تطورات إقليمية جديدة، ولكن هذه المرة على الأراضي السورية، لتصب الزيت على النار في منطقة مشتعلة أساسا، وذلك إثر المستجدات التي تشهدها الساحة في دمشق، جراء حالة الكر والفر في بعض المناطق بين قوات الجيش، والجماعات المسلحة المدعومة إقليميا، وهو الأمر الذي يفاقم الأوضاع، في الشرق الأوسط، في لحظة تبدو حساسة للغاية، في ضوء العدوان على قطاع غزة، بينما لم تمر أيام معدودة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وانسحبت عناصر مسلحة من مدينة حلفايا شمال مدينة حماة باتجاه إدلب في سوريا، كما استمر وصول تعزيزات عسكرية للجيش السوري على أطراف مدينة حماة وسط سوريا، وذلك إثر استهداف الطيران الحربي السوري والروسي الأرتال التابعة لعناصر مسلحة انسحبت من ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الجنوبي.
ومن جانبه، أعلن مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، القضاء على 300 مسلح على الأقل في محافظي حلب وإدلب شمالي سوريا، بالتعاون مع قوات الحكومة السورية.
وقال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، أوليج إجناسيوك، في إفادة صحفية: "على مدار الساعات الـ24 الماضية، تم تنفيذ ضربات بالصواريخ والقنابل على أماكن تمركز المسلحين ونقاط للمراقبة ومستودعات للذخيرة ومواقع للمدفعية، وجرى القضاء على ما لا يقل عن 300 مسلح".
بينما أعلن الجيش السوري تأمين 7 قرى جديدة في ريف حماة الشمالي، موضحا أنه تمكن من التصدي لهجمات شنتها التنظيمات الإرهابية ومنعها من تحقيق أي خرق في المنطقة نفسها.
ونقل التليفزيون الرسمي السوري عن المصدر القول، إن القوات العاملة على اتجاه ريف حماة الشمالي تمكنت خلال الليلة الماضية من تعزيز خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، وتصدت لتنظيمات إرهابية.
وأشار إلى أن القوات المسلحة السورية تمكنت - أيضا - من تأمين عدد من المناطق بعد طرد الإرهابيين منها أهمها قلعة المضيق ومعردوس، كما قضت على العشرات منهم ولاذ بقيتهم بالفرار.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، بحث الرئيس السوري بشار الأسد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وعددا من القضايا العربية والدولية.
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي للرئيس الأسد، وفقا لتلفزيون "سوريا" السبت، أن أمن سوريا والعراق هو أمن واحد، مشددا على استعداد العراق لتقديم كل الدعم اللازم لسوريا لمواجهة الإرهاب.
وشدد السوداني على تمسك العراق باستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيه.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ أن الدولة السورية ستواصل حربها لمكافحة الإرهاب والعمل على استعادة الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة وسلامة أراضيها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية السورية من نظيره الفنزويلي وزير السلطة الشعبية للعلاقات الخارجية في جمهورية فنزويلا البوليفارية إيفان هيل؛ تم خلاله التركيز حول التطورات الأخيرة في الشمال السوري الناجمة عن الهجمات الإرهابية عليه.
وشرح الوزير السوري خلال الاتصال الهاتفي لنظيره الفنزويلي حجم ونطاق هجوم الجماعات الإرهابية على حلب وإدلب، والذي أدى إلى ترهيب المدنيين الآمنين وتعطيل جميع مناحي الحياة، وأفضى إلى موجة نزوح كبيرة.
من جهته أعرب الوزير هيل عن إدانة بلاده الشديدة لـ الأعمال الإرهابية في الشمال السوري ؛ وتأكيد فنزويلا البوليفارية التزامها بالسلام، مؤكداً تضامن رئيس جمهورية فنزويلا والشعب الفنزويلي مع سوريا قيادة وشعباً.
وفي السياق نفسه، أعرب محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، عن القلق البالغ إزاء التطورات الأخيرة الجارية في الأراضي السورية، مؤكدًا على دعم البرلمان العربي لأمن واستقرار الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وعدم الانزلاق نحو الفوضى، التي تستغلها التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة لاستئناف أنشطتها.
وأكد اليماحي دعم البرلمان العربي لكل الجهود والمساعي العربية التي تهدف إلى إيجاد حل سلمي شامل للأزمة السورية بما يضمن وحدة سوريا وبسط سيادتها على كامل أراضيها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والتنمية.
في حين، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، نأمل تدخل الدول الإسلامية وعدم السماح لأمريكا وإسرائيل باستغلال الصراع الداخلي في سوريا.
و أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، دعم بلاده للحكومة والجيش في سوريا ضد الجماعات الإرهابية.
وقال عراقجي، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية اليوم الأحد، على هامش مراسم إحياء ذكرى الیوم الوطني للقوة البحریة، سأتوجه إلى دمشق اليوم حاملا رسالة الجمهورية الإسلامية إلى الحكومة السورية، نحن ندعم بقوة الحكومة والجيش في سوريا.
وأضاف عراقجي الجيش السوري سينتصر مرة أخرى على هذه المجموعات الإرهابية كما كان في السابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة