يعد طريق حورس الفرعوني أحد أبرز وأقدم الطرق التاريخية التي مرت عبر سيناء، حيث يمتد من قلعة ثارو بالقرب من القنطرة شرق حتى رفح. يعتبر هذا الطريق شاهداً على أوجه عديدة من تاريخ مصر القديمة، فقد استخدمه ملوك مصر في حملاتهم العسكرية تجاه الشرق، كما لعب دوراً مهماً في تحفيز التجارة بين مصر و بلاد الشام.
توضح بيانات محافظة شمال سيناء، انه كان طريق حورس الفرعوني يمتد عبر سيناء بطول 220 كم، ويُعد أحد أهم مسارات التنقل في العصور القديمة. وقد حمل الطريق اسمه نسبة إلى الإله المصري حورس، الذي كان يرتبط بقوة الفراعنة وأسطورتهم. استخدمه ملوك مصر في حملاتهم العسكرية تجاه بلاد الشام. كما شهد الطريق حركة تجارية كبيرة بين مصر و الشرق، حيث كان يربط مصر بالعديد من المدن الشامية القديمة. وكان الطريق يشمل سلسلة من القلاع العسكرية وأماكن توقف تشرف عليها آبار المياه التي كانت تزوّد القوافل والجنود بالماء في مسيرتهم الطويلة عبر الصحراء.
ومن أشهر النقوش التي تحدثت عن هذا الطريق هو نقش الملك سيتى الأول في معبد الكرنك، الذي أشار إلى بناء العديد من القلاع العسكرية وآبار المياه على طول الطريق، ما يبرز أهمية طريق حورس في تلك الفترة.
في محافظة شمال سيناء، وتحديدًا في منطقة تل الكدوة، نجحت بعثة أثرية مصرية ي في الكشف عن مجموعة من آبار المياه المفقودة التابعة للطريق، والتي تعود إلى العصور الفرعونية. تم اكتشاف هذه الآبار ضمن إطار مشروع تنمية سيناء 2021-2022، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن آبار مياه من العصور الفرعونية في المنطقة.
أسفرت الحفريات عن الكشف عن خمسة آبار تقع خارج أسوار قلعة تل الكدوة، وتحديداً في منطقة ذات رمال صفراء، ما يبرز تكيف المصريين القدماء مع البيئة الصحراوية في إنشاء هذه المنشآت الحيوية. وتشير الشواهد إلى أن هذه الآبار تم تدميرها وردمها عمدًا، ما يعكس استخدام الطرق الدفاعية لمنع الغزاة من الاستفادة منها في أوقات الحروب، فيما نجا بئر واحد فقط.
البئر الناجي كان قد بُني بطريقة غير تقليدية، حيث تم حفره في الرمال ووضع حلقات من الفخار فوق بعضها البعض داخل البئر. يبلغ قطر كل حلقة حوالي متر، ويحتوي البئر على ثلاث فتحات جانبية تسهل النزول والصعود منه. وقد أظهرت الحفريات أن البعثة الأثرية تمكنت من النزول إلى عمق يزيد عن ثلاثة أمتار، حيث تم العثور على 13 حلقة فخارية وعدد من الأواني الفخارية التي ترجع إلى عصر الأسرة 26 (العصر الصاوي).
يُعد طريق حورس من أقدم الطرق العسكرية في سيناء، وقد كان له دور بالغ الأهمية في ربط مصر وفلسطين. وكان الطريق بمثابة شريان حيوي بالنسبة للجيش المصري، حيث أُنشئت على جانبيه قلاع وحصون كانت تُستخدم لصد أي هجمات معادية. وقد اشتهر في النصوص المصرية الفرعونية منذ عصر الدولة القديمة، حيث تم الإشارة إليه في نقوش الملك سيتى الأول على جدران معبد الكرنك. كما أطلق المصريون القدماء على كل قلعة و بئر من آبار طريق حورس تسميات محددة، مما يعكس التنظيم العسكري والاهتمام الكبير الذي أولاه الفراعنة لهذا الطريق.
اثار بالمكان
حفريات من اثار طريق حورس
من اثار طريق حورس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة