رفاعة رافع الطهطاوي، أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في نهضة مصر الحديثة في عهد محمد علي باشا وُلد الطهطاوي في مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ التعليم والثقافة والفكر في مصر بفضل رؤيته التقدمية وعمله الدؤوب في مجالات الترجمة والتعليم، أصبح الطهطاوي رمزًا من رموز التنوير والإصلاح. نسلط الضوء في هذا التحقيق على حياة رفاعة الطهطاوي، إنجازاته وأثره العميق في المجتمع المصري.
وُلد رفاعة في عام 1801 بمدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، ويعود نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، فيما تنحدر والدته من قبيلة الخزرج الأنصارية، منذ صغره أظهر رفاعة شغفًا بالعلم، حيث حفظ القرآن الكريم في صباه، وبعد وفاة والده عاد إلى مسقط رأسه ليجد في أخواله رعاية كبيرة. ودرس على يدهم المتون العلمية المتداولة في عصره، وكان لديه شغف بالتوسع في دراساته الفقهية والنحوية.
في عام 1817، التحق رفاعة بالأزهر الشريف في سن السادسة عشرة، حيث تلقى تعليمه في مختلف العلوم الإسلامية، بالإضافة إلى دراسة الفقه والنحو والصرف وعندما بلغ الرابعة والعشرين من عمره، سافر إلى فرنسا في عام 1826 ضمن بعثة تعليمية تضم أربعين طالبًا، كان قد أرسلها محمد علي باشا لدراسة العلوم الأوروبية الحديثة.
بعد خمس سنوات من إقامته في فرنسا، عاد رفاعة إلى مصر في عام 1831، محملاً بحلم كبير وطموح لتطوير التعليم في بلاده بدأ العمل في ترجمة الكتب العلمية الغربية في مدرسة الطب، ثم عمل على تطوير المناهج الدراسية في العلوم الطبيعية، ليؤسس مدرسة الترجمة عام 1835، التي أصبحت فيما بعد "مدرسة الألسن"، وعُين مديرًا لها.
تخليدًا لذكرى رفاعة الطهطاوي، تحمل العديد من الأماكن في محافظة سوهاج اسمه، ومنها مكتبة رفاعة الطهطاوي في مدينة سوهاج، ميدان رفاعة الطهطاوي أمام جامعة سوهاج، وشارع رفاعة الطهطاوي في طهطا، إضافة إلى تماثيل عديدة له في أماكن مختلفة من المحافظة من بين هذه التماثيل يوجد تمثال في ميدان محطة طهطا، وآخر أمام جامعة سوهاج القديمة، بالإضافة إلى تمثال عملاق في المدخل الجنوبي للمدينة.
اشتهر رفاعة الطهطاوي بتأليفه العديد من الكتب القيمة، مثل "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" و"مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية"كما أبدع في مجال الترجمة، وأثرى المكتبة العربية بترجمته للعديد من الأعمال الغربية. وكان من أبرز مواقفه التي تُظهر شجاعته، رفضه نقل الآثار المصرية إلى الخارج، وخاصة مسلة الكرنك التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا. كان الطهطاوي هو الوحيد الذي أدان هذا الفعل في وقت كان فيه الرأي العام يخشى من معارضة السلطة.
في عام 1834، نشر الطهطاوي كتابًا عن رحلته إلى باريس، وفيه انتقد بشدة نقل الآثار المصرية إلى الخارج، معتبرًا ذلك عملية سلب ونهب واضحة. وأكد في كتابه أن الأجانب أخذوا هذه الآثار كما يُسلب الذهب والمجوهرات ورغم الضغوط، استمر رفاعة في صراعه ضد نهب التراث المصري، إلى أن تم إصدار مرسوم في عام 1835 يحظر تصدير الآثار المصرية للخارج.
كان رفاعة الطهطاوي من أوائل من طالبوا بالحفاظ على الآثار المصرية، حيث كان يدعو إلى جمع كل الآثار التي يتم اكتشافها وتقديمها لمدرسة الألسن، وهو ما كان نواة لإنشاء المتحف المصري لاحقًا كما شكل تحذيراته من تصدير الآثار ضغوطًا على الحكومة، مما أدى إلى إصدار مرسوم بحماية التراث المصري في عام 1835، وإنشاء مخزن للآثار في القاهرة.
يظل رفاعة رافع الطهطاوي رمزًا للتنوير والتقدم في مصر، ورائدًا في مجال التعليم والترجمة والحفاظ على التراث الثقافي. ورغم التحديات التي واجهها، ترك إرثًا من الفكر المستنير الذي ساعد في تشكيل نهضة مصر الحديثة.
نوادر موجودة بالمنزل
أحدى القطع الأثرية الموجودة بمنزل رفاعة بطهطا
كتب داخل المكتبة
شارع بدوى رفاعه بطهطا
تطوير ميدان رفاعة
كتب نادرة بالمكتبة
مكتبة رفاعة الطهطاوى سوهاج
كتاب مناهج الألباب
كتب ناردة بالمكتبة فى سوهاج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة