تمكن فريق طبى بوحدة المخ و الأعصاب بطب عين شمس من إنقاذ حياة طفل عمره 10 سنوات من الموت المحقق بعد إصابته بالسعار نتيجة عضة كلب أثناء سيره في الشارع للذهاب الى المدرسة.
عمر مع اخواته ووالدته
قام فريق طب عين شمس بإنجاز طبي كبير حيث يسبب مرض السعار الوفاة ولا يوجد له علاج حتى الآن، فقد توصل الفريق برئاسة الدكتورة أمنية الرشيدى أستاذ الاعصاب بالكلية بالتوصل لعلاج طبى أدى إلى شفاء عمر من حالة السعار التى أصيب بها نتيجة عضة الكلب في حالة هي الأولى من نوعها في العالم بعد أن ظل الطفل في المستشفى 3 شهور متتالية لتلقى العلاج في حالة نادرة على مستوى العالم.
والده عمر حسين
وكان الطفل قد عضه كلب بمنطقة جسر السويس أثناء ذهابه إلى المدرسة لاداء امتحان اللغة الإنجليزية بالمرحلة الابتدائية، وأثناء سيره بالشارع في الساعة السابعة والنصف صباحا طارده أحد الكلاب بالشارع حيث كان الكلب شرسا جدا، وقد تمكن من الطفل وأوقعه على الأرض حتى مزق بأسنانه أصابع يديه اليمنى وأدى لحدوث قطع بشريان ظهر اليد ما تعرض الطفل للنزيف الشديد.
ويحكى عمر حسين قصة عضه من الكلب قائلا: كان عندى امتحان انجليزى وكان آخر امتحان ليه في الصف السادس الابتدائى، ونزلت من البيت الساعة 7.30 الصبح كانت رايح لصاحبى علشان نروح سوا المدرسة، وأنا ماشى في الشارع طلع عليه كلب بلدى ومسك في طرف الجاكيت بتاعى ولف بيه في الهواء علشان يوقعنى في الأرض، وقعدت ارفس برجلى علشان يسبنى ولم يتمكن من عضى في رجلى علشان كنت لابس بنطلون جينز وجزمة كوتشى، ولكن لما لقيته عايز يعضنى فدفعت بفكه بإيدى علشان ميعضنيش، ولكنه تمكن من عض صوابع ايدى وظهر ايدى عندما كنت ابعد فكه عنى، ولأنه كان شريان فنزفت دم كثير جدا لأنه هبش صوابع ايدى.
وأضاف، من الخوف والرعب روحت أجرى على باب البيت وندهت على أبويا وكتمت الدم بقماشة واغمى عليه امام باب شفتنا وادونى ميه وسكر وماما ندهت لخالى علشان يروح مع بابا المستشفى، وذهبنا إلى المستشفى واخذنى أبويا إلى مستشفى السلام وحولونا من مستشفى السلام إلى مستشفى العباسية علشان يدونى حقنة غالية هناك.
والدة عمر تحكى قصة ابنها بعد عضة كلب ..
وتتذكر والد عمر حسين ما حدث له في هذا اليوم وهى لا تصدق حتى الان كيف أن إبنها نجا من الموت باعجوبة بعد أن حير الأطباء في علاجه، مؤكدة أن عمر خرج من المنزل في الساعة 7.30 وكان آخر امتحان له في الصف السادس الابتدائى، ونزل وبعد 10 دقائق أو ربع ساعة وجدت عمر بيصرخ، ولقيته غرقان في دمه عند بوابة البيت، واستغاثت بوالده مكناش نعرف ايه اللى حدث له، روحت أغير هدومى بسرعة ولكن والده سبقنى واخذه وذهب الى المستشفى، ولقيت "بركة من الدم" أمام البيت معرفش ايه اللى حصل لابنى ، وعرفت منهم بعد كده إنه دخل في شارع جنبنا علشان يعدى على واحد صاحبه ليذهبا الى المدرس مع بعض.
وقالت، إن الكلب شده من طرف الجاكيت بتاعه ولف بيه في الهواء وأوقعه على ظهره، بدا الكلب يعضه في رجيله وكان لابس بنطلون جينز وكوتشى فلم يتمكن من عضه في رجليه والكلب لف من عند وشه، ولما دفعه بإيده عضه ومزق 3 أصابع وحدث قطع في شريان ظهر كف اليد مما تسبب في حدوث النزيف، ووصل الفيروس إلى المخ والعمود الفقرى، موضحة ان والده ذهب الى مستشفى السلام وحولته الى الوحدة الصحية لصرف مصل الكلب وأخذ هناك حقنة تيتانوس ثم تم تحويله إلى مستشفى حميات العباسية، وهناك قالوا إن في حقنة ثمنها ألف دولار لازم يأخذها ولكن لازم موافقة من وزارة الصحة لصرفها علشان ثمنها غالى وظل والده من الساعة 9 صباحا حتى الساعة 3 عصرا منتظر قرار الوزارة.
وأشارت إلى أن الطبيب قال لها إن عمر مش محتاج الحقنة، ووالده جابه وجرى على المدرسة علشان يمتحن وظل المدرسين منتظرينه حتى أدى الامتحان وامتحن وروح على البيت لما جه البيت وحكى لي على اللى حصل وبدانا ناخذ التطعيمات وبعد الحقنة الرابعة أصبح يشتكى من كتفه الشمال وأخذنا كارت التطعيمات، وبعد 20 يوم بدأت الشكوى من كتفه الشمال ثم العمود الفقرى وظهره وبدا يفقد الإحساس من كتفه الشمال، وذهبنا به الى طبيب مخ واعصاب فحولنا الى مستشفى العباسية وقعدنا هناك حتى الساعة 3 صباحا وتم إعطاء عمر علاجات عادية ولفينا على مستشفيات تانية كثيرة دون معرفة علاج عمر.
دعيت ربنا لإنقاذ ابنى عمر من الموت وكنت أقرأ سورة البقرة يوميا..
وأضافت، ذهبنا بعدها الى مستشفى الدمرداش، وكان قد أخذ التطعيمات إلا تطعيم واحد فقط وهو التطعيم الخامس لم ناخذه علشان لم يكن في ميعادة وتم تقييمه واتحجز في نفس اليوم وبدأ عمر ينهار حيث فقد الإحساس برجليه ثم فقد الكلام وفقد ايديه وفقد القدرة على البلع، وأصبح غير قادر على الحركة أو المشى أو الكلام، و في الطوارئ طبيبة صغيرة من كلمتين قالتهم خلتنى اشعر ان ابنى بضيع منى وانه خلاص حيموت قالتلى شوفى عمر نفسه في ايه واعمليهوله، وحسيت وقتها إنها اكبر طعنة بالنسبة لى وأصبحت منهارة وقلبى يتعصر من الألم ومفيش حد ممكن يشعر بالشعور ده بعدها كنت أظهر تماسكى ولكن كنت ادخل البلكونة وابكى علشان لا يرانى وأمسح دموعى حتى لا يتاثر، وفى البداية شعرت باليأس وكنت بعدى أمام العربيات كنت اتمنى أموت ولا أعيش هذه اللحظة، وبدأت استعين بالله، ولي صديقة طبيبة أطفال قالت لى عليكى بقراءة سورة البقرة لمدة 3 أيام متتالية، وحتى هذه اللحظة أقراها يوميا وكان لدى يقين أن عمر سيشفى من هذا المرض رغم شدة مرضه.
عمر مع والدته
وأشارت إلى أن الفريق الطبى بجامعة عين شمس ارسل الينا أكثر من بروتوكول علاجى وكان فى طالبة أمريكية كانت حالتها قريبة من عمر وعملوا لها "غيبوبة متعمدة" أثناء رحلة علاجها، وقد تم شفائها ولكن الدكتورة أمنية الرشيدة خافت تدخل عمر فى غيبوبة ولا نستطيع ارجاعه مرة أخرى وبدأت تديله أدوية منومة حتى يتم التمكن من علاجه، وتم إعطاء عمر أدوية مضادات الفيروسات، واعطائه ما يطلق عليه حقن الــ" IVIG" وهو دواء مناعى أسعاره مرتفعة جدا والجرعة تصل إلى 65 ألف جنية، وهذه الحقن عبارة عن أدوية مناعية تهاجم الفيروسات فى الجسم، ويتم نزولها مع الإخراج.
وتحكى فى ذهول مما حدث وكيف تم إنقاذ ابنها عمر، قائلة: قعدنا 3 شهور فى المستشفى، وكان الوضع صعب جدا وطلبت منى الدكتورة أمنية الرشيدى الخروج من المستشفى حتى تتحسن حالته النفسية، ولكنى قلت لها انه فى المستشفى معلق محاليل ولكن فى المنزل ممكن يأكل ازاى، فقالت أنا واثقة انك تقدرى تؤكّليه، كنت بأكله من خلال السرنجة وفضلنا على هذا الحال حتى أخذنا جرعة أخيرة من الأدوية المناعية "IVIG"، بعدها طلب منى تناول مكرونة، وكانت فرحة كبيرة بالنسبة لينا أن يطلب الأكل لأنه ظل 3 شهور دون أن يتناول أى طعام سوى المحاليل، وأكلته لسان عصفور بالمعلقة بعد ما خرج من المستشفى بشهر، وكنا قد أخذنا فترة طويلة يأكل الأكل بالسرنجة، بعدها بدأ يتعود ياكل ولكن أطعمة خفيفة، بعد فقد القدرة على المشى والنطق والحركة، وأصبح مثل الطفل الصغير لا يستطيع أن يتقلب.
الطفل عمر
وأكدت، أن مستشفى حميات العباسية لم تعطه الحقنة الغالية، وقالوا لم يصل لنا رد من الوزارة لأخذ الحقنة والدكاترة قالوا مش محتاجها، وأخذ المصل فقط بالوحدة الصحية وأخذنا الكارت الذى يحصل على مصل الكلب من الوحدة الصحية، ولو كان أخذ الحقنة الغالية مكنش أصيب بالمرض، مضيفة، أن الفريق الطبى بمستشفى الدمرداش شخصوه على إنه مصاب بالسعار، وتم علاجه على هذا الأساس، وبعد 40 إلى 50 يوما فى طب عين شمس أعطوه الحقنة التى تحمى من السعار وثمنها ألف دولار، موضحة انهم لم يبخلوا على عمر بأى علاج قد يفيده رغم انها قد يكون فات ميعادها حيث إنها لا فائدة منها بعد مرور اليوم الأول وحتى مرور أسبوع، موضحة، أن الدعم النفسى كان مهما جدا لعمر.
وأوضحت، أن أول ما بدأ الأطباء فى علاج عمر بدأوا بحقن الـ IVIG وبداوا يدخلوا عقار الريبافرين وعقاقير لعلاج الفيروسات وكانت أدوية الفيروسات تؤخذ لفترة معينة ثم يتم وقفها، والأطباء أكدوا أن شفاء عمر هو اول حالة نجاة على مستوى مصر والعالم، مشيرة إلى إنه حاليا البروتوكول لعلاج عمر هو العلاج الأول الذى يتم تطبيقه لعلاج السعار.
وأضافت، أن حالة عمر كانت صعبة جدا حيث كان يصرخ وهو مريض لأن الالتهاب وصل إلى المخ وعمل هياج فى الدماغ، وتم إعطاء عمر أدوية منومة على طول لأن الفيروس بينشط كل ما يكون فيه نشاط والمخ شغال، وكانت كل الشواهد تقول أن عمر سيتوفى ولكن ربنا نجاه، موضحة، أن الكلب اللى عض ابنى يخص شخصا كان يربى كلابا كثيرة 3 من نوع جيرمان وكلبين بلدى، ورغم ما حدث لعمر ظل يمشى مع الكلاب وكانه لم يحدث شيء.
وتوجه رسالة للمسئولين قائلة: لازم يكون فى حل لمشكلة الكلاب لأنهم ممكن أن يهاجموا أى شخص لأنها أصبحت موجودة فى كل مكان حتى الأماكن الراقية، مؤكدة، أن أى حد من ولادى ينزل الشارع بكون مرعوبة أن تعضه الكلاب، موضحة أن الأطباء وقفوا معايا حتى استطاع عمر أن يتعافى، مضيفة، انه لازال عمر لديه مضاعفات فى يده حيث إنه لا يستطيع أن يلعب أو أن يمسك القلم رغم إنه كان يلعب كونغوفو قبل عضة الكلب، مضيفة، أن ربنا كرمنى وأعاد لى عمر ولو قضيت عمرى كله ساجده مش حوفيه حقه، وانا واثقة أن عمر سيشفى تماما.
توصلنا لعلاج لمرض السعار وعمر أول من تم شفائهم وسينشر البحث فى المجلات العلمية..
من جانبها قالت الدكتورة أمنية الرشيدى أستاذ المخ والأعصاب بطب عين شمس ورئيس الفريق الطبى المعالج لعمر، أن عمر يعتبر أول حالة فى مصر بل أول حالة فى العالم، وسيتم نشرها على مستوى العالم بالمجلات العلمية العالمية، موضحة أن علاج طفل من السعار لم يحدث من قبل فهو يعتبر انجاز طبى كبير، حيث وضعنا بروتوكول علاجى من فريق بوحدة أعصاب الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس لكى نستطيع أن نستخدمه فيما بعد مع الأطفال الذى يتعرضون لعضة كلب.
وأكدت، أن عمر جاء إلينا بعد 3 أسابيع بعد ما أخذ التطعيمات اللازمة ومش قادرين نعرف ايه الخلل اللى حدث فى هذا الطفل، موضحة، إنه يمكن أن تكون الطريقة التى أخذ بها التطعيم لم تكن سليمة، أو غير الأيام كانت غير منتظمة، مشيرة إلى أن الطفل كان يوجد به إصابات متعددة فى اليد وفى الرأس، ووصل إلى المستشفى بالتهاب بعصب يده الأيسر والحالة بدأت تتطور أثناء حجزة فى مستشفى الأطفال بالدمرداش، موضحة، إنه على مدى 4 شهور الطفل تم علاجه والحمد لله كان سيعرض الحالة فى مؤتمرنا لانه انجاز طبى.
وأضافت، أن عمر عنده 12 سنة، ووالدته ست عظيمة لأنها ظلت معه 3 شهور بالمستشفى، وتم علاجه بالأجسام المناعية، وكانت تكلفتها عالية جدا، ووفرناها للطفل رغم ارتفاع ثمنها فى وحدة الأعصاب بطب عين شمس، وأخذنا خبرات من أكثر من بحث علمى وعملنا بروتوكول بالحالة، وبعد شفائه احتفلنا بعمر بعد ما أنهى العلاج لأنه خرج من المستشفى وطلبنا من الأم عمل تأهيل من العلاج الوظيفى والتاهيلى، مشيرة إلى انه عمر دخل فى غيبوبة عندما كان فى المستشفى، لأن مرض السعار أصاب المخ، وكان قد فقد النطق والمشى وحركات اليد والقدرة على البلع او الأكل وسبب له التهاب المخ.
السعار مرض قاتل والتوصل لعلاج يعتبر إنجازا طبيا..
وقالت، إن السعار مرض قاتل والحمد لله ربنا أكرمنا، وسيتم نشر البحث بالمجلات العلمية وكنا نتابعه متابعة دقيقة ووالدته لم تكن تعرف إنه سعار لأنه أخذ التطعيم، ودى حاجة جديدة علينا وكلنا في البداية نفكر إنه التهاب مناعى ليس له علاقة بعضة الكلب ولكن قمنا بعمل التحاليل والفحوصات ورنين على المخ والعمود الفقرى ورسم أعصاب وحلننا المرض في وزارة الصحة المصرية والحمد لله تم علاجه بوحدة الاعصاب بمستشفى الاعصاب بالدمرداش بفريق طبى كبير، وهذا الفرق بين المستشفى الجامعى واى مستشفى أخرى لأننا نطلع على احدث الأبحاث وبالتالي نقدم للمريض أحدث العلاجات، مضيفة، إنه يعانى حاليا من ضعف في يده اليسرى، وكان يأخذ الادوية المناعية ومضادات للفيروسات والأدوية المهدئة والأدوية التي تعالج التهاب الأعصاب.