يعد توفيق الحكيم أحد أهم الأسماء اللامعة فى جيل رواد الأدب العربي الحديث وقد نال مكانة خاصة وتربع على عرش المسرح العربي، مؤسسا تيارًا جديدًا هو المسرح الذهني.
ولد بمدينة الإسكندرية لأب مصري يعمل في سلك القضاء، وأم تركية أرستقراطية، وكان لطفولته بدمنهور أثر بالغ في تكوينه، شارك فى ثورة 1919، والتحق بكلية الحقوق ليتخرج فيها عام 1925، ثم سافر إلى باريس لاستكمال دراسته العليا فى القانون، لكنه حاد عن ذلك الهدف، إذ اتجه إلى الأدب المسرحي والقصصى، وتردد على المسارح الفرنسية، والأوبرا، ومتحف اللوفر، وقاعات السينما، وهو ما دفع والده إلى استقدامه إلى مصر مرة أخرى عام 1928.
تولى وظائف ومناصب عديدة، منها عمله وكيلا للنائب العام، ومفتشًا للتحقيقات بوزارة المعارف، ومديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح، ومديرًا لدار الكتب المصرية، ومندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس، ومستشارًا بجريدة الأهرام وعضوا بمجلس إدارتها، إلى جانب انتخابه عضوا بمجمع اللغة العربية.
أسس المسرح الذهني العربي الذي يَكشف للقارئ عالما من الدلائل والرموز التي يُمكِن إسقاطُها على الواقع في سهولة ويسر.
اتسم إنتاجه الأدبي بالغزارة والتنوع والثراء؛ فقد كتب المسرحية، والرواية، والقصة القصيرة، والسيرة الذاتية، والمقالة، والدراسات الأدبية، والفِكر الديني ومن أهم أعماله: "عودة الروح"، و"يوميات نائب في الأرياف"، و"عصفور من الشرق"، و"أهل الكهف"، و"بجماليون"، و"شهرزاد".
لمسيرته الحافلة بالإبداع توج بالعديد من الجوائز والأَوسمة المتميزة، منها "قلادة النيل" عام و"قلادة الجمهورية" ورحل الحكيم عن عالمنا في 26 يوليو 1987 عن عمرٍ يناهز 89 عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة