفة، بل سعيت بجهدي لأصبح منتجة بنفسي".
ومنى الشوربجي، بدورها، تبدع في فن التطريز على المناديل والملابس لتستخدم كهدية في مناسبات مثل الخطوبة وحفلات السبوع، وتقول إن هذا الفن الراقي يحظى باهتمام العديد من العملاء، وتعتبره فرصة لخلق ذكريات مميزة في المناسبات.
وأمل أحمد عبد اللطيف اختارت تصميم النقوش على الأحجار الكريمة كمهنتها الجديدة بعد أن كانت تمارس مهنة المحاماة، وقالت إنها وجدت في هذا الفن مجالاً يمكنها من الإبداع وتحويل هوايتها إلى مصدر دخل مستقر، وتسوق منتجاتها عبر الإنترنت، حيث لاقت إقبالاً كبيراً من محبي الفن الراقي.
لم يقتصر الأمر على النساء فقط، بل شاركت بعض العائلات بأكملها في هذا الاتجاه، فالشاب أمير صالح يعمل مع والدته وشقيقه الأصغر في إنتاج الأثاث المنزلي اليدوي مثل الأباجورات والستائر والمرايا، وهو فن يتميزون فيه وأصبح مصدر دخل مستقر للعائلة.
بينما هالة عبد العاطي أحمد، وهي أم كانت تبحث عن مصدر دخل لأسرتها، وجدت نفسها في عالم إنتاج الخرز، وتقول هالة إنها بدأت بإنتاج مشغولات الخرز المنزلية وتسويقها في المعارض، حتى تمكنت من افتتاح متجر خاص بها لعرض منتجاتها بعد أن حققت نجاحاً في هذا المجال.
وأزهار عبد الكريم، ربة منزل، تستغل وقت فراغها في إنتاج المواد الغذائية التقليدية مثل مخللات الزيت السيناوي والفلفل والليمون، وتقول إن هذه المنتجات تلقى رواجاً كبيراً بين المهتمين بالمنتجات الغذائية التقليدية في المنطقة.
وأمل الشريف، التي تعاني من ضعف البصر، تتحدى إعاقتها من خلال إنتاج المخبوزات في منزلها وتسويقها عبر الإنترنت، و تشاركها ابنتها في هذا العمل، وقد نجحت في كسب زبائن كثيرين لجودة إنتاجها كما تقول.
وشيماء السيد جاد، تنتج إكسسوارات وسلاسل من الأحجار الكريمة بأشكال جديدة ومبتكرة وتقول شيماء إن هذا العمل يساعدها على استغلال وقتها ويحقق لها دخلاً مجزياً.
والدكتورة صابرين سعيد، المتخصصة في الكيمياء، وجدت طريقها في تصنيع مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر باستخدام مواد طبيعية مستخلصة من جبال سيناء.
صابرين بدأت هذا المشروع بعد تجربتها الشخصية مع مشاكل صحية، ونجحت في تطوير منتجات صحية عالية الجودة تُسوق في جميع المحافظات المصرية، وتسعى لتصديرها للخارج.
من جانبه، أكد محمد سلامة الشوربجي، مدير فرع جهاز تنمية المشروعات بشمال سيناء، أن الجهاز كان له دور كبير في دعم العديد من هذه الأسر، حيث وفر لها القروض والمساعدات اللازمة لإطلاق مشروعاتها.
وأشار إلى أن الجهاز يتيح الفرصة أمام هذه المشروعات للمشاركة في معارض محلية وخارجية، مما يساعدها على الانتشار وتحقيق المزيد من النجاح.
ام-وابنتها-يبدعن-في-تشكيل-الاحجار-الكريمه
تستقبل-زبائنها-في-المعرض
تعاني-اعاقة-في-بصرها-وتنتج-من-بيتها
تقدم-انتاجها-المنزلي
تقدم-منتجات-طبيعيه-للعناية-بالجسم
تقوم-بفن-الخرز
شاب-ينتج-بمساعدة-والدته-وشقيقه
فن-البورتريهات
مصممة-بورتريهات
اسر-تعمل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة