سيطر الحزن على الوسط السينمائي العربي، وذلك بسبب رحيل المخرج والباحث السينمائي والمصور والمونتير العراقي قيس الزبيدي، في برلين والذي يعد موسوعة سينمائية كاملة.
قيس الزبيدي
وعبر عدد من صناع السينما وخبراء المهرجانات والنقاد عن حزنهم على رحيل قيس الزبيدي، حيث كتب انتشال التميمي خبير المهرجانات والمدير السابق لمهرجان الجونة، عبر حسابه بموقع فيس بوك: "وداعا أيها الصديق الأعز.. قيس الزبيدي خبر صاعق أن يرحل عنا أحد أبرز السينمائيين العراقيين والعرب الباحث والمخرج والمونتير البارز قيس الزبيدي.. لا أجد كلمات مناسبة لتتحدث عن حجم إنجاز قيس، ولكن يمكنني أن أتحدث عن عمق العلاقة التي ربطتني بالراحل، وداعا عزيزي قيس"، فيما كاتب الناقد فيصل الشيباني وداعا قيس الزبيدي.. سكنته القضية الفلسطينية.. تغمده الله بواسع رحمته".
وتعود رحلة الراحل قيس الزبيدي مع السينما بداية من تخرجه في معهد الفيلم العالي في بابلسبرغ، ألمانيا بدبلوم في المونتاج عام 1964 ودبلوم في التصوير عام 1969.
فيما أخرج مجموعة من الأفلام التسجيلية في المؤسسة العامة للسينما في دمشق وفي دائرة الثقافة والأعلام في منطقة التحرير الفلسطينية ولبنان وألمانيا، وحازت أفلامه على جوائز في مهرجانات عربية ودولية عديدة، وساهم الزبيدي في تأسيس السينما التسجيليّة العربيّة وتطويرها.
أسس قيس الزبيدي الأرشيف السينمائي الوطني الفلسطيني، بالتعاون مع الأرشيف الاتحادي في برلين ألمانيا، وأخرج الزبيدي مجموعة من الأفلام التسجيلية في المؤسسة العامة للسينما في دمشق وفي دائرة الثقافة والأعلام في منطقة التحرير الفلسطينية ولبنان وألمانيا، ومنحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسام مواطنة الشرف الفلسطينية.
وقام بإخراج بعض الأفلام التجريبية منها "الزيارة" في 1970، و"اليازرلي" في 1974، وقام بمونتاج وإخراج مجموعة من الأفلام العربية المهمة في كل من دمشق ولبنان وتونس وفلسطين وألمانيا.
وآخر أعماله كان فيلم "واهب الحرية" عام 1987 والذي عرضت نسخته المرممة في باريس مؤخرا وتناول عمليات المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي.
قدم عنه الكاتب محمّد ملص، كتاب كامل بعنوان قيس الزبيدي - الحياة قصاصات على الجدار، وقال ملص في الكتاب، "لمعت في ستينيّات القرن المنصرم أسماء لا نعرف عنها الكثير. جيلٌ كامل ممّن حلموا، وأنتجوا، وناضلوا، كلًّا بطريقته في هذه البقعة من العالم، حيث مخاضٌ لا ينتهي.. منهم من حمل بندقيّة، منهم من لوّح بقلم ومنهم من حاول التحريض على الواقع عبر توثيقه على شاشة".
وأكمل ملص: "مؤلّف هذا الكتاب وبطله بحّاران في سفينة واحدة. رفيقا «كاميرا» في أوطان تحكمها سلطة تبدأ بالرقيب وتنتهي بالمواطن/الأب. من خلال قيس الزبيدي، ذلك العراقيّ السوريّ الفلسطينيّ اللبنانيّ البرلينيّ، العربيّ الذي ساهم في تأسيس السينما التسجيليّة العربيّة وتطويرها، يستحضر محمّد ملص جيل الأمس بشخوصه، وأحلامه، ومحاولاته، وانكساراته. يستعيد المَشاهد التي جمعته بالزبيدي، اللقطات التي تعاونا فيها لإنجاز عمل مشترك، ولحظات الصفاء التي باح فيها قيس بهموم المهنة والأوطان وحكى فيها عن نفسه، خلف الكاميرا لا أمامها. هذا الكتاب ليس سيرة سينمائيّة للزبيدي وملص ورفقاء جيلهما فحسب، بل إنّه وثيقة عمّا حدث ذات يوم، في تاريخ صناعة السينما العربيّة وتطوّرها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة