واصل الذهب العالمي مكاسبه لليوم الثاني على التوالي حيث حصل على دعم من تعهد الصين أكبر مستهلك للذهب في العالمي بزيادة التحفيز لدعم النمو ومزيد من التيسير النقدي، بينما تنتظر الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية للحصول على صورة أوضح لقرار البنك الفيدرالي الأمريكي القادم.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2673 دولار للأونصة، بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2661 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 2664 دولار للأونصة، في تحليل جولد بيليون لحركة الذهب في البورصة العالمية.
وارتفع سعر الذهب أمس وسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 2676 دولار للأونصة مدعوم بإعلان البنك المركزي الصيني عن استكمال عملية شراء الذهب بعد توقف استمر 6 أشهر متتالية.
وأعلنت الصين أنها ستتبنى سياسة نقدية ميسرة بشكل يناسب دعم معدلات النمو خلال العام المقبل، والعمل على استباق الأحداث التي قد تؤثر على وضعها الاقتصادي والمالي، وهو ما يعد تغير في سياسة أكبر دولة مستهلكة في العالم التي كانت تعتمد على الاستقرار في السياسة النقدية لمدة استمرت 14 عام تقريبا.
ساعد هذا على دعم أسعار الذهب بشكل خاص مع توقعات باستمرار البنوك المركزية العالمية بشكل عام في خفض أسعار الفائدة وتحقيق التيسير النقدي، وهي البيئة الإيجابية بالنسبة للذهب لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لديه كونه لا يقدم عائد لحائزيه.
يركز المتداولون هذا الأسبوع على بيانات التضخم الأمريكية لشهر نوفمبر بعد أن عزز تقرير الرواتب الأقوى من المتوقع الأسبوع الماضي فرص خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه الأسبوع المقبل.
وتضع الأسواق المالية حاليا احتمال بنسبة 92% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم بمقدار 25 نقطة أساس، ليتزايد هذا الاحتمال بعد بيانات الوظائف القوية التي تدل على تماسك الاقتصاد.
ومن جهة أخرى عاد الطلب على الذهب كملاذ الآمن إلى التزايد مع بدء الصين في اتخاذ إجراءات لمواجهة شركات التكنولوجيا الأمريكية بشأن انتهاك لقانون مكافحة الاحتكار، مما يشير إلى أن الصين ستلجأ لمزيد من تدابير المعاملة بالمثل مع الولايات المتحدة استعدادا للحرب التجارية التي قد تبدأ بمجرد تولي ترامب الرئاسة في يناير القادم.
وظهرت آثار هذه الإجراءات الصينية في الخسائر التي تكبدتها وول ستريت خلال الليل، حيث تراجعت أسهم التكنولوجيا الرئيسية بشكل حاد من ارتفاعها الأخير، لتتجه العديد من الاستثمارات إلى الذهب في المقابل.
أيضاً التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط تضع المستثمرين في حالة توتر بسبب التصعيد المحتمل في المنطقة، مما دفعهم إلى الذهب الذي يعد الملاذ الآمن التقليدي
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب حول العالم خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر بمقدار – 8.2 طن ذهب وذلك بعد ارتفاع في التدفقات خلال الأسبوع الماضي.
خلال الثلاث أسابيع الأخيرة كانت التدفقات النقدية على صناديق الاستثمار في الذهب تشهد تذبذبا كبيراً بسبب عدم استقرار أسعار الذهب واختلال التوقعات المتعلقة بوضع السياسة النقدية بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
أسعار الذهب في مصر
يشهد سعر في مصر تداولات إيجابية بعد أن وجد الدعم من ارتفاع سعر الذهب العالمي منذ بداية الأسبوع بالإضافة إلى استقرار في حركة سعر صرف الدولار عند مستويات مرتفعة، مما ساعد على ارتفاع تسعير الذهب المحلي خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المحيطة بمصر.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3775 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3780 جنيه للجرام، وذلك بعد أن تراجع يوم أمس بمقدار 3 جنيه ليغلق عند المستوى 3772 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3775 جنيه للجرام.
وجد الذهب في مصر المزيد من الدعم من عودة أسعار الذهب العالمي إلى الارتفاع منذ بداية هذا الأسبوع، هذا بالإضافة إلى استقرار في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بالقرب من أعلى مستوياته في البنوك المحلية، وهو الأمر الإيجابي في عملية تسعير الذهب المحلي.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن التضخم في المدن المصرية قد تباطأ خلال شهر نوفمبر إلى 25.5% على أساس سنوي بعد أن كانت القراءة السابقة 26.5% وهو أول تراجع في معدلات التضخم منذ 4 أشهر.
وتظهر قراءة التضخم أن مصر تعمل على السيطرة على معدلات التضخم وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي، وأن وتيرة تراجع التضخم ستتزايد خلال العام القادم لتصل إلى 21%.
وأعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع في احتياطي مصر من النقد الأجنبي إلى 46.95 مليار دولار بنهاية شهر نوفمبر مرتفعاً بأكثر من 10 مليون دولار مقارنة مع الاحتياطي في نهاية أكتوبر عند 46.94 مليار دولار.
توقعات أسعار الذهب
سجل سعر الذهب العالمي ارتفاع لليوم الثاني على التوالي بدعم من تغير في سياسة الصين المالية لتدعم المزيد من التيسير النقدي ودعم معدلات النمو خلال العام القادم، وهو الأمر الإيجابي للذهب منذ كون الصين هي أكبر مستهلك للذهب في العالم، من جهة أخرى تنتظر الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية التي قد توضح الخطوة القادمة للبنك الفيدرالي الأمريكي.
يستمر سعر الذهب في مصر في التداول بشكل إيجابي مدعوما بارتفاع سعر الذهب العالمي بالإضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الأمر الذي يدعم عملية تسعير الذهب بشكل إيجابي.
حاول سعر الذهب العالمي يوم أمس إعادة اختبار مستوى المقاومة 2670 دولار للأونصة ولكنه فشل في اختراقه ليستمر في المحاولة خلال جلسة اليوم، وخلال ذلك استطاع السعر الاستقرار في التداول فوق المتوسط المتحرك 50 يوم عند 2640 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
استطاع سعر الذهب المحلي عيار 21 أن يصل تقريباً إلى المستوى 3800 جنيه للجرام، قبل أن يعود إلى التراجع من هذا المستوى بسبب عدم وجود الزخم الكافي لاختراق المستوى، وحالياً يستمر السعر في التداول والتذبذب تحت هذا المستوى بهدف تجميع الزخم الكافي لاختراقه واستهداف قمته الأخيرة عند 3850 جنيه للجرام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة