عند الرجوع لقصة ميلاد السيد المسيح، نجد معاناه السيدة العذراء وهي حبلى، فكان الإمبراطور أغسطس قيصر هو حاكم الإمبراطورية الرومانية الواسعة، وفى يوم أمر بإجراء تعداد لكل سكان الإمبراطورية، وذلك بأن يسجل كل شخص اسمه في المدينة التي ولد بها، وكانت أرض فلسطين من ضمن الإمبراطورية الرومانية.
قصة ميلاد السيد المسيح
وسافر يوسف النجار مع مريم العذراء إلى بيت لحم ليسجل اسمه فيها وكانت العذراء حبلى، فأرهقها السفر جدا. وذهبا ليبحثا عن مكان ليبيتا فيه ولكن من شدة الزحام لم يجدا ولا غرفة، إلى أن عرض عليهما صاحب فندق أن يبيتا في المغارة المخصصة لحيواناته ورغم سوء المكان لم يجد يوسف النجار ومريم العذراء حلًا أخر فوافقا وخصوصا بعد أن شعرت العذراء بآلام الولادة، وفي هذا المكان ولدت العذراء الطفل يسوع ووضعته في المذود.
لذلك، كان السيد المسيح عجيبًا في ميلادہ كما وصف في إشعياء، إذ ولد بعيدا في بيت لحم بأورشليم (فلسطين)، وولد في الحظيرة كراعيا وسط الخراف، كما قال إنجيل يوحنا "الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (10: 11)، فوُضع يسوع، وهو طفل في مذود البقر، في الموضع الذي تأكل منہ الحيوانات في الحظيرة، هذہ الحظيرة التي تحولت إلى كنيسة، وهي كنيسة المهد، أهم الكنائس المسيحية في العالم.
كنيسة المهد فى بيت لحم بفلسطين
تمثل كنيسة المهد بفلسطين أهمية كبرى لدى المسيحيين، حيث المكان الذى ولد فيه السيد المسيح، وينجذب إليها كل الطوائف بأنحاء العالم لأخذ بركة المكان، خصوصا فى فترة الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، وحسبما ذكر الموقع الرسمى لـ "بلدية بيت لحم"، تقع كنيسة المهد فى مدينة بيت لحم بفلسطين على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب القدس، وهى إحدى أقدم الكنائس وأكثرها شهرة فى فلسطين وعلى مستوى العالم، تعد المكان الأقدس للمسيحيين، بسبب ارتباطها بمكان ميلاد السيد المسيح، حيث بنيت فوق المغارة التى ولد فيها.
وذكر الموقع، أن الكنيسة الأولى بنيت على يد الإمبراطور الرومانى قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى فوق المغارة التى ولدت فيها مريم الطفل يسوع، وقام قسطنطين وأمه هيلانة ببناء الكنيسة الرائعة والمهيبة والمزينة بالرخام والفسيفساء الجميل. وفى وقتٍ لاحق، وأيام الغزو نجت الكنيسة من الدمار، وبحلول القرن الحادى عشر رفع الصليبيون راياتهم فوق كنيسة المهد وقاموا بترميمها.
تضم الكنيسة المغارة والمذود التى ولد فيها السيد المسيح، وتم تحويلها إلى مكان للصلاة والعبادة، الأمر الذى جعل المكانين لهما قدسية وأهمية خاصة لدى المسيحيين كما ذكرنا، وشيدت الكنيسة على الطراز البازيلكى، بصحن كبير و5 أجنحة واسعة وقاعتين مستعرضتين، تحتها مغارة المهد، ولها طرف يطل على قاعة مثمنة الأضلاع بسقف مخروطى، و40 عمودا فوقها حائطان ارتفاعهما 10 أمتار وفوقها 11 نافذة تحيطها من كل جهة.
وتكمن أهميتها الاثرية العالمية حيث تم إدراج كنيسة المهد فى عام 2012 ضمن قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونسكو، كأول موقع فلسطينى يدرج ضمن لائحة التراث العالمى لمنظمة الثقافة والعلوم «اليونيسكو»، فتعتبر من أقدم الكنائس الموجودة فى العالم والتى ما زالت تقام فيها الشعائر الدينية منذ مطلع الستينات من القرن الماضى إلى يومنا هذا.
صوم الميلاد المجيد
كما بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم الميلاد المجيد يوم 25 نوفمبر ويستمر لمدة 43 يوم، حتى ليلة عيد الميلاد 6 يناير، حيث الصوم الذي يحتل مكانة كبرى لدى الأقباط ويمثل ميلاد السيد المسيح، وتعبر مدة الصوم عن الآتي:
- 40 يوما لاستقبال ميلاد السيد المسيح، كما صام موسى.
- 3 أيام تذكار معجزة نقل جبل المقطم فى وقت القديس سمعان الخراز.
ويعتبر صوم الميلاد من الدرجة الثانية أى تسمح فيه الكنيسة بتناول السمك، على عكس الصوم الكبير لعيد القيامة، الذى تمنع فيه الكنيسة تناول الأسماك تماما، لأنه يعد صوما من أصوام الدرجة الأولى، وقد سمحت الكنيسة بأكل السمك فى بعض الأصوام للتخفيف، بسبب كثرة أيام الصوم واحتياج البعض للبروتين الحيواني.
وعن تناول الأسماك في صوم الميلاد، فالقاعدة العامة هي عدم أكل السمك في الأصوام، ولكن لما كانت الأصوام كثيرة جدا في الكنيسة القبطية، حوالي أكثر من 200 يومًا في السنة، أي أكثر من نصف السنة، لذلك سمحت بأكل السمك في بعض الأصوام التي هي أصوام من الدرجة الثانية، تخفيفًا على الناس من طول فترة الصوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة