يُعد الدكتور محمد سيد طنطاوي واحدًا من أبرز أعلام محافظة سوهاج، بل ومن الشخصيات البارزة في العالمين العربي والإسلامي نشأ في بيئة علمية ودينية شجعت على حب العلم والتعلم أصبح الشيخ طنطاوي رمزًا من رموز العلم والدين في مصر والعالم الإسلامي، إذ شغل العديد من المناصب المهمة، أبرزها شيخ الأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية من خلال مسيرته الأكاديمية والشرعية، ترك الشيخ طنطاوي إرثًا كبيرًا من الفتاوى والمؤلفات التي أثرت في فهم الدين الإسلامي وتعاليمه، كما كانت له العديد من المساهمات في تطوير الأزهر الشريف.
وقد وُصف بمسيرته الحافلة بالعلم والعمل الدؤوب، ليظل اسمه علامة بارزة في تاريخ الأزهر والدين الإسلامي.
وُلد الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الجامع الأزهر، في قرية سليم الشرقية بمركز طما شمال محافظة سوهاج، نشأ في أسرة ذات توجه ديني، حيث حفظ القرآن الكريم في مدينة الإسكندرية في سن مبكرة التحق الشيخ طنطاوي بجامعة الأزهر، حيث حصل على الليسانس في أصول الدين عام 1958، ثم عمل إمامًا وخطيبًا في وزارة الأوقاف بدءًا من عام 1960 وفي عام 1966، حصل على درجة الدكتوراه في الحديث والتفسير، ليبدأ مسيرته الأكاديمية في كلية أصول الدين، حيث عين مدرسًا في عام 1968، وتدرج في المناصب الأكاديمية، بما في ذلك الانتداب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات.
تم تعيين الشيخ طنطاوي مفتياً للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986، حيث تولى هذا المنصب حتى عام 1996، وفي 27 مارس 1996، تم تعيينه شيخًا للأزهر، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته، طوال فترة توليه مشيخة الأزهر، كان له دور بارز في تطوير المؤسسات الأزهرية والإشراف على نشر العلم الشرعي، بالإضافة إلى إصداره العديد من الفتاوى المؤثرة في المجتمع المصري والإسلامي.
توفي الشيخ محمد سيد طنطاوي في 10 مارس 2010، عن عمر يناهز 81 عامًا، إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، بعد مشاركته في مؤتمر دولي، تمت الصلاة عليه في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، حيث وُري جثمانه الثرى في مقبرة البقيع، وقد ترك الشيخ طنطاوي إرثًا علميًا ودينيًا كبيرًا في خدمة الأزهر الشريف، وكان له تأثير عميق في العالم الإسلامي.