تمت إعادة مركبة فوييجر 1 إلى العمل مرة أخرى واستعادة عملياتها العلمية مرة أخرى، وكان عمر مركبتى فوييجر 47 عامًا، وهما أقدم مهمة فضائية عميقة عاملة حاليًا، وخلال فترة وجودهما سافرا عبر نظامنا الشمسي إلى الفضاء بين النجوم الذي يقع خارج تأثير شمسنا، وعلى مسافة حوالي 15.4 مليار ميل من الأرض، وبأجهزة تم بناؤها في سبعينيات القرن العشرين، واجه الثنائي نصيبهما من الصعوبات التقنية.
وقد واجهت مركبة فوييجر 1 على وجه الخصوص مشكلة خطيرة في نظام الاتصالات الخاص بها هذا العام، مما منعها من إرسال البيانات العلمية لعدة أشهر، ولكن الآن وبعد بعض الإصلاحات الدقيقة للغاية، عادت مركبة فوييجر 1 إلى العمل مرة أخرى، بعد أن استأنفت عملياتها العلمية واستمرت في مهمتها الطويلة المنفردة.
وتم الإعلان عن مشكلة الاتصال في ديسمبر من العام الماضي ، عندما توقف نظام يسمى وحدة تعديل القياس عن بعد عن الاتصال بنظام الكمبيوتر الخاص بالمسبار، والذي يسمى نظام بيانات الرحلة ، وتم إصلاح هذه المشكلة في أبريل من هذا العام، من خلال قيام المهندسين بتقسيم عمل شريحة معطلة بذكاء وتوزيعها في جميع أنحاء نظام الكمبيوتر العامل، في يونيو تمكنت فوييجر 1 من إعادة تشغيل أدواتها العلمية والعودة إلى ملاحظاتها.
ولكن لم تكن هذه نهاية مشاكل المسبار، ففي أكتوبر أوقفت المركبة الفضائية أحد أجهزة الإرسال اللاسلكية الخاصة بها دون سبب واضح، في ما بدا وكأنه استجابة تلقائية عندما تكتشف المركبة الفضائية خللاً.
والواقع أن الأنظمة غير الأساسية مصممة لإيقاف تشغيل نفسها عند وقوع أحداث شاذة لمنع الضرر، مثل استهلاك قدر كبير من الطاقة ، ولكن هذا يعني أن جزءاً من نظام الاتصالات المسمى جهاز الإرسال اللاسلكي ذي النطاق X لم يعد يعمل بشكل صحيح، ولم يعد بوسع المركبة الفضائية التواصل إلا باستخدام نظام إرسال أضعف يسمى النطاق S.
ولم يكن من الواضح ما إذا كانت إشارة النطاق S ستكون قوية بما يكفي لالتقاطها من الأرض، لكن المهندسين تمكنوا من تحديد موقع الإشارة والبقاء على اتصال بالمركبة الفضائية ، وهذا يعني أنهم لم يتمكنوا من الحصول على بيانات علمية، بسبب قيود الاتصالات.
وقبل أن يتمكنوا من إعادة تشغيل جهاز الإرسال X-band، كان على المهندسين معرفة سبب اكتشاف الخلل في المقام الأول، واتضح أن السبب كان تشغيل مشعاع تسبب في الخلل، حيث تعمل المركبة الفضائية بكمية ضئيلة للغاية من الطاقة.
وعلى الرغم من أن مولدات الطاقة الخاصة بها تنتج حوالي 470 واط عند الإطلاق، إلا أن المركبة الفضائية تفقد 4 واط من الطاقة كل عام، لذا فإن الطاقة تشكل مصدر قلق دائم ، وتستخدم المركبة الفضائية حاليًا أربعة من أدواتها العلمية الأصلية العشرة.
وأعاد المهندسون تنشيط جهاز الإرسال X-band في وقت سابق من هذا الشهر، وبدأ في جمع البيانات مرة أخرى منذ الأسبوع الماضي، وبعد إنجاز بعض المهام النهائية مثل إعادة ضبط النظام الذي يقوم بمزامنة أجهزة الكمبيوتر الثلاثة الموجودة على متن المركبة الفضائية، سيعود الجهاز للعمل بكامل طاقته مرة أخرى.
